مجتمع

رفيقي: محاربة ظاهرة العنف في “المسيد” تحتاج لوعي وجهد مجتمعي

أثار انتشار “فيديو” لإمام مسجد مؤخرا بمواقع التواصل الاجتماعي،وهو يضرب أطفال قاصرين يتعلمون حفظ القرآن الكريم بأحد مدارس التعليم العتيقة، ضواحي طنجة،ردود فعل غاضبة،خاصة بعد تدخل السلطات الأمنية التي قامت بتوقيف الإمام ومتابعته قضائيا، الشيء الذي ساهم في تباين الآراء بين معارض لهذا العنف ومتسامح معه.

وفي هذا الاطار،قال محمد عبد الوهاب رفيقي،باحث في التراث الاسلامي،في تدوينة له في “الفايسبوك”،باعتباره عاش تجربة مماثلة: “وأنا طفل صغير حضرت لأنواع وأشكال من هاد العنف، حضرت ل “الفلقة” و “التحميلة” والضرب بزلاط الزيتون وبالقنب لي تيرقدو لفقيه ف الما والملحا لأيام عاد يضرب بيه، عرضت القرآن على لفقيه وانا تنترعد لأنو فأي لحظة غلطتي ولا غي تفنفنتي غينزل عليك نتا وزهرك فين جاتك الدقة، حضرت لفقيه فاش تتجي تعرض عليه تيجيب الشوك ديال السدر وتيحطو تحت رجليك، باش إيلا غلطتي ونزل عليك وبغيتي تهرب رجليك يطلع معاك الشوك من لتحت فبلا متفكر، هدشي غي قليل من لي عشتو وشفتو ولي أدى أحيانا لعاهات بلا منتكلمو على الضرر النفسي..”

وأكد الباحث،أن استخدام العنف في “المسيد”،يعد أمرا عاديا داخل المنظومة الاجتماعية وبرضى تام من قبل الوالدين،مستدلا بعبارة مشهورة بالبوادي “نتا تقتل وأنا ندفن”.

وقال الباحث محمد عبد الوهاب رفيقي لـ”مشاهد”،إنه “رغم كون تنازل آباء الأطفال لصالح من عنف أبناءهم أمرا صادما، إلا أنه لم يتفاجأ به بحكم أن هناك تطبيعا في المجتمع مع ظاهرة تعنيف الأطفال،”مردفا: “فالأب بنفسه يمارس هذا العنف، والأسرة و المعلم يمارسون هذا العنف والفقيه في الكتاب كذلك، وبالتالي المجتمع كله يطبع مع العنف ويعتبره وسيلة تربوية ناجعة وضرورية من أجل تعليم ذلك الطفل وتربيته، وهذا ما يجعل تنازل الآباء لصالح الفقيه شيئا غير مفاجئ، ولهذا يحتاج الأمر لجهد مجتمعي وإلى توعية وتحسيس بالآثار المدمرة التي يمكن أن يسببها هذا العنف على هؤلاء الأطفال في المستقبل.”

وأكد ، أنه صار الآن يستطيع أن يحكي عن هذه التجارب التي عاشها في الجامع بأريحية، بعدما تمكن من تجاوزها، إلا أن أطفالا وأجيالا تضررت نفسيا وكان هذا العنف سببا في فشلها وتدمير حياتها، وأضاف أن المشكل هو أنه رغم كل ما وقع من تطور فالمجتمع لا تزال عقلية التطبيع مع العنف طاغية، وأنه تفاجأ من كمية التعاليق المؤيدة لسلوك الفقيه في سنة 2022.

و ختم رئيس مركز وعي للدراسات و الوساطة والتفكير تدوينته،” إن أردنا -ويجب علينا- القطع فعلا مع هذا العنف الممارس ضد الأطفال نحتاج إلى عمل كبير، أولا منعه نهائيا ومتابعة الفاعلين قانونيا، ولكننا نحتاج أيضا توعية المجتمع بالدمار لي يتسبب فيه العنف للطفل، بل كذلك يجب التوعية بمن هو الطفل وكيف يجب علينا معاملته وماهي طرق التربية الصحيحة، ابتداء بالأب والأم أنفسهم ، ووصولا للمعلم و الفقيه ، “على الله نتجو أجيال قادمة غير معطوبة، والله يسامح الجميع”.

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *