قال كريم اشنكلي رئيس جهة سوس ماسة “نجتمع اليوم، في إطار الدورة العادية لشهر أكتوبر2023 بعد أسبوعين من عقد دورة استثنائية بمدينة تارودانت، والتي خصصناها لاتخاذ الإجراءات المستعجلة والآنية لمواجهة آثار الزلزال المدمر الذي عرفته بلادنا ليلة الجمعة 08 شتنبر 2023.”.
وأشار في الكلمة الافتتاحية في افتتاح الدرة العادية لشهر اكتوبر أنه “مما لا شك فيه، أنكم تعلمون جيدا أن هذا الحادث الأليم لا زال يُرْخِي بِظِلَالِهِ على كل مكونات المجتمع المغربي بصفة عامة، وعلى جهتنا بصفة خاصة”إمضيفا أن “الضرورة تَفْرِضُ علينا مراجعة أَوْلَوِيَاتِنا، لتحمل مسؤوليتنا في مواجهة تَدَاعِيَاتِ هذه الفاجعة الطبيعية”.
وأضاف أشنكلي أنه “من هذا المنطلق، فإن تحديد جدول أعمال هذه الدورة قد أَخَذَ بِعَيْنِ الْاِعْتِبَارْ هذا الْمُعْطَى الْهَامْ، لاسيما وَأَنَّ الدور الذي ستلعبه الجهة في إعادة إِعْمَارْ المناطق المنكوبة لَمْ يُحَدَّدْ بَعْدْ بِالشَّكْلِ الْوَاضِحْ، مِمَّا يَسْتَدْعِي التَرَيُّثَ رَغْبَةً في الاضطلاع بواجبنا كاملا في هذا الإطار”.
وبالمقابل، قال أشنكلي إن “هذه المعطيات، دَفَعَتْنَا إِلَى حَصْرِ جدول أعمال هذه الدورة في نقطة فريدة تَتَمَثَلُ في الدراسة والتصويت على مشروع ميزانية الجهة برسم سنة 2024 في شِقِّهَا الْمُتَعَلِّقْ بالتسيير” مؤكدا أن “إعداد الميزانية البالغة قيمتها ما يناهز806 مليون درهم، قد تم من خلال إعمال مقاربة تقوم على الْعَقْلَنَة وَالصِدْقِيَّة، حيث تَمَّ الاكتفاء بالحاجيات الضرورية في الجزء المخصص بالتسيير”.
واشار أشنكلي أنه “أخذنا بعين الاعتب الاعتمادات الموجهة لمجالات الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والدعم، وكذا فوائد القروض، ، فإن نسبة باقي النفقات الواردة بمشروع هذه الميزانية لا تصل إلى 10 % من مجموع نفقات التسيير” وأن “برمجة الاعتمادات المالية الموجهة للاستثمار، فإن هذه العملية تم التريث بشأنها، نظرا للعوامل السالفة الذكر على أمل أن تكون موضوع دورة استثنائية في أقرب الآجال”.
وأكد اشنكلي أنه “غيْرَ مَا مَرَّة أَنَّ تَمْرِينَ التنمية هو تَمْرِينٌ صعب للغاية خاصة على مستوى تحديد الأولويات، فإن هذا الأمر قد ازداد صعوبة من جراء تداعيات زلزال 08 شتنبر 2023، مما يحتم علينا أن نُذَكِرَ أَنْفُسَنَا وَإِيَّاكُمْ، بِضَرُورَةِ التَحَلِّي بالموضوعية والواقعية من أجل تسخير كل الإمكانيات المُتَاحَة لإيجاد حل يوازن بين مواصلة مسارنا التنموي المدرج في برنامج التنمية الجهوي والانخراط القوي في برنامج إعمار المناطق المتضررة من الزلزال”.
وقال اشنكلي أن “هذا البرنامج الذي أَرْسَى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله دعائمه الأساسية، من خلال توجيهاته الملكية السامية في هذا المجال والتي تَهْدِفَ إِلَى إِطْلَاقِ بَرْنَامَجٍ مَدْرُوسْ، مُنْدَمِجْ وَطَمُوحْ من أجل إعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة بشكل عام سواء على مستوى تعزيز البنيات التحتية أو الرفع من جودة الخدمات العمومية”.
أكد اشنكلي “إنني على يقين تام بأنكم ستتفاعلون بالإيجاب مع مشروع ميزانية جهة سوس ماسة لسنة 2024، لكونها تندرج في إطار التوجه العام الذي تفرضه طبيعة المرحلة الحالية وضرورة صياغة خطة عمل تستجيب للحاجيات الآنية والمستعجلة دون سواها”.
وشكر اشنكلي “جميع مكونات المجلس، مكتبا ولجانا وفُرُقاً وأَعْضَاءً، عَلَى مَا أَبَانُوا عَنْهُ من حِسٍ وَطَنِيٍّ عَالٍ وَتَشَبُّعٍ كَبِيرٍ بروح المسؤولية، وَمَا عَبَّرُوا عنه خلال هذه الظَّرْفِيَّةِ الاستثنائية مِنْ تَضْحِيَةٍ وَنُكْرَانٍ لِلذَّاتْ.ووالي الذي لَمْ يَتَوَانَى لَحْظَةً في مواكبة أعمالنا ودعم كل المبادرات الرامية إلى ممارسة اختصاصاتنا، والشكر موصول كذلك إلى السادة العمال الذين يساندون كل خطواتنا كما أشكر السيدات والسادة رؤساء المصالح الخارجية، نساء ورجال الإعلام على تفاعلهم الإيجابي”.