خارج الحدود

الجزائر ترفض اعتبار جماعة الإخوان “منظمة إرهابية”

كشف مصدر دبلوماسي جزائري إن وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، نقل خلال زيارته الأخيرة للسعودية، رد الجزائر برفض مقترح سعودي – إماراتي قدم للجزائر كي تعتبر جماعة الإخوان المسلمين “منظمة إرهابية”.

وقال المصدر، الذي طلب عدم كشف هويته، إن “الجزائر طلبت من السعودية تقديم قوائم لأشخاص متورطين في قضايا إرهاب مقرونة بأحكام قضائية ودلائل حتى يمكن وضعهم في قائمة الإرهابيين.”

ولم يصدر عن السلطات الجزائرية ولا السعودية ولا الإماراتية أي تعليق أو بيان رسمي بهذا الشأن.

هذا وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت في ديسمبر الماضي جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي، جماعة إرهابية، وهو ما أقدمت عليه السعودية أيضا يوم الـ 7 من مارس الماضي.

ويطرح رفض الجزائر إدراج التنظيم الدولي “الإخوان المسلمين“ كجماعة إرهابية، كما تطالب بذلك دول الخليج العربي، نظرة السلطات الجزائرية لممثلي التنظيم في الجزائر ولو نظريا كنشطاء سياسيين مسالمين حتى من موقعهم في المعارضة، بل إن قيادات الاخوان مثلما كشفته الوقائع كانوا أول من تصدى لهمجية الإرهاب بشكل جعل السلطة تستعين بهم ضمن مسارات عديدة لمعالجة الأزمة الأمنية التي تفجرت خلال العشرية الحمراء.

وقد دفع إخوان الجزائر الثمن باهضا في تصديهم للارهاب، حيث سقط لهم حوالي 500 قتيل وعلى رأسهم الشيخ محمد بوسليماني الذي رفض الإفتاء للإرهابيين بجواز أعمالهم. كما تعرض الشيخ محفوظ نحناح رئيس حمس لعدة محاولات اغتيال وتهديدات من طرف الجماعات المسلحة.

كل هذا جعل السلطات تحفظ لهم الجميل سواء من خلال التذكير في عدة مناسبات بفضل الشيخ محفوظ نحناح في حفظ الأمن في الجزائر والتغلب على ظاهرة الإرهاب، حيث شكل درعا مهما لمواجهة هذا الفكر المتطرف بحكم انتمائه للتيار الإسلامي. ورغم تخلي حمس عن سياسة المشاركة وانتقالها الى المعارضة بقيادة مقري، غير أن هذا لم يمنع السلطة من تنظيم الخلاف معها، وتمكينها من أدوات العمل االسياسي السلمي، شأنها شأن الأحزاب المعتمدة الأخرى.

ويرى مراقبون أن الجزائر تحتفظ بعلاقات مهمة مع عدة تنظيمات وشخصيات إخوانية في الخارج، كحركة النهضة التونسية التي تربط شيخها راشد الغنوشي علاقات شخصية مع عدة مسؤولين جزائريين بينهم الرئيس بوتفليقة، الذي يحتفظ أيضا بعلاقة خاصة وشخصية مع الشيخ يوسف القرضاوي الذي يعتبر مرجعا مهما للإخوان في العالم.

كما تربط الجزائر علاقات مباشرة مع حركة حماس الفلسطينية وهي تنظيم محسوب على الاخوان أيضا.

وبالعودة إلى اخوان الجزائر وكيف انتشر الفكر الإخواني في الجزائر ومن يمثله وما هو الموقف الحقيقي للسلطات منه، يقول القيادي في حركة مجتمع السلم عبد الرحمان سعيدي إن الفكر الإخواني كان منتشرا في العالم الإسلامي مع مطلع الأربعينيات، حيث كانت معظم الدول العربية والإسلامية تحت الاحتلال والاستعمار، وكان فكر الإخوان من مقاصده في شقه السياسي الدعوة إلى الاستقلال والتحرر من كل سلطان أجنبي، وتواصل الاخوان برؤيتهم الفكرية والسياسية مع مختلف القوى السياسية والثقافية في العالم العربي الإسلامي التي كانت تناضل من أجل استقلال بلدانها وتحرير أوطانها من منطلق المرجعية الإسلامية.

وحسب شهادات لشخصيات في الجزائر وخارجها، فإن جماعة الإخوان المسلمين كانت تتواصل بدعمها السياسي والمادي واحتضانها لبعض الشخصيات الثورية الجزائرية وعلاقاتها المتواصلة مع الحركة الوطنية وجمعية العلماء المسلمين، حيث إن الاخوان لهم مساهمات في دعم الثورة الجزائرية، وكان بعض قادة الحركة الوطنية يجتمعون ويلتقون في المقر العام للاخوان المسلمين في القاهرة، وكان الشيخ الجزائري الفضيل الورتيلاني الذي كان يخلف الإمام المرشد حسن البنا في بعض دروسه يعمل بالتنسيق مع الإخوان في قضايا الأمة الإسلامية.

وظل فكر الإخوان قائما وعرف تواصلا وانتشارا بعد الاستقلال من خلال التواصل الثقافي والتعليمي بين الجزائر ومصر، خاصة البعثات العلمية التي كانت تفد على الجزائر بموجب دعم ومساندة استقلال الجزائر، فكان هناك تواصل وتلاقح بين الفكر الإسلامي الإصلاحي الوطني الجزائري الذي كان من رواده ودعاته الشيخ الراحل محفوظ نحناح مؤسس حركة مجتمع السلم وبقايا قيادات جمعية العلماء المسلمين والمفكر مالك بن نبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *