متابعات

الفتحاوي: لا مناص من مناقشة قضايا الأسرة على ضوء الأصول النظرية المؤطرة

نبهت نعيمة الفتحاوي،عضو المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية فيما يتعلق بتعديل مدونة الأسرة إلى المخلفات السلبية التي تركته دعاوى المساواة والحرية في المجتمعات الغربية التي سبقت إلى تنزيلها.

وأكدت الفتحاوي على ضرورة مناقشة قضايا الأسرة على ضوء الأصول النظرية المؤطرة، والمرجعيات المحكمة، أخدا بعين الاعتبار المآلات المنتظرة، وذلك بربط الفروع بالأصول، والجزئيات بالكليات، وعدم السقوط في منطق التقليد الأهوج، والاتباع الأعمى.

وقالت الفتحاوي إن “الدول الغربية اليوم تعيش حالة اضطراب أسري كبير وشنيع، بل ان مجتمعاته مفلسة أسريا، وليس له ما يقدمه للإنسانية على هذا الصعيد، إذ أن حالة التحلل من القيم الدينية والأخلاقية التي يعاني منها جعلته يبيح الفساد والزنا تحت عنوان العلاقات الرضائية؛ أي الزنا، وذلك بدون حدود وقيود، مادام ذلك بطريقة ارادية و يسمح بعلاقة رجل برجل، وامرأة بامرأة، بما يعتبرونه زواجا أودون ذلك و يبيح زنا الأطفال ما دون سن الثامنة عشرة، ولا يبيح زواجهم و يبيح تعدد الخليلات بدون قيد أو شرط أو عدد، ولا يبيح تعدد الزوجات، المشروط، والمحدود عددا..

وبناء على ذلك تقول النائبة البرلمانية،إن “هذه الأحوال أنتجت أوضاعا تنذر بأوخم العواقب على المجتمعات الغربية، ومن ذلك:محدودية الزواج، محدودية الإنجاب، اعتماد الإنجاب على ماء رجل غير الزوج، او الزوجة، او كليهما وهو ما أدى إلى تراجع الديمغرافية الأوروبية خصوصا، وتكفي الاشارة الى ان الإحصاءات الرسمية في فرنسا تفيد بتراجع نسبة المواليد بما قدره %7.8، خلال الاشهر الثلاثة الأولى من سنة 2023، مقارنة بالأشهر الثلاثة الأولى لسنة 2022. وهو ما يبشر بعواقب وخيمة على مستقبل أوروبا. لذلك، تعمل الدول الغربية على الادماج القسري للمهاجرين المسلمين والافارقة في ثقافتها وحضارتها حتى ترمم النقص الحاصل في كيانها، وتحاصر كل الكيانات المهاجرة لديها، ذات العقائد والقيم المخالفة، والتي تعرف حالة تكاثر ملموس، مما قد يؤهلها لتحل محل الساكنة الاصلية المهددة بالانقراض، وهذا حال فرنسا، وغيرها من الدول الغربية.”

واستدلت الفتحاوي بسكان إسكندنافيا الذين” باتوا يعيشون بمفردهم، مع تزايد حالات الطلاق خلال الأعوام الماضية مقارنة بباقي مواطني اوروبا. وينتج عن ذلك تشتت أطفال كثيرين بين الوالدين، ويتسبب في تراجع نسب الولادات، ويجعل مظاهر الشيخوخة واضحة في المجتمعات.في السويد، تُظهر إحصاءات ارتفاعاً سنوياً في عدد حالات الطلاق منذ بداية الألفية. وشهد 2021 وحده أكثر من 23.600 طلاق، ما يعني وجود نحو 22.000 امرأة مطلقة و21.000 رجل مطلق. ويعلّق خبراء بأن هذه الأرقام تؤثر مباشرة على الأوضاع الاجتماعية، سواء على صعيد مشاكل الأطفال، أو التأخير في الإنجاب الذي يتراجع منذ أعوام.يتجاوز عدد حالات الطلاق أكثر من النصف بقليل عدد الزيجات السنوية البالغ 46 ألفاً. ويقول خبير في الإحصاءات إن السويد تشهد شهرياً حوالي ألفي حالة طلاق.”

وفيما توضح الإحصاءات إلى أي مدى يعيش مجتمع السويد (نحو 10 ملايين نسمة) مشكلة حقيقية مع تزايد الطلاق، تزداد في الدنمارك (5.6 ملايين نسمة) في شكل مطرد حالات العيش في شكل فردي منذ عام 2014. وفي “دول الشمال” (النرويج والسويد وأيسلندا وفنلندا والدنمارك) يعيش نحو 57 في المائة بلا زواج.
ويعيش في الدنمارك والسويد طفل واحد من أصل 3 مع والدين منفصلين. وبين 350 ألف حالة طلاق في الدنمارك، يفقد نحو 13 في المائة من الأطفال تماماً العلاقة والتواصل مع أحد الوالدين.

وبسبب عزوف الأوروبيين عن الزواج زاد عدد الأطفال غير الشرعيين، حيث ارتفع عددهم في الاتحاد الأوروبي خلال العقدين الماضيين بمقدار الضعف، وبلغت نسبتهم حاليا 35.1 في المائة، وفي ألمانيا يولد طفل من بين كل نحو ثلاثة أطفال من أم غير متزوجة. وسجل الإحصائيون أعلى معدلات أطفال غير شرعيين في إستونيا 59 في المائة.

وأضافت الفتحاوي،” المؤسف أن الغرب يسير إلى ما هو أسوأ؛ وهو تبني مقاربة النوع، بمعناها الايديولوجي وليس الاجرائي.ان المعنى الايديولوجي لمقاربة النوع هو ان جنس الإنسان، رجلا أو امرأة، او غيرهما، لا تحدده الفوارق الخَلقية البيولوجية، وإنما تحدده العلاقات والادوار التي تفرضها القيم الاجتماعية؛ وذلك يعني أن الانسان لا يولد ذكرا أو انثى، بل يولد إنسانا محايدا، قابلا لكي يكون ذكرا أو أنثى أو شيئا اخر، حسبما يمليه المجتمع، بحكم عقائده وتقاليده وعاداته.”

وتابعت المتحدثة ذاتها، أن ذلك “أدى إلى محاولة محو كل الفوارق الجنسية بين إناث الأطفال وذكورهم، في الأسماء واللباس واللعب، فضلا عن المفاهيم وغيرها، مع منح هذا الإنسان المجرد من الجنس المحدد، حق اختيار جنسه وما يترتب عن ذلك من أدوار بقرار منه، سواء بالتدخل الجراحي أو بدونه.”

وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف (8مارس)،هنأت الفتحاوي “المرأة المغربية والمرأة الأمازيغية التي تناضل من أجل أسرتها في القرى والجبال والتي مازالت تعاني من التهميش والأمية والهشاشة والبحث عن التنمية والإسناد والمواكبة وفي غياب الكثير من التجهيزات والمدارس والداخليات والمستشفيات ومقومات الشغل والادماج المهني كما تزيد معاناتها مع استمرار الجفاف والبحث المستمر عن الماء حيث أصبح الجفاف هيكليا ،تحية للمرأة ربة البيت والمرأة العاملة والمرأة الموظفة؛ اللائي يكافحن من أجل أبنائهن وعائلاتهن من أجل استقرار أسري يكون في كثير من الحالات في ظروف صعبة وشاقة.. لكل هؤلاء النساء أقدم التحية وكل الاحترام والتقدير.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *