بيئة ومناخ

“الماء والطاقات المتجددة ورهانات التنمية بواحات المغرب الصحراوي”..موضوع ندوة بآسا

انطلقت اليوم الجمعة، بأسا (إقليم أسا الزاك)، فعاليات الملتقى الدولي الثامن حول الواحات بمناطق المغرب الصحراوي تحت شعار “الماء والطاقات المتجددة ورهانات التنمية الترابية بواحات المغرب الصحراوي”.

ويشكل هذا الملتقى الذي ينظمه على مدى يومين، مركز الشباب الصحراوي للإبداع الاجتماعي، بتنسيق مع عدة شركاء، فرصة لفتح نقاش حول الإشكالات المرتبطة بالمجالات الواحاتية بغية بلورة رؤية واقتراحات للنهوض بها وتثمينها.

وخلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء أكد رئيس مركز الشباب الصحراوي للإبداع الاجتماعي، بوجمعة بوتوميت، أن هذا الملتقى فرصة لإثراء النقاش وبحث سبل مواجهة التحديات المناخية والديمغرافية التي من شأنها التأثير على الموارد المائية، وكذا سبل استفادة إقليم أسا الزاك من مشاريع الطاقة المتجددة نظرا للمؤهلات الكبيرة التي يزخر بها.

وأبرز أهمية شعار هذا الملتقى “الماء والطاقات المتجددة ورهانات التنمية الترابية بواحات المغرب الصحراوي” كموضوع أصبح يشغل بال مختلف الفاعلين الوطنيين والدوليين بفعل التحديات الكثيرة على مختلف الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية بالمجال الترابي لمناطق الواحات، مضيفا أن موضوع الماء والطاقات المتجددة يندرج في سياق وطني يتسم بالبحث الحثيث عن تنويع مداخل الاقتصاد لتلبية الحاجيات التنموية الكبيرة والمتجددة وابتكار أساليب تسهم في التصدي لمختلف الاختلالات القطاعية والترابية.

من جهته، أكد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدارالبيضاء، رشيد الحضري، أن مشاركة الكلية وعدد من الكليات الأخرى في هذا الملتقى يعكس حرصها على مواصلة التعاون والشراكة بينها وبين إقليم أسا الزاك ومكوناته الترابية، ومركز الشباب الصحراوي للإبداع الاجتماعي، والارتقاء بهذا التعاون وفقا لتطلعات مؤسساتنا التي ترمي إلى تحقيق التنمية المستدامة استنادا إلى توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس بجعل الأقاليم الجنوبية للمملكة على رأس أولويات كل المؤسسات المغربية بما فيها الأكاديمية.

كما أكد انخراط الكلية ومختلف مكوناتها من مختبرات وشعب، في كل الشراكات البناءة سواء من خلال المشاركة في التكوين أو عبر تقديم الخبرات التزاما منا بالعمل سويا على إيجاد أنجع السبل الكفيلة بتحقيق التطور وتدليل الصعوبات أمام المسار التنموي.

من جانبه، أبرز نائب رئيس المجلس الجماعي لأسا، الشكاف التامك، أهمية موضوع الماء والطاقة المتجددة الذي يشكل عماد البرامج القطاعية والهدف المنشود للدولة، مؤكدا على ضرورة تكاثف الجهود وتشجيع المبادرات الرامية إلى التوعية بأبعاد وأهداف التنمية المستدامة.

وتميزت الجلسة الافتتاحية للملتقى الذي يعرف مشاركة أكاديميين وﺑﺎﺣﺜين ومهتمين ﺑﺎﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻮﻯ جهة كلميم واد نون وعلى المستوى ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ، بتنظيم جلسة تأطيرية تمحورت حول “الماء والطاقات المتجددة، رهان استراتيجي لتحقيق تنمية مستدامة بمجالات المغرب الصحراوي”.

وفي هذا السياق، قدم مدير وكالة الحوض المائي لدرعة وادنون، عبدالعاطي قايمي، عرضا حول وضعية الموارد المائية بإقليم أسا الزاك، تطرق فيه إلى الموارد المائية بالإقليم وما تعرفه من إكراهات كتوالي سنوات الجفاف وتزايد الطلب على الماء الشروب ومياه السقي وتزايد المساحات المسقية والاستغلال المفرط للفرشات المائية ، مما أدى، يضيف السيد قايمي، إلى عجز على مستوى هذه الموارد المائية لاسيما المياه الجوفية.

واستعرض بهذا الخصوص، بعض الحلول لمواجهة هذا العجز ومنها تعزيز العرض المائي وتدبير الطلب وذلك عبر إحداث سدود وأثقاب مائية وتحلية مياه البحر وإعادة استعمال المياه العادمة، بالإضافة إلى تحسين مردودية الشبكات المائية واستعمال مزروعات تعتمد على الاقتصاد في الماء.

من جهته، تطرق محمد محي الدين، مدير مختبر التغيرات البيئية وإعداد التراب بكلية الأداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدارالبيضاء، في مداخلة استهلها بعرض المؤهلات التي يزخر بها إقليم أسا الزاك وخاصة منها الجيولوجية والمائية والواحاتية والديمغرافية.

كما تطرق إلى أسباب تراجع بعض الموارد الطبيعية بالإقليم الذي هو مجال صحراوي “بامتياز”، ومنها توالي سنوات الجفاف التي يعرفها المغرب والتي بدأت تظهر نتائجها في العجز المائي، مشددا على أهمية الطاقات البديلة ودورها في تحقيق التنمية بالإقليم.

وعرفت فقرات الجلسة الافتتاحية تكريم عدة فعاليات منها عامل إقليم أسا الزاك، ورئيس المجلس الجماعي لأسا، وعميد كلية الأداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدارالبيضاء، وعميد كلية الأداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، وعميد كلية الاقتصاد والتدبير بكلميم، بالإضافة إلى تكريم جامعيين وباحثين، وكذا مهتمين بالواحات على مستوى إقليم أسا الزاك.

وتتواصل أشغال الملتقى (3-4 نونبر) بتنظيم جلسات علمية حول مواضيع منها “التغيرات المناخية وتأثيراها على الموار د والأوساط الطبيعية بمجالات المغرب الصحراوي”، و”استدامة المياه الجوفية بواحات المغرب الصحراوي: رهانات واستراتيجيات التثمين”، وكذا تنظيم زيارات استكشافية لواحات أسا الزاك.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *