ثقافة وفن

وجهة نظر: 7 ملاحظات أولية حول المهرجان الدولي بيلماون بأكادير

بداية لابد من الإشارة الى أهمية فكرة تنظيم مهرجان دولي بعاصمة الجهة يستمد جذوره من بعض الممارسات الاجتماعية والثقافة المحلية المتجذرة في تربة المنطقة، والسعي نحو السير بها من المحلية إلى العالمية ، غير أنه لابد من تسجيل بعض الملاحظات الأولية بخصوص مجريات الدورة الأولى :
أولا : كان من الأجدر والأفيد خلق إطار مستقل على شكل مؤسسة أو جمعية تسهر على وضع التصور النظري للمهرجان والوسائل التطبيقية لبرنامجه بعيدا بتنسيق وتعاون مع الجماعة الترابية التي تبنت هذه الفكرة ، غير أن ربط المهرجان بالجماعة لا يضمن الاستمرارية مستقبلا مع تغيير المدبرين لشؤون الجماعة الترابية .
ثانيا : بما أن المهرجان سينطلق بدورة أولى كان من المفيد أن تقتصر الدورة الأولى على المنتوج المحلي بأحياء المدينة المعروفة بتنظيم احتفالات ” بيلماون ” منذ سنوات طويلة ( إحشاش ، أمسرنات ،لعزيب، بواركان ، الخيام ، بنسركاو ، تيكوين ، سفوح الجبال …. ) وذلك من خلال توفير الدعم اللوجستيكي والتأطير الفني للذين عبروا عن الرغبة في المشاركة كجمعيات وأفراد ، ليتم التفكير بعد ذلك في تحويله في الدورة الثانية إلى مهرجان جهوي ، ثم وطني في الدورة الثالثة ، وعند التشبع بأصول “الكرنفال” ننتقل لنصل إلى المهرجان الدولي في الدورة الرابعة .
ثالثا : أهمية إشراك الفعاليات المحلية بالمدينة في التأطير الفني للجمعيات أو المؤسسات وذلك عن طريق الاستعانة بالفنانين المتخصصين والباحثين المحليين لعقد لقاءات تاطيرية لفائدة الشباب الراغب في المشاركة، وهو ما يضمن الاستمرارية والفهم العميق لأهداف طقس بيلماون ومحاربة بعض الشوائب التي تسللت لهذه الممارسة شكلا ومضمونا ، كالخلط مثلا بين “بيلماون ” و ” إمعشار “و الاستعمال المفرط للأقنعة التنكرية التي لاتمت بصلة لبيلماون.
رابعا : لوحظ خلال الاستعراض الذي جاب شارع محمد الخامس إشراك بعض فرق الفنون الشعبية في الاستعراض بطريقة مبتذلة، وهو ما يضرب عرض الحائط بمطالب الجمعيات التي تدافع عن الثقافة الأمازيغية وبعض النقابات الفنية بالمغرب، فالعروض الفنية لهذه الفرق كان يجب أن تكون بمنصات أو ساحات وليس مشيا على الأقدام مع تقديم فقراتها ، كان من الأجدر أن توزع الفرق على مناطق معينة في مسار الاستعراض لتقدم عروضها على منصة أو ساحة لتجنب استعمالها ك”كومبارس” فقط، فإذا كان المهرجان يسعى الى تثمين موروث “بيلماون ” فقد سقط خلال الاستعراض في النظرة تثبيت “الفولكلورية ” لفرق ومجموعات الفنون الشعبية العريقة .
خامسا : جميل جدا أن يخصص المهرجان جوائز مالية لأحسن العروض الفردية والجماعية ، وسيكون من المفيد أيضا تخصيص جوائز مماثلة للبحوث العلمية والدراسات الأكاديمية لفائدة الباحثين الشباب على المستوى المحلي والجهوي والوطني للدفع بمزيد من الباحثين الشباب للتنقيب والبحث والتنوير.
سادسا : خلال فقرات السهرتين الفنيتين ضمن برنامج المهرجان لوحظ الغياب التام لفن الروايس ،وهو غياب غير مفهوم ،هل يتعلق الأمر بإقصاء هذا النوع الغنائي الأمازيغي الأصيل لغرض في نفس المبرمجين، أم أن الفقرات الفنية تستهدف عينة من الجمهور لا تولي الاهتمام لفن الروايس والرايسات، بالإضافة إلى غلبة المشاركة الفنية لمجموعات خارج المدينة ، فحبذا لو تم منح فرص أكثر للمجموعات الغنائية الشابة داخل المدينة ضمن فقرات السهرتين تشجيعا لهم كما يتم دائما ضمن سهرات الأحياء أثناء الاحتفال باختتام طقس “بيلماون “.
سابعا : بخصوص توقيت تنظيم المهرجان، هل تم التفكير في تاريخ محدد للتنظيم مع العلم أن طقس “بيلماون” مرتبط في المغرب بعيد الأضحى وهو موعد غير قار على مستوى التاريخ الميلادي ، وصادف هذه السنة بداية العطلة الصيفية المدرسية ، غير أن ذلك لن يظل ثابتا ، فما هو تصور المنظمين لهذا الإشكال عندما سيتزامن مثلا مع الامتحانات المدرسية وغيرها من التواريخ التي لا تشجع على استقطاب الزوار المغاربة والأجانب .

مبارك إدمولود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *