الاضرابات المتتالية لرجال التعليم تقلب موازين القوى في المنظومة التعليمية، وتعجل بموسم الهجرة من المدارس العمومية إلى المدارس الخصوصية، التي كانت بعد زمن الجائحة قد عرفت هجرة عكسية بسبب الأزمة الإقتصادية.
اليوم، أصبح العديد من مدراء المدارس العمومية بعدة مدن مغربية يشكون من هجرة التلاميذ نحو المدرسة الخصوصية، بعد تسجيل حركة انتقال واسعة في صفوف التلاميذ الى المدارس الخصوصية خاصة بالتعليم الثانوي بسبب الإضرابات المتتالية لرجال التعليم، واستمرار هذه الحركة الإحتجاجية مما أبقى التلاميذ خارج أسوار الأقسام لأسابيع طويلة في ظل الصراع المفتوح بين وزارة التعليم ورجال التعليم حول مضامين النظام الأساسي الجديد.
نفس القلق يعم العديد من جمعيات الأباء بعد إقبال شريحة واسعة من أولياء التلاميذ بالتعليم العمومي على طلب شهادة المغادرة لأبنائها من أجل تسجيلهم بإحدى مؤسسات التعليم الخصوصي لضمان تحصيل دراسي سلس يمكنهم من التحضير الجيد لإمتحانات اخر السنة الدراسية، ورغم ارتفاع الواجبات الشهرية بالمدارس الخصوصية إلا أن الأزمة التي خلقها إقرار النظام الأساسي الجديد لرجال التعليم من احتقان مفتوح ساهم في مغادرة التلاميذ للتعليم العمومي في اتجاه التعليم الخصوصي.