حوارات

3 أسئلة للباحث في التواصل السمعي البصري والرقمي عبد الصمد مطيع عن البرمجة الإذاعية في رمضان

بحلول شهر رمضان المبارك، تكتسي شبكة البرامج في معظم المحطات الإذاعية حلة جديدة بما يتناسب مع البعد الروحي لهذا الشهر المبارك وخصوصياته، حيث يسعى القائمون على هذه البرمجة إلى الاستجابة لانتظارات المستمعين على اختلاف أعمارهم وأذواقهم واهتماماتهم، مستحضرين معايير المهنة، ولا سيما ذات الصلة بالجودة والمصداقية.

وفي هذا الصدد، يسلط عبد الصمد مطيع، الأستاذ والباحث في التواصل السمعي البصري والرقمي بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، الضوء على المعايير المهنية التي يتعين على الإذاعات الأخذ بها ضمن الشبكة البرامجية خلال الشهر الفضيل، بالإضافة إلى الجوانب التي يتعين الاشتغال عليها لتحقيق الجودة والتنوع في آن واحد، إرضاء لأذواق المستمعين وعشاق الإذاعة خلال هذا الشهر الفضيل.

1 – ككل سنة، تتكيف الشبكة البرامجية للعديد من الإذاعات الوطنية مع الطابع الروحي لشهر رمضان لما له من مكانة خاصة في نفوس المغاربة، في نظركم إلى أي حد تتوفق هذه الإذاعات في إرضاء تطلعات المستمعين ؟

يرتبط مدى توفق الإذاعات الوطنية في إرضاء رغبات وتطلعات كافة شرائح المجتمع المغربي خلال الشهر الفضيل، بعدة عوامل. فالتنوع في برمجة الإذاعات الوطنية هو أمر إيجابي ومهم، حيث يسمح لمختلف الفئات العمرية بالاستفادة من المحتوى المقدم. ومع ذلك، يجب أن يتم التعامل مع التنوع بحذر لضمان الجودة وتلبية تطلعات الجمهور الواسع.

فالشهر الكريم يحمل طابعا دينيا وروحيا وله أهمية خاصة في حياة الناس وعاداتهم. لذلك، تحاول الإذاعات الوطنية تكييف برامجها ومحتواها لمواكبة هذا الطابع الروحي.

فبث المحاضرات الدينية، وتلاوات القرآن، والأناشيد الدينية، وبرامج حوارية تتناول القضايا الدينية والاجتماعية المتعلقة بالشهر الكريم، قد لن يكون كافيا لمواكبة الشرائح المجتمعية المتنوعة والمتعددة، فلكل فرد اهتماماته واحتياجاته الخاصة. فالشباب على سبيل المثال يعد شريحة واسعة من المجتمع، ولديهم اهتمامات واحتياجات خاصة بهم. ولتلبية احتياجاتهم، على الإذاعات الوطنية أن تقدم مجموعة متنوعة من البرامج الموجهة لهذه الفئة العمرية على الخصوص، لتحقيق التنوع ومواكبة التطور التكنولوجي والرقمي الذي يعرفه العالم.

2 – يلاحظ متتبعون أنه في السنوات الأخيرة، أحيانا يؤثر التنوع “غير المدروس” في هذه البرمجة كهدف لإرضاء كل المستمعين على جانب الجودة، هل توافق هذا الرأي؟ وما هي في نظركم الجوانب التي يتعين الاشتغال عليها؟

إن التنوع في برمجة الإذاعات الوطنية يمكن أن يكون إيجابيا، ولكن يجب مراعاة الجودة واحتياجات الجمهور المستهدف. وقد يؤدي التنوع الزائد إلى تشتت الجهود وعدم رضا المستمعين. لذا، ينبغي أن تكون الاختيارات تتناسب وتطلعات الجمهور، ويجب تشجيع المستمعين على تقديم آرائهم وملاحظاتهم بشأن البرامج والمحتوى المقدم.

كما يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني وغيرها من وسائل التواصل للحصول على ردود فعل المستمعين وتقييمها واستخدامها في تحسين البرمجة.

3 – كيف تقيمون البرمجة الإذاعية خلال شهر رمضان من الناحية المهنية؟ خاصة المبادرات التي تتوخى الخروج من دائرة المواضيع التقليدية التي ترتبط بشعيرة الصيام ؟

من الناحية المهنية، يتعين مراعاة عدة عناصر بخصوص البرمجة الإذاعية خلال شهر رمضان، حيث يجب أن تكون البرامج ذات جودة عالية وتلبي احتياجات الجمهور المستهدف. كما يتعين تنويع المحتوى وتقديمه بشكل متناسب وجذاب لجميع الفئات العمرية.

أما بالنسبة للمبادرات التي تهدف إلى الخروج من دائرة المواضيع التقليدية المرتبطة بشعيرة الصيام، والصحة، والرياضة، والعادات الغذائية، فإنها يمكن أن تكون إضافة مهمة ومبتكرة للبرمجة الرمضانية. ويمكن أن تتضمن هذه المبادرات برامج ثقافية وفنية، ومناقشات اجتماعية وقضايا معاصرة، ومساحة للتعبير والإبداع الشبابي.

وتضطلع الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بدور هام في مراقبة هذه البرامج وضمان تلبية المعايير المحددة. غير أنه يجب وضع معايير وإرشادات واضحة للإذاعات لضمان تقديم برامج متوازنة، ومتنوعة، وذات جودة خلال شهر رمضان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *