أكدت دراسة جديدة على أن الأطعمة فائقة المعالجة، مثل الوجبات الجاهزة وحبوب الإفطار، تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، وطالبت بفرض ضرائب عليها، وتُصنع الأطعمة فائقة المعالجة (UPF) عن طريق تقسيم الأطعمة إلى زيوت ودهون وسكر، ثم إعادة دمجها، وعادةً ما تُضاف إليها مواد حافظة، وتُشترى جاهزة للأكل بعد التسويق لها بكثافة على أنها خيارات صحية، بحسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
فيما أكدت أبحاث سابقة أن هذه الأطعمة تزيد من خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني، فيما أجريت الدراسة الجديدة للتأكد ما إن كان تناول هذه الأطعمة يسبب الإصابة بـ34 نوعاً من السرطان.
وشملت الدراسة 197 ألف بالغ تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاماً، سُئلوا عن الطعام الذي يأكلونه في يوم عادي. وكان النظام الغذائي لـ23% منهم يتكون من أطعمة فائقة المعالجة.
وخلال السنوات العشر التالية، أصيب 15,900 منهم بالسرطان، وازداد خطر تعرُّض الأكثر استهلاكاً لهذه الأطعمة- تشكل عادة 41% من نظامهم الغذائي- للإصابة بالسرطان عن الأقل استهلاكاً لها- بنسبة 9% تقريباً- بأكثر من 7%.
وقال الباحثون إنه مقابل كل زيادة بنسبة 10% من الأطعمة المعالجة في النظام الغذائي للشخص، تزداد احتمالية الإصابة بأي سرطان بنسبة 2%، واحتمال الوفاة بسبب السرطان بنسبة 6%.
وكان خطر الإصابة بسرطان المبيض هو الأعلى، إذ ترتبط كل زيادة بنسبة 10% في الأطعمة فائقة المعالجة بزيادة خطر الوفاة بنسبة 30%، وهذه الارتباطات ظلت كما هي حتى بعد أخذ عوامل أخرى في الاعتبار، مثل التدخين والنشاط البدني ومؤشر كتلة الجسم (BMI).
فيما قالت الدكتورة إيزتر فاموس، الباحثة الرئيسية في الدراسة: “هذه الدراسة إضافة جديدة إلى الأدلة السابقة على أن الأطعمة فائقة المعالجة تؤثر سلباً على صحتنا، وقد تؤدي إلى إصابتنا بالسرطان. وبالنظر إلى ارتفاع مستويات استهلاكها بين البالغين والأطفال في المملكة المتحدة، فلهذا آثار مهمة على صحتهم في المستقبل”. وطالبت الباحثة المشاركة، الدكتورة كيارا تشانغ، باتخاذ تدابير جديدة لحل مشكلة الكميات “الكبيرة والمثيرة للقلق” من الأطعمة فائقة المعالجة.
وقالت تشانغ: “يستمد الشخص العادي في المملكة المتحدة أكثر من نصف جرعته اليومية من الطاقة من الأطعمة فائقة المعالجة. وربما لا تتفاعل أجسامنا بنفس الطريقة مع هذه المكونات والإضافات فائقة المعالجة كما تتفاعل مع الأطعمة الطازجة والمغذية، لكن الأطعمة فائقة المعالجة موجودة في كل مكان، وتُسوَّق بأسعار رخيصة وعبوات جذابة لتعزيز استهلاكها. وهذا يدل على أن بيئتنا الغذائية بحاجة إلى إصلاحات عاجلة لحماية الناس من هذه الأطعمة”.
والدراسة المتوفرة في موقع eClinicalMedicine، ونشرتها مجلة The Lancet، ممولة من مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة والصندوق العالمي لأبحاث السرطان. وقال كبير مديري سياسات الوقاية في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، مالكولم كلارك: “ترتبط حوالي 22800 حالة سرطان بالوزن الزائد والسمنة كل عام في المملكة المتحدة. ونطالب حكومة المملكة المتحدة باتخاذ إجراءات تساعد الناس على التغيير الصحي، فهذا ليس بالوقت المناسب لتأجيل فرض قيود على إعلانات الوجبات السريعة وعروض شراء أكثر من منتج”.
كما طالب الباحثون بتوسيع نطاق “ضريبة السكر” في المملكة المتحدة، التي فُرضت على المشروبات الغازية عام 2018، لتشمل منتجات أخرى، مثل الخبز المعبأ، ورقائق البطاطس، والحلويات، والمعكرونة سريعة التحضير، والبيتزا المجمدة، والزبادي المُحلَّى.