مجتمع

منطقة البويرات .. مشروع ايكولوجي بآسا الزاك

تزخر منطقة “البويرات” بجماعة البويرات (إقليم أسا الزاك) بمؤهلات ثقافية وطبيعية هائلة من موروث ثقافي وتنوع بيولوجي ومجالي وموارد مائية حيث شكلت المنطقة ملتقى لطرق القوافل لوفرة مياهها، ولعل اسم البويرات يحيل على كثرة الآبار الموجودة بها ومستوى فرشتها المائية.

كما كانت هذه المنطقة، التي تبعد عن مدينة أسا ب 115 كلم وعن مدينة الزاك بحوالي87 كلم ، ممرا إجباريا للقوافل التجارية التي كانت تعبر في بداية الستينيات من القرن الماضي الحدود شرقا وجنوبا، كما كانت محور الطرق في منطقة “البطانا” بتراب جماعة البويرات والتي تعد “بطن” منطقة الحمادة الشرقية وقلبها النابض.

ومن أجل استغلال الموارد المحلية للمنطقة الطبيعية (شمس، مخزون مائي، سهول، واحات) والثقافية والبشرية واستثمار الطاقات المتجددة بطرق ناجعة تم التفكير في ضرورة وضع مشروع بيئي إيكولوجي وسوسيو اقتصادي يشكل نموذجا لاستثمار هذه المؤهلات وقاطرة للتنمية المندمجة والمستدامة بالمنطقة.

وهو ما أقدمت عليه جمعية “أخزان” للتنمية والتعاون التي بادرت إلى إعداد مشروع لإحداث قرية إيكولوجية بتراب جماعة البويرات وبالضبط بمنطقة أخزان.

ويتضمن هذا المشروع استغلال البنيات والتجهيزات الاساسية والمنشآت ومن بينها القرية الايكولوجية وبنياتها التحتية، واستثمار الطاقات المتجددة، وتشجيع ساكنة المنطقة ومواكبتهم عبر إطلاق مشاريع مدرة للدخل في مجالات الفلاحة وتربية الماشية والسياحة الايكولوجية والمنتوجات المحلية.

كما سيشمل هذا المشروع إحداث محميات طبيعية تهدف إلى حماية التنوع البيئي بالمنطقة وخاصة شجر “الطلح” أو كما يسمى محليا ب”السدرة” أو “الذهب الأخضر” باعتباره ثروة إيكولوجية ذات أهمية سوسيو-اقتصادية يمكن استثمارها لتشكل امتدادا طبيعيا لممر المحميات الطبيعية الذي يربط بين شبه الجزيرة الايبيرية شمالا عبر جبال الريف والاطلسين المتوسط والكبير ثم واحات درعة وتافيلالت شرقا الى حدود موريتانيا جنوبا.

ويضم المشروع أيضا استثمار المؤهلات التاريخية للمنطقة وما تتوفر عليه من نقوش صخرية ومنتوجات حجرية.

ولبلورة تصور شامل حول مشروع القرية الإيكولوجية، التأم، مؤخرا بمنطقة البويرات، فاعلون جمعيون ومنتخبون وسلطات محلية في لقاء دراسي نظمته جمعية “أخزان” للتنمية والتعاون تحت شعار “آفاق مشروع القرية الإيكولوجية (البويرات) وانخراط المغرب في مكافحة التغيرات المناخية” وذلك بشراكة مع مجلس جماعة البويرات وبدعم من المجلس الاقليمي لأسا الزاك.

وشكل هذا اللقاء، الذي حضره بالخصوص، عامل إقليم أسا الزاك السيد حسن صدقي وعدد من المنتخبين وممثلين عن قطاعات وزارية ومؤسسات جامعية ومراكز بحثية متخصصة، فرصة للتعريف بهذا المشروع وتقديم محاوره ومكوناته وكذا للتواصل مع الساكنة المحلية بشأنه.

ويطمح منظمو هذا اللقاء إلى جعل هذا المشروع نموذجا للتنمية المندمجة في مناطق قاحلة مشابهة، وأن يوضع هذا المشروع في صلب مباحثات ونقاشات قمة المناخ العالمية “كوب 22″، المقرر تنظيمها في نونبر القادم في مراكش.

وأكد رئيس جمعية “أخزان” للتنمية والتعاون السيد مولود أريش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مشروع القرية الإيكولوجية “البويرات” سيكون قاطرة لتنمية المنطقة ونموذجا لاستثمار مؤهلات المنطقة، مشيرا إلى أن هذا المشروع ستكون له انعكاسات إيجابية حيث سيساهم في فك العزلة بالمنطقة عبر تحسين ظروف عيش الساكنة والرفع من مردوديتها خاصة في مجال التعليم والصحة، وكذا جعل المنطقة جاذبة للاستقرار.

ووقعت الجمعية، على هامش هذا اللقاء، ثلاث اتفاقيات شراكة، الأولى مع المجلس الإقليمي ومجلس جماعة البويرات يلتزم فيها المجلس الإقليمي بتمويل الدراسات الخاصة بهذا المشروع، فيما تروم الاتفاقية الثانية التي وقعتها مع كلية العلوم التابعة لجامعة أبي شعيب الدكالي بالجديدة، مواكبة المشروع بالخبرة والاستشارة المتعلقة أساسا بالمعايير الدولية الواجب احترامها في هذا المجال.

أما الاتفاقية الثالثة فقد وقعتها الجمعية مع الجمعية المغربية للسياحة البيئية وحماية الطبيعة والتي تروم تكوين شباب المنطقة في مجالات التربية البيئية وحماية الطبيعة والتنوع الإيكولوجي والسياحة والبيئية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *