مجتمع

هل ستحتضن زاوية سيدي وكاك بأكلو إحياء ليلة المولد بحضور الملك محمد السادس؟

بالرغم من الترتيبات التي تقوم بها السلطات الجهوية والإقليمية بتزنيت في إطار الاستعدادات لزيارة ملكية مرتقبة لإحياء ليلة المولد النبوي الشريف بزاوية سيدي وكاك بأكلو، فإنه لحد الساعة لاتزال الأخبار غير مؤكدة عن حضور الملك لهذه المراسيم الدينية.
وقد أثارت أخبار الزيارة الملكية المرتقبة للمنطقة اهتماما غير مسبوق لمعرفة تاريخ زاوية سيدي وكاك، وتدل كتب التاريخ أن هذه الزاوية أنشأها  وجاج بن زلو اللمطي واسمه أبو عبد الله محمد، ووجّاج تعني العالم الكبير في قومه.
وتوفي وجاج بن زلو اللمطي سنة 445 هـ / 1054م، وهو فقيه مغربي، وأحد مؤسسي الدولة المرابطية، التي امتدت عبر المغرب الأقصى والأندلس، وشمال إفرقيا ووسطها إلى السودان.

ويعد الإمام وجاج بن زلو من أئمة المغرب الفاتحين، ومن أولياء الله الصالحين، وصاحب كرامات جليلة، ومن رجال التصوف والتشوف، ومن العترة الطاهرة التي أسست للإسلام ركنا متينا في إفريقيا مازال إشعاعهم إلى الآن، هو وأمثاله كأبي عبد الله أمغار، وعبد السلام بن مشيش، وعبد الله بن الهادي الكتاني وغيرهم.

ونشأ في منطقة إداو سملال بسوس وبها تربى، ثم رحل إلى فاس، فأخذ عن أعلامها ومن حل بها من الأعلام كابن أبي زيد القيرواني، ورحل إلى تونس فأخذ أيضا عن الإمام ابن أبي زيد القيرواني والإمام أبو عمران الفاسي، ثم رحل للأندلس وأخذ عن أعلام قرطبة، ثم نزل بنفيس وأخذ عن إمامها أبي محمد ابن تيسيّيت،

.ثم انتقل إلى سجلماسة عالما وداعيا إلى الله، وهناك تلقى رسالة من شيخه أبو عمران الفاسي يدعوه لتربية المرابطين وتعليمهم.

وأسس وجاج رباطا علميا وتربويا وجهاديا، في منطقة أكْلو قرب تزنيت، والواضح أن استقرار الشيخ بأكلو جعل منه مركزا دينيا وعلميا هاما، وسماه رباطا على عادة المجاهدين، وقد تجاوز إشعاعه – كما هو معلوم – المستوى المحلي والإقليمي إلى المستوى المغاربي، وكانت هذه المكانة تستمد من مكانة وجاج بين قومه وتصوفه وعلمه، واستطاع بذلك أن يجلب لرباطه مريدين وطلبة من جميع الآفاق.

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *