الواجهة

رجاء الشرقاوي المرسلي، مسار متميز في مجال الفيزياء النووية

بصمت العالمة المغربية في مجال الفيزياء النووية، رجاء الشرقاوي المورسلي، على مسار متميز جعلها ت صنف ضمن قائمة أكثر العلماء تأثيرا على الصعيد الدولي.

وهو المسار الذي تصفه رجاء، ابنة أبي الجعد الحاصلة على شهادة الدكتوراه في الفيزياء النووية بفرنسا عام 1982، والأستاذة بكلية العلوم بالرباط، بأنه “مسار م لهم لأنه يؤكد أنه بالمثابرة والعمل الجاد يصبح كل شيء ممكنا’’.

ومن منطلق تجربتها، تعطي رجاء، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، لمحة عن حياتها كعالمة لم تزدها “المسؤوليات الكبيرة” التي تحملتها إلا قوة وعزيمة.

لا سبيل للعودة إلى الوراء، ولا شعار غير تحقيق أحلامي 

داخل المدرج حيث كانت عالمة الفيزياء رجاء الشرقاوي المرسلي تلقي محاضراتها، كانت تستعيد، وهي تتواجد بنفس القاعات التي استضافت فائزين بجائزة نوبل، شريط حياتها، وخاصة الفترة التي قررت فيها الانغماس في هذا المجال العلمي الدقيق.

ففي المدرسة، كانت الفيزياء مادة ممتعة بالنسبة لها. تقول رجاء بهذا الخصوص “نشأت في أسرة مكونة من خمسة إخوة وأخوات. لم يضغط علي والداي قط بشأن الدراسة، بل تركوا لي حرية اختيار مساري الدراسي”، مضيفة أن أقاربها كانوا يطلبون منها بين الفينة والأخرى التوقف عن القراءة، لأنها كانت شغوفة جدا بالكتب.

وآنذاك، كانت أنظار مدرسيها مسلطة عليها لما كانت تتميز به عن أقرانها. وعبارة ’’انظري لكل شيء حولك’’ كانت كلمة السر التي أثار بها هؤلاء المدرسون فضول رجاء تجاه العلوم. ولم تخف هذه الباحثة امتنانها تجاه الأشخاص الذين التقتهم في الوقت والمكان المناسبين، وأحيانا في ظروف غير متوقعة على الإطلاق، والذين دعموا مسيرتها بالجامعة، وخاصة في مجال البحوث التي شاركت فيها على المستوى الدولي.

وسنوات بعد ذلك، تولت رجاء مسؤولية إدارة مختبر الفيزياء النووية بالرباط، حيث “’كان التوفيق بين العمل والحياة الأسرية تحديا حقيقيا” كما أكدت الباحثة المغربية.

دعم الأسرة ضروري في مواجهة مختلف التحديات 

ترى رجاء الشرقاوي المرسلي أن المرأة التي تشغل مناصب المسؤولية “كثيرا ما يتم تصويب نيران النقد تجاهها ليس من قبل الرجال فحسب، بل من طرف النساء أيضا”. وفي مواجهة ذلك، عرفت كيف تستفيد من طاقتها الداخلية في لحظات الشك، بفضل أب كان يؤمن بتكافؤ الفرص وزوج كان حريصا على دعم تطلعاتها المهنية.

وفي سنة 2013، شغلت الشرقاوي المرسلي منصب نائبة رئيس جامعة محمد الخامس، مكلفة بالبحث والابتكار والتعاون والشراكة.

كما كانت رجاء، الأم لثلاثة أبناء والجدة أيضا، من أبرز الأعضاء الممهدين للمشاركة الرسمية للمغرب في التعاون الدولي (أطلس) الذي تقوده المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية، والذي يعد مركز بحث مرموق على المستوى العالمي.

وفي هذا السياق، قادت تجربة (أطلس) إلى الاكتشاف التاريخي لجسيم “بوزون هيغز” المسؤول عن خلق الكتلة. وفي عام 2015، فازت المرسلي بجائزة (لوريال- اليونسكو) المرموقة “المرأة في العلوم” لمساهمتها في هذا الاكتشاف، ممثلة لإفريقيا والبلدان العربية.

بل أكثر من ذلك، صنفت مجلة “فوربس” الأمريكية رجاء الشرقاوي المرسلي ضمن قائمة “50 فوق الـ50″، التي تضم أبرز 50 امرأة في الشرق الأوسط وإفريقيا من اللواتي تجاوزن سن الخمسين وحققن إنجازات مهمة، كل منهن في مجال تخصصها وعملها.

وفي عام 2022، تم تصنيفها ضمن أفضل 50 شخصية وفق المؤشر العلمي (ألبرـ دودغر) للباحثين الأكثر تأثيرا على مستوى العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *