متابعات

قيادي سابق بالبوليساريو: حركة “صحراويون من أجل السلام” جاءت لمعالجة كوارث 1973

قال المسؤول الكبير السابق في جبهة البوليساريو الحاج أحمد بركالا في مقابلة له مع برنامج” المغرب” باللغة الفرنسية لـ i24NEWS، إنه قرر قطع علاقاته مع الجبهة بعدما تم اتهامه بـ”الخيانة العظمى”، وتابع أن “حركة صحراويون من أجل السلام” جاءت كضرورة لمعالجة كوراث 1973 للبحث عن حل سلمي “يخرجهم من الورطة”، وأوضح ان مقاربة حركته تتمثل، في خطة معقولة، وانها وجدت صداها لدى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، لتلافي “تصادم الدولتين الجزائر والمغرب”.

في عام 2020 ، أسس بركالا “حركة صحراويون من اجل السلام”، والتي تقدم “مخرجًا سلميًا للنزاع المفتعل، بعد أن كان في صفوف جبهة البوليساريو لمدة 50 عامًا، في “عملية تحرير لم تخدم في النهاية أي غرض، والتي لا نرى فيها حلًا لمشكلة الصحراء، حيث يعيش سكان تندوف في ظروف يرثى لها، فقد اعتبرنا من الضروري تحديد نقطة التحول. في هذه المسيرة الطويلة، تحركنا نحو حل سلمي، وقبل كل شيء حل ينطوي على مخرج مشرف لا رابح ولا خاسر، أعتقد أنه خيار أفضل من البقاء في طريق مسدود كنا فيه منذ 50 عامًا والذي لم يبرح مكانه”.

ويؤكد بركالا موقفه الإيجابي من خطة الحكم الذاتي التي يطالب بها المغرب ويتعبرها “كأساس للنقاش”، رغم أنه لم يتخل عن القومية الصحراوية، وتابع”يتعلق الأمر بشكل أساسي باستخدام الفطرة السليمة، وبدلاً من ملاحقة الأحلام الكاذبة، وضع قدميك على الأرض لإيجاد حل. يمكن تسوية الحروب بالهزيمة أو من خلال حل تفاوضي، ونعتقد أنه من الأفضل بكثير للصحراويين السعي إلى حل وسط. هذا ما فعلته بطريقة ما الحركة الصحراوية”.

وأشار رئيس الحركة إلى أنه” يجب إدخال الديمقراطية في المجتمع الصحراوي في تندوف ونظام التعددية الحزبية، في مواجهة الحزب الواحد الذي أدار أمور ومصائر سكان تندوف على مدى 50 عامًا، نعتقد أن الوقت قد حان لفتح طرق أخرى طالما لا يزال هناك اهتمام من المجتمع الدولي، وأنه من الممكن إيجاد مخرج أو حل بضمانات دولية”.

وبالنسبة لبركالا، فإن “القمواقف الأكثر اعتدالًا وواقعية يمكن أن تؤدي إلى اتفاق مع المغرب”، وتابع “نحن مضطرون للعيش مع المملكة المغربية وهذا ما يملي علينا الحذر والحس السليم، هذا لا يعني التخلي عن أي شيء، ستسعى الشعوب دائمًا إلى تحقيق أهداف أعلى، وأعتقد أنها جزء من الطبيعة البشرية. لكن الشيء المهم هو إيجاد الاستجابة المناسبة في وقت محدد. من الواضح أن هذا ينطوي على تنازلات، بما في ذلك من الدولة المغرب، التي لا علاقة لنا بها حاليًا، من الواضح أننا كنا موجودين منذ عامين فقط … لكن حركتنا رسخت نفسها بقوة على الأرض. نعتقد أنها اجتذبت الرأي العام بالنسبة لأغلبية السكان الصحراويين وننتظر الشروط التي يجب أن يتم الوفاء بها حتى يكون الحوار ممكنًا مع ملك المغرب، أو لإدراج الحركة ومطالبها في العملية السياسة التي تديرها أو تديرها الأمم المتحدة حاليًا “.

ويعتقد بركالا أن “حركة صحراويون من أجل السلام” ستكون قادرة على كسب تأييد السكان،”نحن نقترح حلاً معقولاً، وهو حل لا ينطوي على خسارة في الأرواح، ولا ينطوي على تضحيات كبيرة من أجل السكان الصحراويين، ونعتقد أن هذا هو الخيار الأفضل، من المعقول خلق الظروف التي يمكن في ظلها للسكان الصحراويين إعادة تجميع صفوفهم ووضع حد للنفي والشتات، وأن يكونوا قادرين على التمتع بالحرية التي يمكن أن يمنحها اتفاق مع المملكة المغربية لهم، وترك الأمر للأجيال القادمة لتقرير المستقبل “.

وأضاف بركالا، ان هناك تغييرات مفروضة على البوليساريو، منذ فقدان الزعيم محمد ولد عبد العزيز، فقد فتح باب التبادل على السلطة الصدمة المعنوية، ورغم أن هناك شبه  اجماع على القائد الحالي، فإنه من المنتظر ان يقود مرحلة انتقالية تنتهي في وقت معين.

وأوضح في الأخير ان مجموعة من الأطر والكوادر والعسكريين اجتمعوا على فكرة سديدة، وهي تأسيس حركة الصحراويين من اجل السلام للخروج من هذا المأزق.

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *