ثقافة وفن

معرض الكتاب.. مائدة مستديرة ترصد “جوانب من التحولات في المجتمعات الأمازيغية”

تم يوم أمس،على هامش الدورة 27 للمعرض الدولي للنشر والكتاب،تنظيم مائدة مستديرة حول “جوانب من التحولات في المجتمعات الأمازيغية”.

ورامت هذه المائدة التي نظمها مركز الدراسات الأنثروبولوجية والسويسيولوجية التابع للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الوقوف عند أهم التحولات التي عرفتها المجتمعات الأمازيغية سواء إبان الفترة الاستعمارية أو قبلها.

وبهذه المناسبة،قال مدير مركز الدراسات الأنثروبولوجية والسوسيولوجية، الخطير أبو القاسم أفولاي،إن هذا اللقاء يشكل مناسبة لتقديم بعض الأعمال التي أنجزها المركز كحصيلة لعمله البحثي على غرار “رؤى متقاطعة حول المجتمعات الأمازيغية” و”البادية المغربية: الذاكرة والتحولات “، موضحا أنه تم اختيار تيمة التحولات في المجتمعات الأمازيغية لأنها خيط ناظم لمختلف هذه الدراسات والمؤلفات.

وأشار الى أن الاستعمار أحدث تغييرات جذرية على مستوى البنيات الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة، فساهمت في تسريع انهيار التجارة العابرة للصحراء، والصناعة التقليدية وأنشطة اقتصادية “معاشية” أخرى. وسهلت في نفس الوقت في نشأة اقتصاد رأسمالي بالمناطق الساحلية مرتبط بالأسواق الأوروبية. وقد أضعفت هذه السيرورة مجتمعات الرّحل، ودفعت بالمزارعين للهجرة إلى مدن الشمال، مع تغيير كبير في أنشطتهم الاقتصادية.

ومن جهته ، استهل الباحث حمو بلغازي، في مداخلته، حول منطقة زمور وأهم التحولات التي شهدتها منذ الفترة الاستعمارية ، بتقديم تعريف لمفهومي التغيير الذي “يقصد به تعويض واقع الى وقاع آخر له نفس الطبيعة والوظيفة،” والتحولات التي هي “تغيير في الزمن والمكان والذي يؤثر بدرجات مختلفة على الميكانيزمات المنظمة للبنيات المجتمعية”.

وأشار في هذا الصدد، الى أن أهم تغيير شهدته منطقة زمور يتجلى في خضوع القبائل الى السلطة المركزية ، فضلا عن الانتقال من شبه ترحال الى التوطين، حيث عوض السكن المتنقل (الخيمة) بالسكن القار (منزل).

ومن جهته، استعرض الباحث مبارك ونعيم ما جاء في كتاب “التراث الثقافي بقصر أسا دراسة وتوثيق” لمؤلفه عبد الشكور ابريك، والذي تناول اضاءات حول التراث الثقافي الأمازيغي بإحدى واحات الجنوب المغربي بدرعة السفلى، وتحديدا بقصر أسا.

و يعد هذا القصر معلمة تاريخية ، حسب الباحث، خلفت ساكنتها تراكما هاما لمجموعة من التجارب التي تجسد تفاعل الانسان مع محيطه، وما نتج عن ذلك من قيم ومهارات وممارسات وعادات ومعتقدات محلية، فضلا عن مجموعة من تعبيرات الأدب والفنون الأمازيغية وتجلياتها التي تزخر بها المنظقة، وهي تعيش على ايقاع تحولات اجتماعية وثقافية تستدعي المحافظة عليها وتثمينها.

ويتضمن برنامج مشاركة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في فعاليات الدورة 27 للمعرض الدولي للكتاب الذي تحتضنه مدينة الرباط الى غاية 12 يونيو الجاري ، بالأساس تنظيم ندوات وموائد مستديرة وتقديم مؤلفات وإصدرات جديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *