متابعات

مؤرخون من أكادير: مسلسل “فتح الأندلس” لم يحترم الحقائق التاريخية

طالب مجموعة من المؤرخين و المهتمين بالتاريخ المغربي،ايقاف بث مسلسل “فتح الأندلس” الذي تبثه القناة الأولى خلال شهر رمضان الفضيل، لما “يشوبه من خلل كبير قد يؤدي الى ترسيخ حقائق تشوه تاريخ المغرب ودوره في نشر الاسلام في الغرب الاسلامي.”وفق تعبيرهم.

ووجه مجموعة من المؤرخين من أكادير مراسلة إلى رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، لطيفة اخرباش،تتضمن ملاحظاتهم وتوضيحاتهم بشأن المسلسل،وذلك بناء على الالتزامات الواردة في دفتر تحملات الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة المغربية وخاصة منها المادة الاولى المتعلقة باحترام ملاحظات وآراء الجمهور، وكذلك المادة الثانية بضمان حرية المواطن في التقييم و الرقابة وكذلك المادة الثالثة بالتزام بالدقة الموضوعية وعدم التحيز، وكذلك الاستجابة لحاجيات المشاهدين في الثقافة و التربية.

وأكد المؤرخون في رسالتهم التي توصلت “مشاهد” بنسخة منها،أن “المسلسل لم يحترم الحقائق التاريخية التي رافقت الحدث التاريخي للعبور إلى الأندلس وعرضها بشكل يفتقر الى الاحترافية في غياب تام للخبرة التاريخية الموضوعية للمؤرخين المغاربة، واكتفى بالاعتماد على الروايات التاريخية التقليدية التي لم تعد صامدة أمام الأبحاث العلمية التي قربت الأحداث التاريخية للعبور إلى الأندلس إلى الحقيقة التاريخية.”

وأشارت المراسلة،التي وقعها كل من اوسكان الحسين و عبد العزيز ياسين و محمد حنداين،إلى أن “المسلسل المذكور همش الدور المغربي الأساسي في الحدث التاريخي لحساب الدور الأموي الذي لم يكن أساسيا في عبور القائد المغربي “طارق بن زياد” الى الاندلس.إضافة إلى عدم التحلي بتحري في تفاصيل الاحداث التي رافقت ذلك الحدث التاريخي المغربي، مما جعل المسلسل يتميز بالانتقائية في الاحداث لتضخيم الدور الاموي و تقزيم الدور المغربي. وبالتالي فان المشاهدين المغاربة وغيرهم وخاصة الفئة الناشئة و الشباب سيعتقدون ان تلك هي الحقيقة.”

وأكدوا مجددا،بالقول: “وعيا منا كمؤرخين وكمواطنين غيورين على التحقق من الاحداث التاريخية التي تهم بلادنا، وانسجاما مع الرؤية الوطنية الجديدة لإعادة كتابة التاريخ المغربي و اعتمادا على الرؤية العلمية و الموضوعية التي تعتبر ان التاريخ المغربي هو اعرق واقدم تاريخ بحوض البحر الابيض المتوسط اذ قام المغاربة منذ اسان جبل اغود بأدوار حضارية تاريخية ساهمت في الحضارة الانسانية ونشر الاسلام في الاندلس و افريقيا ،مما يتعين عليه ابرازها بهدف تقوية الروح الوطنية المغربية. وهذا ما لا يحققه المسلسل المذكور، ويتنافى مع الالتزامات السابقة ذكرها.”

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *