اقتصاد

جهة سوس: الموسم الفلاحي الحالي ..أية انتظارات

بتفاؤل وأمل كبيرين، يستقبل الفلاحون بجهة سوس ماسة، الموسم الفلاحي 2023-2024، مستبشرين بالتساقطات المطرية الأخيرة التي تبشر بسنة فلاحية واعدة.

وباعتبارها رافعة حقيقية لجهة سوس ماسة وأداة لاندماج الساكنة المحلية، تعتبر الفلاحة من أهم المقومات والدعامات الحيوية لاقتصاد المنطقة، حيث تساهم في تشغيل يد عاملة مهمة تساعد في إنماء الصناعة خصوصا منها الصناعات الغذائية، وذلك راجع لكونها من الجهات الرائدة على مستوى النسيج الجمعوي الوطني، إذ تضم أكثر من 541 تعاونية فلاحية ناشطة في مختلف سلاسل الانتاج الفلاحي.

كما تساهم جهة سوس ماسة على الصعيد الوطني في القطاع الفلاحي بثلث القيمة المضافة ونصف الصادرات، إذ تمثل البواكر بالمنطقة أحد أهم الركائز في القطاع الفلاحي وتحتل المراتب الأولى في الصادرات المغربية، نظرا لما تتوفر عليه من مؤهلات وإمكانيات تتمثل أساسا في موقعها الإستراتيجي وتنوع منتوجاتها مما يجعلها أكثر تنافسية وانفتاحا على مختلف الأسواق.

وفي هذا السياق، تعتبر جهة سوس ماسة، أحد أعمدة زراعة الخضروات والحوامض على المستوى الوطني بنسبة 17.3 في المائة من الناتج الداخلي الخام الجهوي الفلاحي و9 في المائة من الناتج الوطني، كما تتوفر على ما مجموعه 451 ألف و 165 هكتار من الأراضي المزروعة، منها 104 آلاف و 664 هكتارا مجهزة بنظام السقي بالتنقيط.

وبالمناسبة، قال رئيس قسم القطاعات الفلاحية بالمديرية الجهوية للفلاحة بالإقليم، لحسن جابي، إن التساقطات المطرية التي عرفتها المنطقة بلغت حتى الآن 19 ملم، وهو ما يمثل مؤشرا إيجابيا مقارنة بالسنة الماضية وبزيادة قدرها 17 بالمئة، مؤكدا أن التدابير المصاحبة التي اتخذتها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ستساهم هي الأخرى في نجاح الموسم الفلاحي الحالي.

وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه تم في هذا الإطار، توزيع 20 ألف قنطار من الحبوب المدعمة لفائدة الفلاحين، مشيرا إلى أن إجراءات الدعم والمساندة التي اتخذتها الجهات الوصية على القطاع لإنجاح الموسم الفلاحي الحالي، تتعلق خاصة بتزويد سبع نقاط بيع بالجهة بمختلف أنواع أصناف البذور المختارة، خاصة الحبوب الخريفية.

وأضاف أنه تم أيضا، توفير 300 ألف طن من الأسمدة المدعمة للفلاحين في أربع نقاط بيع، حيث تم توزيع إجمالي 45 ألف طن حتى الآن، موضحا أن عملية التوزيع هاته، التي تم إطلاقها مؤخرا، تعتمد على عدد الهكتارات والأراضي البورية المعلنة في السجل الوطني الفلاحي، بمعدل ثلاثة قناطر في الهكتار للأراضي السقوية، مقابل 1,5 قنطار في الهكتار للأراضي البورية.

وأبرز أن هناك حديث أيضا عن الدعم الممنوح للبذور ونباتات المحاصيل الأساسية (الطماطم والبصل والبطاطس)، بالإضافة إلى عملية توزيع الشعير المدعم بقيمة 182 ألف قنطار بسوس ماسة.

وفي إطار الجهود المبذولة لحماية الثروة الحيوانية وتخفيف العجز المائي، تهدف هذه العملية إلى توفير الشعير للمربين بسعر ثابت قدره 200 درهم للقنطار (2 درهم للكيلوغرام) فيما تغطي الدولة فارق السعر مقارنة بسعر السوق، كما سيتم التكفل بنقل الشعير من نقط البيع إلى المراكز الرئيسية للجماعات الترابية المعزولة التي يصعب الوصول إليها على مستوى جهة سوس ماسة، وإضافة إلى الشعير المدعم، تم توفير حوالي 476 ألف طن من الأعلاف المركبة لمربي الأبقار الحلوب بسوس ماسة.

وفي سياق تنزيل برنامج العمليات التحسيسية لفائدة فلاحي جهة سوس ماسة، من أجل اقتناء الأسمدة المدعمة، تواصل المديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية لسوس ماسة، تنظيم حملة تحسيسية وتواصلية لفائدة فلاحي الجهة، وذلك من أجل تحسيسهم وتجمعاتهم المهنية للاستفادة من هذا الدعم، من خلال تعبئة المستشارين الفلاحيين في مختلف أقاليم الجهة.

وهكذا، أتاحت الإجراءات التي اتخذتها مصالح وزارة الفلاحة وكذلك عودة التساقطات المطرية، تسريع عملية الزراعة وزيادة المبيعات الفلاحية (البذور والأسمدة)، مما أحيا الأمل في موسم فلاحي جيد وواعد بسوس ماسة، الجهة الفلاحية بامتياز.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *