ملفات

المغرب الكبير:معاناة من سبقوهم.. هل تردع الحالمين بالهجرة السرية؟

صُدم الرأي العام المغاربي، خاصة في الجزائر والمغرب، بوفاة الحراق الجزائري محمد بودربالة في سجن بإسبانيا وبمأساة، الحراكة المغاربة المحتجزين بليبيا الذين ينتظرون ترحيلهم إلى بلدهم هذا الأسبوع.

واتّهم “حراكة” جزائريون، في فيديوهات، الشرطة الإسبانية بقتل زميلهم في السجن، محمد بودربالة، بينما نفت السلطات الإسبانية وقالت إنه انتحر، وهي القضية التي فتحت السلطات الجزائرية تحقيقا لمعرفة خفاياها.

وأسالت هاتان القصتان الكثير من الحبر والدموع أيضا، في وقت لا تزال قوافل الحراقة المغاربيين تُصِرّ على التدفّق نحو الضفة الشمالية للأبيض المتوسط بحثا عن “الفردوس الأوروبي”، حيث سشكل المغاربة والجزائريون النسبة الأكبر في قوائم الحراكة إلى إسبانيا.

وأمام هذا الوضع، يبزغ تساؤل حول مدى فعالية هاتين الفاجعتين في ردع الشباب المغاربي عن الرمي بنفسه إلى مصير مجهول، قد ينتهي به طعاما للحوت أو فريسة لركلات الشرطة الأوروبية، قبل أن يطاول حلمه في الوصول إلى الفردوس.

التنمية هي الردع

استبعد المحلل الاجتماعي المغربي، علي الشعباني، فرضية نجاح قصتي بودربالة والحراقة المغاربة في ليبيا في ردع “زملائهم الحراقة من البلدان المغاربية”.

وعلّل الشعباني وجهة نظره قائلا “وسائل الردع تكمن في تنمية هذه المجتمعات، وما لم تستفد هذه المجتمعات من برامج تنمية حقيقية، فإننا سنسمع مآسي الحراقة في كل يوم”.

وأضاف المتحدث “لا أحد يغامر مجانا.. هؤلاء نهشهم الفقر والبطالة والآفاق المسدودة، ففروا بحثا عن حياة كريمة وراء البحر، صحيح هناك قصص مأساوية لكن الشباب سيلتفتون إلى قصص الحراقة الناجحين وسيقتدُون بها معتمدين على إرادتهم الذاتية ورغبتهم في النجاح”.

وختم المحلل الاجتماعي حديثه بالتأكيد على أن “السياسات الفاشلة هي السبب الحقيقي وراء ظاهرة الحرقة، وعلى الحكومات أن تبحث موضوع التنمية والإصلاح بجدّ ليحققوا أحلام الشباب هنا وليس في أوروبا”.

وخزة في العظم

من جهة أخرى، دعت المحللة الاجتماعية الجزائرية فاطمة الزهراء فاسي الشباب الحالم بالحرقة إلى أوروبا لـ”أخذ العبرة من مأساة بودربالة في إسبانيا والحراقة المغاربية في ليبيا”.

ووجّت فاسي خطابها إلى الحراقة المغاربيين، قائلة “أنظروا، لقد لفظ بودربالة أنفاسه وانتهت أحلامه تحت ركلات الشرطة الإسبانية، ألا تكفي هذه المأساة لردعكم، لقد سقط القطاع واتّضحت العنصرية في الضفة الأخرى من الأبيض المتوسط”.

وأردفت المحللة الاجتماعية “تلك الركلات تقول لكم بأنه غير مرغوب فيكم في أوروبا، ورغم تظاهر إسبان ضد سلوك شرطة بلادهم مع بودربالة وزملائه، إلا أن الحكومة لم تُعر اهتماما للموضوع، وهذا وحده إهانة”.

وخلصت فاسي إلى القول “ما حدث يجب أن يشكّل وخزة في العظم لشبابنا، عليهم أن يسرحوا بآمالهم في بلدانهم ويعملوا على تحقيقها هنا، لأن ما ينتظرهم في أوروبا ليس أقل من الاضطهاد والاستعباد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *