آخر ساعة

السعودية..تعمق عزلة البوليساريو والجزائر

يقول المتتبعون لملف الصحراء المغربية إن الجزائر والبوليساريو يزدادون ضعفا وعزلة في محيطهم العربي والإسلامي، وما يبرر هذا بجلاء الرسالة التي بعث بها الرئيس الجزائري بوتفليقة في وقت سابق إلى حامي الحرمين متوسلا إليه أن يغير موقفه من قضية الصحراء المغربية، وهي الرسالة التي لم تعط أكلها في تغيير موقف الرياض من القضية، كما لم تعط كذلك أي أمل فيما يتطلع إليه بوتفليقة في الخروج بالجزائر من العزلة التي يعيشها خارج الإجماع العربي الإسلامي حول القضايا العربية وخاصة قضية الصحراء، التي افتعلها سكان قصر المرادية لينفقوا عليها من أموال الشعب الجزائري.

 

ان اللقاء الأخير المشترك الذي جمع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في العاصمة البحرينية المنامة، والذي خرج بموقف يؤيد الطرح المغربي في ملف الصحراء، ويعتبر أن مقترح الحكم الذاتي أرضية يمكن التفاوض حولها، وهو الأمر الذي أيده وزير الخارجية الأمريكي جون كيري شكل كذلك ضربة موجعة قسمت مرة أخرى ظهر الجزائر والبوليساريو على حد سواء على الرغم من أن اللقاء كان مخصصا في الأصل للأوضاع في الشرق الأوسط، إلا أن ذلك لم يمنع ملف الصحراء من أن يكون حاضرا بقوة في هذا الاجتماع الذي مهد للقاء القمة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقادة دول الخليج، نهاية ابريل الحالي.

في نفس الإطار وخلال الندوة الصحافية المشتركة التي جمعت بين عادل الجبير ونظيره الأمريكي جون كيري، قال وزير الخارجية السعودي إن دول الخليج أكدت “دعمها للمغرب في ما يتعلق بالصحراء، وأهمية الاستمرار في الاقتراح المغربي المتعلق بمسألة الحكم الذاتي، وعدم اتخاذ أي إجراءات قد تضعف هذا الموقف”، وهو ما يعد رسالة واضحة إلى من يهمه الأمر، كما أن وزير الخارجية الأمريكي عبّر، هو الآخر،عن تأييده للموقف الخليجي من قضية الصحراء ودعم الحكم الذاتي.

 

تأييد دول الخليج بدعمها للموقف المغربي من قضية الصحراء وتأييد واشنطن لهذا الموقف وللحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب حلا لقضية الصحراء، أتى متزامنا مع فترة تقديم الأمين العام للأمم المتحدة لتقريره السنوي حول الصحراء إلى مجلس الأمن والدي نوقش فيما بعد من طرف أعضاء المجلس من اجل إبداء أرائهم فيه وخاصة بعد الإجراءات التي اتخذها المغرب إزاء تصريحات بان كيمون ضد المغرب والتي أثارت ردود أفعال المغاربة ككل.

 

موقف دول الخليج تحت قيادة السعودية الداعم للمغرب في قضيته الوطنية استقبل بالعديد من الانتقادات من طرف الجارة الشرقية الجزائر التي باتت علاقتها مع الرياض “جد فاترة”، كما أن زيارة رجال أعمال سعوديين إلى الجنوب المغربي من أجل التعرف على فرص الاستثمار، أغضبت الجزائر ووسائل إعلامها و أججت سعار و صياح حاكميها الذين لم يدركوا بعد، أو يتجاهلون أن الوقت وقت جد وجمع الصفوف، و أن كل دقيقة ضائعة في الجدال العقيم هو على حساب العرب ككل و على حساب شعوب المنطقة، خصوصا الشعب الجزائري الذي يرى أمواله تصرف منذ أربعين سنة على جماعة من الانفصاليين المتطلعين إلى العهد الستاليني البائد والى الحرب الباردة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *