اقتصاد

اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين بمراكش..النموذج التنموي المغربي تحت المجهر

اعتبر المشاركون في جلسة نقاش، نظمت اليوم الاثنين بمراكش، أن النموذج التنموي الجديد بالمغرب، آلية غنية بالأفكار والإصلاحات الهيكلية المهمة التي يمكن أن تستفيد منها دول أخرى.

وأكد المتدخلون خلال هذه الجلسة التي حملت عنوان “أجندة المستقبل: كيف نجعل النمو أكثر مرونة وشمولا”، في إطار أشغال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين، أن المغرب الذي قام بعدة إصلاحات هيكلية في مجالات مختلفة، يشكل قصة نجاح ملهمة بالنسبة للعديد من الدول النامية.

وعلى صعيد متصل، أشاد المتدخلون بالسياسة الاجتماعية التي ينهجها المغرب، وكذا بالعمل المشترك والتكامل القائم بين الدولة والقطاع الخاص، اللذان يعتبران ركيزتين أساسيتين من أجل نمو شامل ومرن.

وفي هذا السياق، سلط وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، الضوء على النموذج التنموي الجديد الذي تبناه المغرب، معتبرا أن هذا الخيار التنموي يشكل طموحا مشتركا وفق نهج تشاركي يجمع مختلف الفاعلين.

وأبرز أن هذا النموذج يهدف بالأساس إلى الاستجابة إلى انتظارات وطموحات المواطنين، والارتقاء بالمغرب إلى مصاف الدول المتقدمة، مشيرا إلى أن دعم المنظمات الدولية يعد مهما من أجل مواكبة هذا الإصلاح وبلوغ الأهداف التنموية المسطرة.

من جهتها، أشادت وزيرة المالية البولندية ماجدالينا رزيكوفسكا، بالإصلاحات الهامة التي يشهدها المغرب، خاصة على المستوى السوسيو-اقتصادي، منوهة بالتدبير الفعال للمملكة لمواجهة تداعيات زلزال 8 شتنبر الماضي وقدرتها على تجاوز آثار هذه الكارثة الطبيعية.

من جهة أخرى، سلطت رزيكوفسكا، الضوء على التجربة البولندية التي تعد “أحد النماذج الناجحة خلال العقدين الأخيرين بأوروبا”، مبرزة أن أهم أسباب نجاح هذه التجربة تكمن في الإرادة السياسية، وتحديد أهداف واضحة، وإجراء إصلاحات اقتصادية عميقة، وإنشاء مؤسسات قوية.

أما ريكاردو هوسمان، أستاذ الاقتصاد بجامعة هارفرد بالولايات المتحدة، فأكد أن “العالم بإمكانه استخلاص الكثير من الدروس من التجربة المغربية”، باعتبار أن المغرب حافظ على وضعية ماكرو-اقتصادية جد مستقرة، كما قام بإطلاق عدة إصلاحات وأخذ على عاتقه عدة رهانات استراتيجية كللت بالنجاح.

وأشار هوسمان، إلى أن المستقبل التنموي بالمغرب “جد واعد”، خاصة في ما يخص قطاع الطاقات المتجددة، مبرزا أن الإمكانات الطبيعية المهمة التي يزخر بها المغرب ستجعل منه وجهة مهمة للاستثمار الأخضر.

وتم على هامش هذه الجلسة، عرض شريط فيديو، يسلط الضوء على الأوراش الكبرى وأهم الإصلاحات التي أطلقها المغرب خلال العقدين الأخيرين، ومنها على الخصوص، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتعميم الحماية الاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *