المغرب الكبير

إعادة اعتماد النشيد الوطني الجزائري كاملا يقلق فرنسا

في أول مناسبة رسمية، عُزف النشيد الوطني الجزائري كاملاً في الذكرى الـ61 لاستقلال الجزائر، والتي شارك فيها الرئيس عبد المجيد تبون، إلى جانب رئيس أركان الجيش الجزائري سعيد شنقريحة، إضافة إلى عدد من الشخصيات العسكرية والسياسية والمدنية.

وظهر رئيس أركان الجيش الجزائري، سعيد شنقريحة، وهو يُردد كلمات الجزء الذي يحمل وعيداً لفرنسا وهو: “يا فرنسا قد مضى وقت العتاب.. وطويناه كما يطوى الكتاب.. يا فرنسا إن ذا يوم الحساب.. فاستعدي وخذي منا الجواب”.

وكان الرئيس الجزائري قد وقع مرسوماً رئاسياً نُشر في ماي 2023 بالجريدة الرسمية، يُطالب من خلاله بإعادة إدراج النص المحذوف الذي يهاجم فرنسا إلى النشيد الوطني الجزائري، وأن يُعزف بصيغته الكاملة وبمقاطعه الخمسة- كلمات وموسيقى- في المناسبات السياسية والعسكرية.

وكان المقطع الثالث من النشيد الوطني الجزائري، والذي يتضمن وعيداً لفرنسا دائماً مثار جدلٍ، منذ اعتماد النشيد بعد نجاح الثورة الجزائرية، وحصول الجزائر على استقلالها من فرنسا، الذي يُعد واحداً من أطول الاستعمارات في العالم.

سنة 1962 وقبل توقيع اتفاقيات “إيفيان” بين فرنسا والحكومة الجزائرية المؤقتة وقتئذٍ، والتي اعترفت باستقلال الجزائر، اعترض الوفد الفرنسي المفاوض على كلمات الجزء الثالث من النشيد الوطني، وطلب حذفه نهائياً، لكن طلبه رُفض.

في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد خلال ثمانينيات القرن الماضي، حُذف مقطع الوعيد لفرنسا من النشيد الوطني الجزائري، ثم أعيد إدراجه نهائياً عام 1995 بقرارٍ من الرئيس الجزائري الأسبق اليمين زروال.

وفي سنة 2007 خلال حكم الرئيس الجزائري الأسبق عبد العزيز بوتفليقة، صدر قرارٌ رسمي بحذف المقطع الثالث نهائياً من الكتب المدرسية، الأمر الذي أثار استياءً شعبياً واسعاً في الجزائر، قبل أن تتم إعادته سنة 2023 من طرف الرئيس الجزائري الحالي عبد المجيد تبون.

كتب النشيد الوطني الجزائري شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا، وذلك بتاريخ 25 أبريل 1956، ولحنه الموسيقار المصري محمد فوزي، وبدأ يُعتمد رسمياً عام 1963، أي بعد استقلال الجزائر من فرنسا.

ويوجد في النشيد الجزائري مقطع يتوعد فرنسا، يقول:

لطالما كان المقطع الثالث من النشيد الوطني الجزائري مثار جدلٍ في فتراتٍ تاريخية وحديثة، فقبيل توقيع اتفاقيات “إيفيان” مع حكومة الجزائر المؤقتة وقتئذٍ، والتي اعترفت باستقلال الجزائر، اعترض الوفد الفرنسي المفاوض عام 1962 على تلك الكلمات.

طلب الوفد الفرنسي رُفض حينَها، قبل أن يُحذف المقطع في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد خلال ثمانينيات القرن الماضي، ثم يُعاد إدراجه نهائياً عام 1995 بقرارٍ من الرئيس الجزائري الأسبق اليمين زروال.

الذروة كانت في العام 2007، حين صدر قرارٌ رسمي بحذف المقطع الثالث نهائياً من الكتب المدرسية، الأمر الذي أثار استياءً شعبياً واسعاً.

منذ اعتماد النشيد الوطني الجزائري، كانت فرنسا ترفض المقطع الثالث الذي يحمل الوعيد لها، وطلبت من الجزائر حينها أن تُزيله، وتوالت طلباتها لكن دائماً ما كان يأتي الرد بالرفض.

وخلال تصريحاتٍ لها لقناة “LCI” الفرنسية، في 16 يونيو 2023، قالت الوزيرة كاترين كولونا إن هذا النشيد تجاوزه الزمن، وأضافت: “لا أريد التعليق على نشيدٍ أجنبي، لكنه كُتب عام 1956، في سياق وظرف الاستعمار والحرب، ويتضمن كلمات قوية تعني فرنسا”.

تصريحات وزيرة الخارجية الفرنسية أثارت غضباً وسط الجزائر، إذ خرجت هيئات سياسية تُندد،، واعتبرتها تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية الجزائرية، ووصف حزب حركة البناء الوطني، تصريحات كولونا بـ”الاستفزازية وغير المقبولة”.

ومن جانبه، انتقد الوزير والسفير الجزائري الأسبق عبد العزيز رحابي، تصريحات كولونا، واصفاً إياها بـ”غير المقبولة” والمتناقضة مع البحث عن تحسين العلاقات مع الجزائر.

وقال في منشور عبر “تويتر”، إن “كاثرين كولونا تتمنى أن تكون لها أفضل العلاقات مع الجزائر وفي الوقت نفسه تشكك في قرار الجزائر السيادي توسيع استخدام نشيدها الوطني في ظل الظروف والشروط التي تختارها الحكومة الجزائرية”.

عن عربي بوسط

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *