المغرب الكبير

الجزائر: شركات الدولة تشتري فرق كرة القدم لانتشالها من الإفلاس

انتقلت ملكية فريق مولودية وهران الجزائري إلى شركة “هيبورك” للنقل البحري التابعة لمجمع “سوناطراك” بتاريخ 17 غشت 2023، بشكل رسمي، ليكون بذلك ثامن فريق تستحوذ عليه شركة اقتصادية بعد 7 فرق أخرى.

وأضحت العديد من فرق كرة القدم في الجزائر بيد شركات وطنية كبرى خلال السنوات الأخيرة، وتسيّر “سوناطراك” فريق مولودية الجزائر، بينما تشرف “موبيليس” على فريق شبيبة القبائل.

أما مُجمع “سونلغاز” فيسير وفاق سطيف، وفريق شباب بلوزداد يسيّره مجمع “مدار”، واتحاد الجزائر “ساربور”، وشباب قسنطينة تحت ملكية شركة “آبار”، وشبيبة الساورة تسيّره مؤسسة “إينافور”.

وأثارت هذه الخطوة التي اتخذت من قبل السلطات العمومية، عديداً من التساؤلات في الشارع الرياضي الجزائري، خاصة بشأن مساهمة هذا الإجراء في تطوير كرة القدم بالجزائر التي أضحت تعاني وغائبة عن التتويجات الإفريقية، على الرغم من التتويج التاريخي لفريق اتحاد الجزائر بكأس الاتحاد الإفريقي الموسم الماضي.

“عربي بوست” سعى في هذا التقرير، إلى معرفة مدى نجاعة هذه السياسة الرياضية في الجزائر، وهل سيكون لها أثر إيجابي في ظل وجود ملاعب ومنشآت رياضية كبيرة تساعد على تطوير الرياضة الأكثر شعبية في الجزائر والعالم؟

وبغرض التعمق في الموضوع أكثر، تواصل “عربي بوست” مع الإعلامي والمتابع للشأن الرياضي في الجزائر، بلال وهاب، الذي أشار إلى أن شراء شركات وطنية كبرى أسهم بعض الشركات الرياضية في الرابطة المحترفة، لم يكن بمبادرة من المؤسسات الوطنية، بل نتيجة التنديد المستمر لبعض رؤساء ومسؤولي فرق بالوضعية المالية المزرية، والمطالبة بإنقاذ فرقهم من الغرق على غرار وفاق سطيف، وشبيبة القبائل، وقبلهما شباب بلوزداد وشباب قسنطينة، وحالياً مولودية وهران.

وقال المتحدث إن من بين الأسباب أيضاً: “غياب الألقاب في السنوات الأخيرة دفع مسؤولي أندية إلى المطالبة بشركات وطنية، للتقليل من ضغط المناصرين، خاصة بالنسبة للأندية المتعودة على الألقاب”.

وفي إجابة عن سؤال متعلق بإمكانية تطور مستوى كرة القدم بهذه الخطوة، يؤكد وهاب أنه لا يمكن التكوين في كرة القدم دون توفير سيولة مالية كبيرة، وكفاءات رياضية متخصصة في عدة مجالات، وشركات مثل مجمع “سيربور” ومجمع “سونلغاز” و”موبيليس” و”سوناطراك” لديها القدرة على وضع كرة القدم في السكة الصحيحة، بتوفير كل الإمكانات والاستعانة بالخبرة المحلية والأجنبية.

ويدعو المتحدث إلى ضرورة وضع سياسة رياضية واضحة، تساعد على عودة الأندية الجزائرية للتتويج إفريقياً وإقليمياً، وأضاف في هذا السياق: “مجمع مدار ساهم في تتويج بلوزداد بعدة ألقاب في فترة وجيزة، ولو انسحبت هذه الشركة من الفريق، لعاد الشباب إلى نقطة الصفر”.

ويضيف الإعلامي في الشأن الرياضي قائلاً: “هذه الشركات المساهمة يمكنها تطوير الكرة الجزائرية ببرنامج متوسط وطويل المدى، ونموذج أكاديمية نادي بارادو دليل على أنه لا مستحيل في كرة القدم، خاصةً أنها أنجبت لاعبين يشرفون الراية الجزائرية في أكبر البطولات بأوروبا، منهم رامي بن سبعيني الذي يلعب الآن في أحد أكبر الأندية الألمانية، بوروسيا دورتموند”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *