ثقافة وفن | هام

غلام مطرب جماعة العدل والإحسان: نجحت في مصالحة الإسلاميين مع الفن

نظم الفنان المغربي، رشيد غلام، المنتمي لجماعة العدل والإحسان الإسلامية المعارضة، الخميس 10 ديسمبر  2015، وقفة رمزية احتجاجية أمام البرلمان بالعاصمة الرباط، بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، بسبب “منعه من الغناء ببلاده منذ 15 عاما”، حسب تعبيره.

غلام، في حوار مع “هافينغتون بوست عربي”، قال إن الخطوة القادمة هي نقل احتجاجه إلى جنيف، ثم لاهاي محاولًا إيصال صوته للمنظمات الدولية، و”كوسيلة للضغط” على السلطات المغربية كي تسمح له بالغناء في وطنه.

واعتبر غلام أنه قد تمكن من “مصالحة الإسلاميين بالفن”، وقال إنه يحاول تقديم “الفن الملتزم ذا الرسالة والقيمة والجمالية” والذي تقبله تلك الفئة من المجتمع المغربي والعربي، فيما اعتبر تحقيق بعض الفنانين المغاربة شهرة عربية مجرد موضة سرعان ما تنطفئ.

وتحدث غلام في الحوار عن علاقته بالراحل عبد السلام ياسين، مؤسس جماعة “العدل والإحسان” المعارضة، كما أبدى رأيه في الإصلاحات الدستورية التي عرفها المغرب عام 2015، وكذلك في الفيلم المغربي المثير للجدل “الزين اللي فيك”.

 

وإلى نص الحوار كاملاً

 

لماذا قررت نقل احتجاجك من الرباط إلى جنيف؟

نقل الاحتجاج إلى مدينة جنيف حيث مجلس حقوق الإنسان، هو الخطوة الثانية بعد الاحتجاج أمام البرلمان المغربي، فكما هو معروف، أنا ممنوع من ممارسة الفن منذ 15 سنة في المغرب، لهذا السبب قررت إيصال صوتي إلى المنظمات الحقوقية الدولية، للضغط على السلطات المغربية.

كما أنني اكتشفت أن الوصول للجمعيات الحقوقية المحلية بالمغرب غير كافٍ، لهذا فكرت في نقل الاحتجاج خارج المغرب، وأتمنى أن تكون خطوة مثمرة لرفع الحيف عني.

لماذا اخترت جنيف على وجه الخصوص؟

لأنه وببساطة يوجد في جنيف مجلس حقوق الإنسان، وحان الوقت لإيصال رسالتي إلى المنظمات الدولية، لقد سئمت من كل هذا الإقصاء والمنع، وأفكر أيضا في الاحتجاج بلاهاي.

هناك فنانون مغاربة ممنوعون من الظهور الإعلامي ، فلماذا تصر على الاحتجاج؟

أنا لا أتحدث عن منعي من الظهور في الإعلام العمومي، بل من ممارسة الفن في الفضاءات العامة، أما الإعلام العمومي فهذا موضوع آخر، لا يعنيني في الوقت الحالي.

أما بالنسبة للفنانين المغاربة الممنوعين من الظهور في الإعلام، فباستطاعتهم تنظيم الحفلات والسهرات وغيرها من الأنشطة الفنية الأخرى، وليس بالضرورة الحضور في الإعلام العمومي، عكسي تمامًا، فأنا لا أستطيع ممارسة الفن بالمغرب، لأن السلطات تمنعني.

هل ترى أن الفنان يجب أن يمر عبر الإعلام العمومي؟

لا أبدًا، يمكن للفنان أن يمارس الفن خارج الإعلام العمومي، لكن في الوقت الراهن، وكما قلت لك، لا أفكر أبدًا من الظهور في الإعلام العمومي، أدعو فقط إلى إنصافي وعدم منعي من ممارسة الفن في الفضاء العام ولا شيء آخر.

لمن لا يعرفك، ما هي توجهاتك السياسية؟

في البداية، لمن لا يعرفني يجب عليه أن يبحث عني، لكن لا بأس، توجهاتي السياسية متمثلة في انتمائي لجماعة العدل والإحسان، وعندي إيمان بأنه على الجميع أن يتمتع بالحرية والعدل والكرامة.

كيف تنظر إلى المغرب بعد الإصلاحات الدستورية والسياسية في 2011؟

صراحة لا أعترف بالإصلاحات التي شهدها المغرب سنة 2011، فالأمر لا يتعدى وضع ماكياج فقط ، وأتساءل دائما عن أي إصلاحات يتحدثون؟

أرى أن الدستور هو دستور ممنوح، والحكومة لا تحكم، الحال على ما هو عليه، لم يتغير في البلد شيء، بل هي مجرد شعارات رنانة وديمقراطية زائفة.

هل تغيرت مواقف رشيد غلام بعد 2011 ؟

أبدا، فمواقفي هي نفسها، والدليل أنني ما زلت ممنوع من ممارسة الفن في المغرب منذ 15 سنة.

كيف تأثرت كفنان بموت عبد السلام ياسين الذي ساند مسيرتك الفنية بقوة؟

عاطفيا تأثرت كثيرا بموت الإمام عبد السلام ياسين في 2012، وكأنني فقدت أبًا، أما بالنسبة للفن، فأنا على طريقي في تحقيق رسالتي الفنية، وهذه من إحدى وصايا الشيخ ياسين، فهو من شجعني على ممارسة الفن، في حين عارضها آخرون.

لو لم يكن في حياتك عبد السلام ياسين، هل كنت ستحقق هذا النجاح؟

سيكون نجاحا عاديا، كأي فنان بدون رسالة أو قيمة فنية، من الممكن أن أكون ناجحًا على المستوى الإعلامي، أو لم أكن مارست الفن من الأساس، لكن قربي من الشيخ ياسين، طبعًا ساهم في أن أكون رشيد غلام كما أبدو الآن.

هل أنت مطرب أم مغني أم منشد؟ وما الفرق عندك بين هذه المسميات؟

أفضل لقب فنان عوضًا عن كل هذه الألقاب، فلقب مطرب مثلا يعني وظيفة وليست صفة، أما منشد فهذه الكلمة خاطئة ومعناها غير صحيح، ويمكن أن نراجع القاموس، لهذا أفضل لقب فنان لأنه شامل.

مع رفض بعض الإسلاميين للغناء هل نجحت في مصالحة بعضهم مع الفن؟

صحيح، الإسلاميون أصبحوا يتابعون الفن الملتزم ذا الرسالة والقيمة والجمالية أيضًا، فأنا أعرف بعض الإسلاميين الذين أصبحوا يستمعون إلى تراث الطرب العربي، أما في السابق فكان الأمر مختلف تماما، وهذا أمر يسعدني طبعًا.

ما هي أعمالك الفنية الجديدة؟

أشتغل على أعمال فنية، خاصة بالقضية الفلسطينية، وأعمال أخرى تضامنية مع اللاجئين السوريين في سوريا، بالإضافة إلى إحياء سهرات في إسطنبول.

كيف ترى المشهد الفني المغربي؟

مؤسف جدًّا، يعاني المشهد الفني المغربي الرداءة، بالإضافة إلى اندثار في الجودة الفنية والقيمة الجمالية للفن والإبداع، فقد أصبح المشهد فضاءً للابتذال لا شيء آخر.

ما رأيك في سعد المجرد وأسماء المنور، بعدما حققا شهرة عربية واسعة؟

لا داعي لذكر الأسماء، إلا أن هذا النجاح لا يعني الجودة أبدًا، ثمة أعمال فنية نالت الكثير من الشهرة، لكنها فاقدة للجمال، بل إنها مجرد موضة سرعان ما تنطفئ.

ما رأيك في فيلم “الزين لي فيك”؟

في الحقيقية أنا لا أشاهد مثل تلك الأعمال، إلا أنني متابع جدا لما يروج في الساحة الفنية، وأعتقد أن السينما الرديئة أو”البورنوغرافية” تخلت عنها السينما الأوربية منذ سنوات عديدة، فإن لاحظنا الأعمال السينمائية العالمية الناجحة، لا تقدم مشاهد مخلة أو لقطة خادشة للحياء، هذا هو الإبداع في نظري، أما أن نرى مثل تلك اللقطات الرديئة في السينما المغربية، فهذا أمر مؤسف جدًّا.

ماذا عن تصريحات لبنى أبيدار المسيئة للمغاربة؟

لا أفضل الحديث عنها، لكن ثمة “أبيدارت” كثيرات في المغرب، مع الأسف هي المسؤولة الوحيدة عن تلك التصريحات، فهؤلاء الأشخاص لا يأبهون لشيء سوى لتحقيق الشهرة الزائفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *