جهويات | هام

توبقال.. فضاء غابوي يساهم في المحافظة على التنوع البيئي والبيولوجي

يساهم المنتزه الوطني لتوبقال بالأطلس الكبير، التابع لإقليم الحوز، وهو منطقة رعوية وغابوية، في المحافظة على التنوع البيئي والبيولوجي، وفي تحقيق التنمية المستدامة التي تحترم التوازنات البيئية.

ويأتي مشروع “دعم وضع استراتيجية تشاركية لتدبير الموارد الطبيعية في منطقة الحوز والمنتزه الوطني لتوبقال” لتقوية معارف الفاعلين المحليين المعنيين بشأن الأهمية الايكولوجية والثقافية والتراثية والاقتصادية لهذه المنطقة، وكذا حول التنوع البيئي المحلي، ولإطلاعهم على المخاطر المحدقة بالموارد الطبيعية والحلول والميكانيزمات الواجب تبنيها.

وارتكزت أنشطة هذا المشروع حول أربعة محاور موضوعاتية، وهي تقليص استهلاك الخشب وتثمين الأعشاب العطرية والطبية والمحافطة على المناطق الرعوية والتنوع البيئي والبيولوجي، فضلا عن تحسين والرفع من عدد الأنشطة التي تقوم بها الجمعيات والفاعلون المؤسساتيون لفائدة الساكنة المحلية لحثهم على تقليص استعمال الخشب وإنعاش الطاقات المتجددة من خلال تجهيز البيوت والمساجد بلوحات شمسية ومقعرات محسنة بالنسبة للحمامات.

وتهدف هذه المبادرات أيضا إلى تشجيع غرس الشجيرات الغابوية وتطوير مختلف الأنشطة المنجزة بهذه المنطقة خاصة فيما يتعلق بالأعشاب الطبية والعطرية، حيث ساهم المشروع في تثمين هذه الأعشاب التي تسوق حاليا من قبل الساكنة المحلية، فضلا عن إنعاش والمحافظة على المؤهلات الايكولوجية والطبيعية لتقوية السياحة الايكولوجية وحث الفاعلين المحليين على تدبير الموارد الطبيعية.

وفي هذا الصدد، أوضح رئيس مركز التنمية لجهة تانسيفت السيد أحمد الشهبوني، أن هذا المشروع ساهم في تدبير الموارد الطبيعية بإقليم الحوز والمنتزه الوطني لتوبقال بشكل أفضل، مبرزا أن نموذج التدخل هم حوض المنتزه الوطني لتوبقال الذي يضم 12 دوارا بمنطقة “أغونديس” حيث ستساهم النتائج المحصل عليها في تحسين عملية التدخل بالمناطق الأخرى المجاورة للمنتزه وفي إقليم الحوز.

وأضاف السيد الشهبوني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الساكنة المحلية التي تمثل جماعة إيجوكاك والجمعيات القروية انخرطت بشكل مباشر في تفعيل هذا المشروع وتتبعه وتقييمه، مشيرا إلى أن هدف هذا المشروع هو تعزيز القدرات البنيوية القروية (الجمعيات واللجن ومختلف التمثيليات المحلية) من أجل تمكينها من المساهمة في تدبير الموارد الطبيعية بشكل ناجع والمحافظة عليها وتثمينها.

ومن ضمن الإنجازات التي حققها المشروع، هناك إحداث إطار تشاوري وتدبيري للموارد الطبيعية يضم جميع المتدخلين ليكون بمثابة صلة وصل لتطوير ميكانيزمات أخذ القرار والمرافعة في مجال المحافظة وتدبير الموارد الطبيعية.

كما ساهم المركز، يضيف السيد الشهبوني، في مشروع تكوين تقنيين محليين وأطر جمعوية وتجمعات قروية لتمكينهم من الوسائل الكفيلة بالمحافظة على البيئة الغابوية والزراعية (كاديفا)، موضحا أن هذا المشروع استفاد، في إطار مبادرة تشاركية مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر من دعم لغرس وتجفيف وتسويق المنتوجات المجالية.

يذكر أن مشروع “دعم وضع استراتيجية تشاركية لتدبير الموارد الطبيعية في منطقة الحوز والمنتزه الوطني لتوبقال”، الذي انطلق سنة 2003 ، واكبه مركز التنمية لجهة تانسفيت ودعمته وكالة التعاون الألمانية (جي تي زيد) وبرنامج التمويلات الصغرى التابع للصندوق العالمي للبيئة، والمديرية الإقليمية للفلاحة بالأطلس الكبير والمنتزه الوطني لتوبقال وإقليم الحوز.

تجدر الإشارة إلى أن الهدف من إحداث المنتزه الوطني لتوبقال بالأطلس الكبير سنة 1942 ، والذي تبلغ مساحته 38 ألف و470 هكتارا، هو المحافظة على غابات البلوط الأخضر والعرعار الفواح بجهة مراكش، وعلى المناطق الجذابة بالسفح الجنوبي، من بينها بحيرة إفني، بالاضافة إلى المحافظة على وحيش المنطقة والنباتات التي تتوفر عليها والمتميزة بغناها وتنوعها.

واستطاع هذا المنتزه بفضل الجهود التي قامت بها المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، المساهمة في السنوات الأخيرة في المحافظة على التنوع البيولوجي بأعالي الجبال، وفي التنمية الجهوية والمحلية، والنهوض بالسياحة المستدامة والايكولوجية، وتحسيس العموم بضرورة الانخراط في مختلف المبادرات الرامية إلى حماية البيئة، وتبني أنشطة لإعادة الاعتبار للفضاءات وأنواع الحيوانات، وضمان التوازن بين الإنسان والطبيعة، وتطوير البحث العلمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *