ثقافة وفن

المخرج حكيم بلعباس يعرض الفيلم السينمائي الجديد “لو كان يطيحو لحيوط..”

تبدأ القاعات السينمائية المغربية ابتداء من يوم الأربعاء المقبل 27 يوليوز في عرض الفيلم السينمائي الطويل “لو كان يطيحو الحيوط” للمخرج حكيم بلعباس، وذلك بدعم من مجلس الجالية المغربية بالخارج.

الفيلم السينمائي يجمع ممثلين من مختلف الأجيال، ويتعلق الأمر بكل من: أمين الناجي- حسناء المومني- زهور السليماني– سناء العلوي– حنان بنموسى- حميد نجاح- رباب الخشيبي- يونس اليوسفي- زينب علجي- نبيل المنصوري- فاطمة الزهراء لهويتر- أمين تليدي- يطو نفاوي- عبد الرحمان المكراني- خليل أوبعقة- منصف كابري- صلاح العسري، وغيرهم.

ويحمل المخرج حكيم بلعباس الجمهور ليعيشوا في قلب قصص الحياة اليومية لنساء ورجال مدينة بجعد، حيث الحياة اليومية تظل صعبة للبعض ورحيمة لآخرين.

وترصد كاميرا المخرج وجوه الزوجات والأزواج، والأمهات والآباء، والأبناء والبنات، كُلهم يحكون تناقضات القدر وظلمه، لكن أيضا يحمل أجمل هداياه وأحلى عطايا العمر، حيث يمزج الألم والأمل، والفرح والحزن، والدمع الحار والبارد، انطلاقا من الحداد وحزن القلب بعد وفاة شخص عزيز وعيش فرحة ولادة إنسان وما يُرافق ذلك من أمل وسعادة، هكذا هي الحياة، تصر على المضي قدمًا وتجلب معها أولئك الذين يرغبون في عيشها.

ويعيش الجيران في الفيلم السينمائي الطويل “لو كان يطيحو الحيوط” حياة منفصلة، لكنهم يتشاركون في حمل الأعباء التي تثقل كاهل الأفراد ويعيشون معهم أفراحهم، فترك الأمور على عواهنها يُعد تحديا كبيرا سواء للأحياء أو الأموات على حد سواء.

يتشاطر سكان مدينة بجعد نفس التفاصيل اليومية، حيث يلتقون ويواجهون بعضهم البعض، لكنهم لا يعرفون متى يعيشون، كل منهم في حياة الآخر، ويساعدون بعضهم البعض ويؤذون بعضهم البعض دون قصد.

هؤلاء الأفراد تجمعهم الصداقة، وقُرب محلات سكنهم والدم الواحد، على امتداد الحياة يساندون ويؤذون بعضهم البعض عبر تنظيم حفلات الزفاف والجنازات وجرائم القتل، والمغفرة والحب والتضحية، جميع الأفراد يُكونون مجتمعا صغيرا متشبث بالأمل، وتواصل حينها أرواح الموتى في مراقبة كُل من تركوا خلفهم.

الفيلم السينمائي الطويل هو رحلة شعرية تُشبه الحياة الواقعية داخل قرية مغربية صغيرة، حيث ينقل المخرج بنظرته الثاقبة والفنية المشاهدين في رحلة مميزة لسبر أغوار تفاصيل يومية تمر أمامنا دون أن ننتبه لها ولا نلاحظ وجودها. البداية من وجه مجعد بنظرات شاردة كئيبة ومضجرة كُلها خوف وترقب، مرورا بجسد منهك بالأحداث المأساوية المتتالية، كُلها تفاصيل تم التطرق إليها بدقة كبيرة وببصمة وعاطفة حكيم بلعباس الحاضرة في كل مكان.

ولد حكيم بلعباس، الابن الأصغر لعائلة مكونة من 11 طفلاً في بجعد. كان والده صاحب قاعة السينما الوحيدة في المدينة التي اختارها المخرج أن تكون المكان الرئيسي لمعظم أعماله السينمائية وذلك لسببين رئيسيين، أولهما :”معظم القصص التي اعمل عليها انطلاقتها الرئيسية كانت من هنا، لذلك لا أحتاج إلى التنقل والبحث عن مكان التصوير، فالأماكن لها ذاكرتها وروحها الخاصة. ثانيا أن مدينة بجعد تشبه الاستوديو الخاص بي، حيث أن كُل ما أحتاجه في الإنتاج يكون في محيطي وبجانبي، والناس دائما يرحبون بي كأنها المرة الأولى”.

وبناء على ما سبق، يجمع فيلم “لو كان الحيوط يطيحو” أجزاء من الحياة في هذه المدينة الجميلة.  وقال حكيم بلعباس في بيان النوايا الخاص به :”الفيلم ولد خلال فترة التفكير في القصص التي تم جمعتها على امتداد بعض السنوات. هذه القصص قصيرة ومرتبطة فيما بينها بالوقت والمكان الذي تعيش فيه. ”

وختم المخرج حديثه بالقول إن فيلم “لو كان الحيوط يطيحو” هو تأمل بصري في الحياة الداخلية للأفراد، منسوجة من خلال خيط الإنسانية المشتركة التي تربط الشخصيات المعنية، فهو احتفال بالكفاح اليومي والتناقض، وقمة رصينة في الأقدار التي قد تبدو للوهلة الأولى مظلمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *