احتفلت العاصمة الاقتصادية، يوم أمس الثلاثاء بكنيسة القلب المقدس، باختيارها للانضمام إلى عضوية شبكة المدن المبدعة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وذلك عن فئة الفنون الرقمية.
وشكل هذا الحفل، الذي نظمته شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتراث، مناسبة للاحتفال بهذا التكريم المتميز الذي يسلط الضوء على الجهود المتواصلة التي تبذلها المدينة في سبيل تعزيز الصناعات الثقافية والإبداعية، لا سيما في مجال الفنون الرقمية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بهذه المناسبة، أعرب مدير مكتب اليونسكو لدى الدول المغاربية، ممثل اليونسكو لدى المغرب، إريك فالت، عن سعادته بانضمام مدينة الدار البيضاء إلى شبكة المدن الإبداعية لليونسكو، وبالتحديد في فئة الفنون الرقمية، التي تعد من أصعب الفئات بين سبع ضمن هذه الشبكة.
وأوضح أن الأمر يتعلق بالتزام مهم للمدينة، مشيرا في هذا الصدد، إلى أن العديد من التظاهرات والمبادرات الجديدة في هذا المجال سترى النور من أجل تعزيز هذه العلامة. وأبرز السيد فالت أن هناك أكثر من 300 مدينة عضو في هذه الشبكة في جميع أنحاء العالم وهو ما سيتيح للدار البيضاء العمل وتبادل تجاربها مع أعضاء الشبكة.
وقال المدير العام لـ”الدار البيضاء للتراث”، أحمد توفيق الناصري، “نحن فخورون بتسجيل مدينة الدار البيضاء كمدينة إبداعية في شبكة اليونسكو”، مشيرا إلى أن المدينة اختارت واحدة من أصعب الفئات في هذه الشبكة العالمية.
وفي هذا السياق، أكد أن المدينة تشهد ظهور منظومة مهمة للمبدعين الشباب في مجال الفنون الرقمية، مثل الألعاب والفيديو، مضيفا أن الدار البيضاء تمتلك البنية التحتية والإمكانات البشرية اللازمة.
وأشار السيد الناصري إلى أن الفنون الرقمية تمثل قطاع المستقبل، لأنه قطاع شامل، مبرزا أنه تم القيام بعمل كبير مع المنظومة برمتها وخبراء في الفنون الرقمية للحصول على هذه العلامة.
وأكد أن إدراج المدينة في شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية ما هو إلا نقطة الانطلاق لخطة العمل الممتدة على أربع سنوات من خلال عدة مشاريع ملموسة، سواء على مستوى الفعاليات أو على مستوى إنشاء مركز مخصص لهذا القطاع من الفنون الرقمية.
من جانبه، أبرز نائب عمدة مدينة الدار البيضاء، عبد الرحيم أوطاس، أن انضمام المدينة إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية في الفنون الرقمية ما هو إلا بداية المغامرة في قطاع الفنون الرقمية، مشيرا إلى أن الدار البيضاء هي ثاني مدينة إفريقية تحصل على هذا اللقب.
وأكد أن مدينة الدار البيضاء و”الدار البيضاء للتراث” ملتزمتان بتنفيذ محاور هذا المشروع، خاصة تلك المتعلقة بالثقافة المغربية والبيضاوية، مضيفا أن مجلس جماعة الدار البيضاء خصص جزءا كبيرا من مخطط عمله لمشاريع تتعلق بالقطاع الرقمي.
يشار إلى أن شبكة اليونسكو للمدن المبدعة تأسست في عام 2004 لتعزيز التعاون بين المدن في جميع أنحاء العالم التي حددت الإبداع كعامل استراتيجي في التنمية الحضرية المستدامة.