متابعات | مشاهد TV

إختفاءات شباب من قلب صحراء كلميم بمهرجان ل”الميتال” .. هل للأمر علاقة بشبكة للإتجار بالبشر؟

في الوهلة الأولى قد يظنها المرء لقطات من قلب صحراء ألتار الكبرى أو موهافي, لأناس يرتدون ملابس شبه بالية ويحتسون مشروبات تتراوح ألوانها بين الأسود والأصفر, يرقصون على أنغام موسيقى “الميتال” وسط أجواء صاخبة في مناخ صحراوي وأشكال مجسمات ضخمة غريبة, بين عدد من الخيم التي ما إن تلمح أحدها “الكيطون المغربي” حتى تفهم أصل الحكاية.

نتحدث هنا عن مهرجان ” تيكنيفال” الذي ينظم سنويا من قلب صحراء مدينة كلميم, الذي يجذب محبي موسيقى “الهيفي ميتال” من جل بقاع العالم, وهو من ألوان موسيقى الروك تطور خلال سبعينات القرن العشرين عن البلوز والهارد الروك, المهرجان الذي يمتد على مدار أيام من تنظيم “تريبال دينامو” وهم مجموعة شباب يتولون تشييد المنصات وتنسيق الأغاني .., إلى هنا فالأمر يبدو عاديا ولو أن مكان التنظيم ولهذا النوع من المهرجانات خصوصا لا يمت بصلة لثقافة المنطقة.

لكن العجيب أن هذا المهرجان أصبح سنة تلو الأخرى, عنوانا لإختفاءات شباب حضروا لهذا المحفل ليغيبوا عن الأنظار بشكل نهائي, لم تفلح قوى عناصر الدرك الملكي أو الأمن الوطني ومجهودات أسرهم في فك لغز إختفاءهم إلى اليوم.

ويتعلق الأمر بالشاب أنس ذي 22 ربيعا الذي إختفى في ظروف غامضة خلال زيارته لهذا الحفل الذي نظم في قلب مدينة كلميم, نهاية سنة 2022 رفقة أصدقائه, ليغيب عن الأنظار وينقطع إتصاله بعائلته التي لا تزال تبحث عن حل للغز إختفائه, خصوصا أنه كان شابا مهذبا مثقفا بعيدا كل البعد عن عالم المخدرات, حسب تصريح والدته.

الأمر سيان للشاب الآخر أنس ذي 27 ربيعا, والذي إختفى هو الآخر في نفس الظروف, علما أنه يعمل “ديدجي” منسقا للأغاني مع نفس الجهة المنظمة للمهرجان, منذ سنة 2015, حيث لم يتم العثور عليه لحد الساعة, في خضم سلسلة إختفاءات قد تكون بداية إنقشاع أعمال إجرامية لها علاقة بالمخدرات القوية والإتجار بالبشر.

وحسب مصادر خاصة ب”مشاهد” فإن رواد هذا النوع من المهرجانات غالبا ما يتعاطون أنواعا من المخدرات والتي من شأنها أن تمنح لمتعاطيها نوعا خاصا من النشوة, بالإضافة إلى شرط الإستماع لنفس النوع من الموسيقى المعزوفة في مثل هذه الحفلات, أي أن هذا المهرجان يكون مرتعا لترويج أنواع مختلفة من المؤثرات العقلية قوية المفعول.

ذات المصادر لم تستبعد إمكانية توافد أعضاء لشبكات تتاجر في البشر لهذا المهرجان الذي أصبح قبلة لها لإختيار ضحاياها, وهو ما كان موضوع إجتماع بين الجهة المنظمة والدرك الملكي للبحث في الموضوع.

وكان سكان جماعة أكرفط بإقليم كلميم قد نظموا وقفة احتجاجية تزامنا مع نسخة المهرجان لسنة 2020 احتجاجا على الحفل الذي قالوا إنه عرف “مشاهد غريبة امتزج فيها الرقص والموسيقى الصاخبة مع استهلاك المخدرات والخمور”، وفق ما ذكرته مصادر محلية، حيث عبر المحتجون عن تخوفهم من انتشار مثل هذه المظاهر في صفوف شباب الإقليم.

من جهتها كانت السلطات المحلية قد نفت أن تكون قد رخصت لإقامة هذا الحفل، وأوضحت أن القوات العمومية بذلت “جهودا كبيرة من أجل منع تجمع المشاركين في ذلك المكان، بلغت حد إغلاق الطريق المؤدية إلى المكان”، لكن عناصرها “فوجؤوا بأن المعنيين استخدموا عنصر المفاجأة عبر اعتمادهم مسالك غير معبدة من أجل الوصول إلى المكان المتفق عليه”.

لقطات من المهرجان في نسخة سابقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *