اقتصاد

بورصة البيضاء تعيش ركودا بسبب رمضان

أفاد خبراء ماليون من مؤسسة (أوبلين سيكوريتي)، التابعة لمجموعة البنك الشعبي، بأن التداولات المسجلة على مستوى بورصة الدار البيضاء ستواصل تسجيل معدلات ضعيفة خلال شهر رمضان، بسبب وضعية الركود التي يمر منها سوق البورصة حاليا والتقليص من مواقيت الإدراج.

 

وأوضح هؤلاء المحللون، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه “تاريخيا، تميز نشاط البورصة دائما خلال شهر رمضان بنوع من الركود، بسبب تقليص مواقيت الإدراج، على غرار مواقيت العمل”، مبرزين أن “شهر رمضان الكريم حل هذه السنة متزامنا مع سياق خاص تشهده البورصة يتمثل في ضعف حجم التداولات”.

 

وأشار فريق المحللين إلى أن هذه الوضعية سيكون لها تأثيرها كذلك على المستثمرين الأجانب، الذين سيصعب عليهم، بسبب ضعف التداولات، العثور على شركاء محليين لإتمام معاملاتهم المالية.

 

وحسب المصدر ذاته، فقد سجل مؤشر (مازي)، خلال شهر رمضان من السنة المالية المنصرمة، أي في الفترة الممتدة ما بين 20 يوليوز و20 غشت، تراجعا بنسبة ناقص 11ر0، فيما بلغ متوسط التداولات اليومي ما مجموعه 8ر48 مليون درهم، مقابل 4ر118 مليون درهم كمعدل يومي طيلة سنة 2012.

 

وفي ما يتعلق بسوق الممتلكات والخدمات، فهي بالعكس تتجه نحو الارتفاع في هذه الفترة، حيث تعرف عادات الأسر تغيرا مهما خاصة على مستوى الاستهلاك الغذائي، وهو ما أكدته مجموعة من البحوث التي قامت بإعدادها المندوبية السامية للتخطيط (البحث الوطني حول معيشة الأسر 2006-2007 والبحث الوطني حول الاستهلاك 2001).

 

واستنادا إلى هذه البحوث، فإن المؤشرات الاقتصادية، ولاسيما الأسعار، تشكل أكثر المتغيرات تأثرا بحلول شهر رمضان، إذ من المنتظر أن تخضع الأسعار لنوعين من التأثيرات المتباينة المرتبطة بحلول شهر الصيام، والتطورات المترتبة عن التغييرات الموسمية، وهي التأثيرات التي يمكن أن تتعارض أو تتقوى حسب المواد وحسب التوقيت الزمني.

 

وفي هذا الصدد، تشير المندوبية السامية للتخطيط إلى أن شهر رمضان سيكون له تأثير أكبر على أسعار المواد الغذائية خلال شهر يوليوز مقارنة مع شهر غشت، مسجلة أن تأثير حلول شهر الصيام على مؤشر أسعار استهلاك المواد الغذائية سيكون بنسبة 7ر0 في المائة خلال شهر يوليوز، علما أن هذا الشهر سيعرف في الوقت نفسه، انخفاضا موسميا في المؤشر ذاته يقدر بنحو ناقص 3ر1 في المائة في المتوسط.

 

وتشير المندوبية، من جهة ثانية، إلى أن تأثير شهر رمضان على أسعار المواد غير الغذائية سيظل محدودا دون دلالة إحصائية مهمة.

 

وتعتبر الأسماك والخضروات من أكثر المنتجات الغذائية تأثرا، حيث ينتظر أن تشهد أسعار الأسماك ارتفاعا يصل إلى 6 في المائة خلال شهر يوليوز، جراء تزامنه مع حوالي 21 يوما من رمضان، بالإضافة إلى الارتفاع الموسمي الذي تعرفه هذه الأسعار خلال الشهر نفسه والذي يقدر بمعدل 2 في المائة في المتوسط.

 

أما بالنسبة للخضروات الطازجة فإن تأثير شهر رمضان سيبلغ 2ر2 في المائة، غير أن الانخفاض الموسمي المهم الذي تعرفه أسعار الخضروات خلال شهر يوليوز (ناقص 6ر13 في المائة) من شأنه أن يحد من الارتفاع الناجم عن تزايد الطلب خلال شهر رمضان.

 

ويبقى أن ازدياد الطلب في شهر رمضان من شأنه أن يؤثر على المؤشرات الاقتصادية، إلا أن الظرفية الخاصة التي تمر منها البورصة، والمتسمة بنقص في السيولة، وضعف الأحجام المتداولة، تجعل التوقعات بالنسبة لشهر رمضان تتجه نحو استقرار السوق في وضعها الحالي.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *