قيل قديما في اقتباسات المتنبي ”مصائب قوم ..عند قوم فوائد”، هذا ما ينطبق فعلا على زلزال منطقة الحوز الذي ضرب المغرب في الثامن من شتنبر من سنة 2023 وخلف دمارا كبيرا في الممتلكات والأرواح .
إلا أن هذه الكارثة الطبيعية التي الحقت أضرار جسيمة، بمنطقة الحوز والسفوح الشرقية لجبال الأطلس الكبير الغربي، وبالتحديد اقاليم الحوز و تارودانت وورزازات ، كانت لها فوائد ايجابية و هامة على مناطق اخرى، حيث تسببت في “انبعاث”المياه الجوفية وخروجها للسطح، مما أدى إلى تدفق عدد من الينابيع الجديدة للمياه، كما اعادت هذه الهزة القوية الحياة لعيون طالها الجفاف وأعدم صبيب مياهها.
ونسوق هنا نموذجا لذلك، ب قرية “اليغ الكرازبة” الواقعة على بعد 28 كلم شمال مدينة فم زكيد على الطريق الوطنية رقم 12 في اتجاه تازناخت، حيث عادت مياه سواقي وجداول القرية الى الجريان بعد سنوات من الجفاف وصيف ساخن، غابت معه قطرة ماء سواء على السطح او بالعيون المشهورة بالمنطقة، حيث استعادت حياتها الطبيعية.
لأهمية و”غرابة “الحدث بالنظر لوضعية المياه السطحية والجوفية الراهنة بالمغرب، زارت جريدة “مشاهد” المشهد الزراعي الواقع بمنطقة جافة صحراوية قاحلة وعاينت المياه تتدفق بالساقية الرئيسية للمنطقة وتنساب عبر جداول في اتجاه الحقول والبساتين الخضراء، وساكنة القرية في حركية دائمة للقيام بالأنشطة الزراعية المعاشية الفصلية, (فول ،لفت ، جزر، بصل ..) بالمحطات الزراعية لهذا المجال الفلاحي , ذكرتنا بأعز سنوات “النعم” حسب التعبير المحلي.
وفي هذا السياق صرح العديد من ساكنة القرية للجريدة، أن 3المياه عادت للجريان بسواقي البلدة انطلاقا من المنابع التي كانت قد جفت لسنوات، ومنها من انقطع تدفق المياه بها لأزيد من 5 سنوات، قبل أن يعاود الجريان مباشرة،بعد الهزة الأرضية التي عرفتها المنطقة يوم الجمعة 08 شتنبر 2023، حيث تسببت في عودة المياه إلى مجاريها و ازداد صبيب الساقية، مما مكننا من القيام بجميع انشطتنا الزراعية التي اعتدنا ممارستها ببلدتنا ونحمد الله ونشكره على فضله هذا الذي ابعد عنا العطش وقلة مياه السقي.