طب وصحة

الممارسة الرياضية خلال شهر رمضان

لا أحد يجادل في كون ممارسة الرياضة جد مفيدة بالنسبة للإنسان وخاصة بعض الأصناف كالجري وركوب الدراجة والمشي، مع الالتزام بالمعايير الصحية المعمول بها وعلى الأخص في شهر رمضان.

ومع بداية شهر رمضان من كل سنة يطرح اختيار عدد من الصائمين ممارسة هواياتهم سواء في الجري أو خوض مباريات في كرة القدم أو ركوب الدراجة قبيل موعد الإفطار، إشكالية تأثير الصوم على الممارسة الرياضية.

ولئن كان للنشاط البدني في الشهر الفضيل فوائد كثيرة، فإنه ينطوي على بعض المخاطر بسبب السلوكيات الخاطئة أثناء الممارسة، ولعل أكثرها شيوعا الإصابة بالاجتفاف والهبوط الحاد في نسبة السكر في الدم، ما يعرض الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان ببما فيها القلب والكلى إلى أضرار كبيرة.

لذلك يجمع الأخصائيون وخبراء الرياضة على ضرورة احترام ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان، حتى تكون مفيدة للجسم وليس العكس، قواعد معينة اعتبارا لطبيعة الرياضة التي يتم ممارستها والمستوى الرياضي لكل شخص (هاوي أو محترف).

كما يجب أن تأخذ الممارسة الرياضية في شهر رمضان بعين الاعتبار تراجع الأداء البدني، وبالتالي يجب تكييف البرامج الرياضية وفقا لذلك. فضلا عن ذلك ينبغي أن يكون الجهد البدني متوسطا وأن لا يتجاوز عدد الحصص الرياضية حصتين أو ثلاث حصص على الأكثر في الأسبوع.

وفي هذا الصدد، أكد الدكتور زكرياء بنعمر فارس، رئيس الأكاديمية المغربية للمرافقة الذهنية والرياضية، أنه خلال رمضان تثير ممارسة الرياضة في كثير من الأحيان أسئلة ونقاشات حول الأهمية والفوائد والسلبيات والسلوك الذي يجب اتباعه للتوفيق بين ممارسة النشاط البدني والصيام.

وقال الدكتور بنعمر فارس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن ممارسة الرياضة خلال رمضان تنطوي على عدة مزايا منها المساهمة في الحفاظ على اللياقة البدنية وتجنب فقدان الكتلة العضلية خلال الصيام، كما تساعد في التقليل من التوتر والحفاظ على التوازن النفسي.

لكنه يضيف أنه يمكن أن يكون لممارسة الرياضة بشكل غير لائق أثناء الصيام آثار سلبية على الصحة، ومنها انخفاض مستوى الطاقة مما يمكن أن يؤثر على الأداء الرياضي خاصة في حالات الاجتفاف والإرهاق.

وشدد، في السياق ذاته، على أن الصيام وممارسة التمارين الرياضية المكثفة يؤدي إلى إرهاق زائد ويضع ضغطا شديدا على الجسم، خاصة عندما يحرم من الطعام والماء لفترات طويلة أثناء النهار.

لذلك، يوصي الاختصاصي، بممارسة الرياضة قبل الإفطار بوقت وجيز (ساعة على الأقل) أو بعد العشاء (التراويح)، عندما يكون الجسم مغذى بشكل جيد ومرطب، مع اختيار الأنشطة البدنية المعتدلة وضبط شدة التمرين بناء على قدرات كل شخص ومستوى طاقتك الشخصية.

وخلص رئيس الأكاديمية المغربية للمرافقة الذهنية والرياضية إلى أنه يمكن أن تكون ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان ذات فائدة بشرط أن تتم باعتدال حتى يتم تحقيق توازن صحي وآمن بين الصيام وممارسة الرياضة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *