جهويات

ندوة دولية حول البيئة والتنمية السياحية بخليج الداخلة

قارب أكاديميون وخبراء مغاربة وأجانب خلال ندوة علمية نظمتها أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات حول موضوع “البيئة والتنمية بالأقاليم الجنوبية للمملكة” بالداخلة قضايا المنظومات البيئية والتوازن وآفاق التنمية السياحية بخليج الداخلة.

وأبرزت مساهمات الخبراء خلال هذه التظاهرة العلمية، التي نظمت يوم الاثنين الماضي بتعاون مع ولاية جهة الداخلة وادي الذهب ومجلس الجهة، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية للمملكة، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ، أهمية التوازن بين المحافظة على البيئة وآفاق التنمية المستدامة.

وأكد عمر الفاسي الفهري، أمين السر الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، في افتتاح هذا اللقاء، على أهمية دراسة خصوصيات مجال جهة الداخلة وادي الذهب، الغني بتنوعه البيولوجي وبثرواته البحرية وبمؤهلاته السياحية، وبإمكانياته الطاقية المتجددة، مضيفا أن تجميع كل الكفاءات المهتمة بهذه الجهة تعد اللبنة الاولى من أجل تعزيز عملها في خدمة تنمية هذه المنطقة.

ودعا عمر الفاسي الفهري، إلى بلورة مشاريع بحثية علمية تستجيب لمتطلبات التنمية المستدامة من خلال إطلاق برامج مندمجة تتضافر في إنجازها مختلف العلوم، سواء الانسانية أو الاجتماعية أو العلوم الدقيقة والتكنولوجية والهندسية، في تكامل عمودي وأفقي.

من جانبه، قدم  إدريس الكراوي الأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، لمحة موجزة عن النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، أكد خلالها أن المشروع الطموح للنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية يشكل الرافعة الحقيقية لتحقيق الأمن الإقليمي والتنمية الترابية، ليس فقط في الأقاليم الجنوبية للمغرب ولكن أيضا في كل المناطق الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء.

وأكد الكراوي في عرض له حول موضوع “النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية..السياق ومنهجية الإعداد والإجراءات والقطائع الكبرى” أن النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية يشكل مسعى إصلاحيا ينبني مضمونه على إستراتيجية تنهض بالتنمية في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية وتلك المرتبطة بالحكامة.

كما ارتكز هذا النموذج الجديد، يقول الكراوي، على مشاركة السكان وممثليهم عن طريق مسلسل واسع من الإنصات لكل الفاعلين والقوى الحية في الجهات الثلاث بالأقاليم الجنوبية، من منظمات نقابية وفاعلي المجتمع المدني وممثلي المقاولات ومنتخبين ومسؤولين محليين وشباب ونساء ومنظمات حقوقية، إضافة إلى مساهمات المواطنين والخبراء والباحثين عن طريق الموقع الذي وضعه المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي رهن إشارة المواطنين الراغبين في الإدلاء بآرائهم.

من جهته، أبرز عمر الصبحي، رئيس جامعة محمد بن عبد الله بفاس، وعضو أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، أهمية الاهتمام بالتراث باعتباره موردا ترابيا وثقافة حاضنة للمجال ولهويته التاريخية، يتيح فرصا هامة لبلوغ أهداف التنمية ذات البعد الترابي، بالنظر لإسهاماته في مجالات حيوية ولحضوره الدائم والمستمر على مستوى الذاكرة الجماعية للمجتمع، في زمن باتت المجتمعات تواجه شبح “التنميط الثقافي” العابر للحدود الترابية للبلدان والمجتمعات نفسها (العولمة)، الشيء الذي يجعل من إدماج التراث في مخططات التهيئة وإعداد التراب مطلبا لا محيد عنه، محليا وجهويا ووطنيا.

وشدد الصبحي على ضرورة توفير المزيد من فرص التشغيل لاحتواء اليد العاملة النشيطة بالمنطقة، من خلال تطبيق إستراتيجية تشغيل تشاركية ومندمجة بين مختلف القطاعات الاقتصادية، كتطوير نشاط الصناعة التقليدية، وتربية الماشية والحرص على تثمين منتوجاتها، وتشجيع إحداث جمعيات وتعاونيات كإحدى الوسائل الأساسية لتنمية الصناعة التقليدية، ودعم نمو بنيات سياحية بتحترم التوازنات البيئية.

كما دعا إلى خلق مشروع سياحي تنموي، يعتمد على السياحة الصحراوية (واحة إيكولوجية)، وذلك عبر بلورة إستراتيجية تأخذ بعين الاعتبار حماية البيئة وسلامتها، وترتكز على المحافظة على التوازن الايكولوجي وتثمين التراث الثقافي والمعماري.

وشكل هذا الموعد العلمي أيضا فرصة لفتح نقاش غني مع الحضور أبرز مكانة خليج الداخلة ضمن المنظومة الأيكولوجية للمملكة وسبل تكثيف جهود البحث العلمي والشراكة مع الجامعات المغربية لدعم جهود التنمية المستدامة بالجهة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *