آخر ساعة

كيف تحولت “حقوق الإنسان” إلى أصل تجاري عند الانفصاليين

خلال السنوات الأخيرة وبدعم من الجزائر، نوعّت جبهة البوليساريو من جبهات الصراع مع المغرب حيث ذهبت إلى استغلال عدة ملفات مع التشهير بها وفق إستراتيجية محبكة، وظفت فيه ملف حقوق الإنسان في المنتديات الدولية ثم ملف استغلال الثروات الطبيعية. وبعد أن أبانت جماعة تندوف عن فشلها في هذه المناورات، انتهجت سياسة استغلال الملفات الاجتماعية لتحرك بها آليتها الدعائية دوليا، وما توظيف المطالب الاجتماعية إلا لأهداف جيو-سياسية وانفصالية، كما هو الشأن بالنسبة لأحداث مخيم «اكديم ايزيك»، حيث حاولت ميليشيات البوليساريو تشويه المطالب الاجتماعية والاقتصادية، وتحويلها الى صراع دموي بالدخول في اشتباكات مع قوات الأمن.

موضوع الإضرابات التي كان يقوم بها ما يسمى بالتنسيق الميداني للمعطلين بالعيون، ثم كلميم لم يفلت من استغلاله من طرف البوليساريو لأغراض سياسوية محضة، وان لم يكن قط ملف معطلي تنسيقية كلميم موضوع مادة إعلامية لما يسمى بإعلام بالبوليساريو ، لكن تعطشها للدم وتشويه الصورة الحقوقية للمغرب جعلها تسارع إلى تبني ملف المعطل “ابراهيم صيكا”، الذي توفي مؤخرا باكادير، وأخرجت ملفه عن السياق الحقيقي من خلال الخلط ما بين الحقوقي والسياسي إلى درجة أنها سوقت هذه الوفاة بأنها جاءت إثر مطالبة هذا الأخير بتقرير المصير، رغن أن هذا الطرح ينطوي على مغالطات لقيت معارضة شديدة من طرف العديد من الصحراويين الوحدويين.

وفي هدا الصدد سارعت البوليساريو الى بعث مراسلات رسمية لما تسمى “رئاسة البرلمان الصحراوي” للمنتظم الدولي للتحقيق حول مزاعم التعذيب الذي قد يكون تعرض له صيكا ، للركب على هذا الملف سياسويا وتقديمه “كشهيد القضية”، حتى ولو كانت الضحية من خارج النفوذ الترابي للساقية الحمراء وادي الذهب، لغرض تشويه الوجه الحقوقي للمغرب ولتنشيط الآلة الدعائية الإعلامية للبوليساريو ضد المغرب دون أن تدرك بأن هذه الورقة والتي حققت بها الجبهة الانفصالية عدة مكاسب إعلامية مؤقتة، ارتدت عليها بعدما انكشفت الأكاذيب و الأوهام التي نسجتها القيادة الانفصالية بتواطؤ مكشوف مع أطراف جزائرية وأيضا عندما تعرت حقيقة الوضع الإنساني و الحقوقي المرعب الذي تعيشه ساكنة مخيمات تندوف بداخل التراب الجزائري .

في الواقع، فإن هذه التحركات في هذا الوقت بالذات لم تكن إلا تغطية على الاحتجاجات التي تعرفها مخيمات تندوف منذ فترة للتنديد بجلادي الجبهة الانفصالية، بالإضافة إلى تقارير المنظمات الحقوقية الدولية والتي تعكس بجلاء الوضع الإنساني المتدهور بالمخيمات التي تحتوي على مئات حالات ضحايا التعذيب و التصفية الجسدية بداخل سجن الرشيد الذي يشرف عليه جهاز أمن المخيمات و بتأطير مباشر من ضباط المخابرات العسكرية الجزائرية، وهي كلها مؤشرات تفسر بجلاء الرد الانتهازي المصلحي للقيادة الانفصالية على الخطوة الهجومية غير المتوقعة للدبلوماسية المغربية التي قبلت مناقشة الملف الحقوقي بعد أن ظلت جبهة الانفصاليين لسنوات توظفه عن طريق التدليس و التمويه، وجعلته كورقة لاستعادة بعض البريق المفقود للشعارات الزائفة للقضية الوهمية التي تعاني حاليا عزلة غير مسبوقة ستفضي حتما إلى تشتت و انفجار حتمي للأطروحة الانفصالية التي فضحت الأهواء و المكاسب الشخصية للانفصاليين ولساكني قصر المرادية .

 

إن اللجان التابعة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب، تقوم بدورها في تصحيح كل الممارسات الغير المرغوب فيها على التراب الوطني، وهو ما نالت عنه اعترافا حقوقيا أمميا لجهودها في صيانة الحقوق والحريات في المقابل عجزت الجبهة عن جلب إلى مصافها أفرادا للتظاهر والاحتجاج ولاستغلال حدث موت ابراهيو صيكا، بعد أن عرف صفها الداخلي في الأقاليم الصحراوية تشتتا وتشرذما نتيجة تضارب المصالح والأولويات، خصوصا بعد المؤتمر الأخير للجبهة الذي كرس وضعا سياسيا لا يتغير والدي عمر لمدة تزيد عن أكثر من 40 سنة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *