مجتمع

أهم الاختراعات التي غيرت تاريخ البشرية ومصيرها

منذ بداية الحياة على الأرض، والبشر يحاولون التكيُّف مع البيئة التي يعيشون فيها بشتى السبل الممكنة. والمثل المشهور يقول “الحاجة أم الاختراع”، ففي سعي البشر نحو التكيف مع البيئة المحيطة، والاستفادة منها؛ قاموا بابتكار آلاف الاختراعات؛ لكي تصبح حياتهم أكثر سهولة.

وكان اكتشاف النار أو اختراعها قبل 125 ألف عام من الآن، بحسب بعض الدراسات، أول خطوة ثقافية للإنسان في فهم العالم واكتشافه وترويض الطبيعة، فقد صار طهو الطعام بفضل النار ممكناً، وصار بإمكان البشر الحصول على تدفئة في الطقس البارد.

وتاريخ البشرية مليء بالاختراعات، ولكن ليس لكل الاختراعات القيمة نفسها، فهناك اختراعات انتهت فائدتها، وفقدت أهميتها بمجرد ظهور ما هو أفضل منها، وأكثر تطوراً عنها، ولكن هناك اختراعات كانت، وما زالت تؤثر في حياة البشر، ولا يستطيعون الاستغناء عنها، مهما مر من سنين على ابتكارها.

والقائمة القادمة تتضمن أهم وأكثر الاختراعات تأثيراً في حياة البشر على مر العصور:

 

الورق:

لولاه لما استطاع البشر حفظ تراثهم، وعلومهم على مدى الزمن، إنه الورق، اخترعه الصيني “تساي لون” في العام 105 بعد الميلاد، مستخدماً سيقان نبات البامبو، بالإضافة لاستخدام لحاء الشجر لتقوية هذا الورق البدائي.

واستخدم تساي لون الورق في المراسلات، وأمور التجارة الخاصة بعمله كمسؤول عن الخدمات العامة بالإمبراطورية الصينية وقتها.

انتقل الورق بعد ذلك إلى العرب وأوروبا، من خلال رحلات التجارة، وغيرها من وسائل الاحتكاك، والتعامل مع الصينيين.
وفي القرن الـ16، تم صناعة الورق من لب الخشب بدلاً من استخدام خيوط القطن، وكان لذلك أكبر الأثر في تقوية، وازدياد متانة الورق، وبالتالي انتشار استخدام الورق عالمياً.

 

الطباعة:

إذا كان الورق قد أسهم في الحفاظ على التراث البشري من الضياع، فإن الطباعة هي الأداة الأهم في تخليد هذا التراث، فلا يمكن ذكر الورق بدون ذكر اختراع المطبعة. وكان الألماني يوهان جوتنبرج صاحب الفضل في اختراع آلة الطباعة في العام 1440.

واستخدم جوتنبرج أنواعاً خاصة من الحبر، والرصاص، والقصدير للطباعة، كما توصل جوتنبرج لطريقة تساعد في تحويل الحبر من حالته السائلة إلى كلمات مطبوعة على الورق. وكان لاختراع جوتنبرج أكبر الأثر في نشر المعرفة، والعلوم المختلفة في العالم، وجعلها متوفرة دون عناء.

ففي بداية اختراعها، كانت الآلة تطبع أكثر من 3000 صفحة يومياً، وبحلول عام 1600 كانت مطابع جوتنبرج، التي انتشرت في أوروبا بشكل واسع وقتها، قد أسهمت في طباعة ما يقرب من 200 مليون كتاب.

العجلة:

لو لم تكن العجلة موجودة لعانى البشر أشد المعاناة في قضاء أبسط الأمور، فبدونها كانوا مضطرين للذهاب إلى أي مكان على الأرض سيراً على الأقدام، ولولاها لما استطاع الإنسان نقل الأحمال الثقيلة التي لا تستطيع الدواب أن تحملها ، ولذلك كانت العجلة واحدةً من الاختراعات التي أحدثت ثورةً في تاريخ البشرية.

من الصعب تحديد متى تم اختراع العجلة، لكن أغلب الآراء ترجح أن العجلة ظهرت في القرن الرابع قبل الميلاد (فيما بين عام 3500 و3000 قبل الميلاد)، حيث تم العثور على عربة الجر بها عجلات في بولندا.

وكانت أكبر العقبات في طريق استخدام العجلة هي كيفية جعل محورها الثابت يتصل بإطارها المتحرك، وبعد محاولات استمرت لسنوات، نجح البشر في استخدام العجلة.

وأسهم اختراع العجلة في اختراع السواقي، التي تم استخدامها فيما بعد في توليد الطاقة، وتشغيل التوربينات.

 

المحرك:

الاختراع الذي غيَّر حياة البشر للأبد، هو المحرك. وقد بدأت أولى محاولات اختراع محرك في أواخر القرن الـسابع عشر؛ حيث حاول توماس سافري، وتوماس نيوكامن استخدام البخار المتكثف، الناتج عن غليان المياه في توليد الطاقة، إلى أن جاء جيمس وات عام 1765 ونجح في اختراع المحرك ذي الاحتراق الداخلي.

وكان لاختراع جيمس وات أثر عظيم في حياة البشر، حيث كان اختراعه نواة الثورة الصناعية، وأساس قيام المصانع الكبرى.

 

البوصلة:

بدونها، لما نجح البشرُ في اكتشاف العالم، إنها البوصلة، التي اخترعها الصينيون في القرن الـرابع عشر. واستخدم الصينيون في صناعة البوصلة حجر المغناطيس. وكما هي الحال في الورق انتقلت البوصلة بعد ذلك إلى الغرب وأوروبا، والعرب من خلال الرحلات التجارية.

وكان اختراع البوصلة نقطة تحول في تاريخ البشر؛ حيث أسهمت في إطلاق حملات لاستكشاف العالم، بجانب زيادة الاحتكاك بين الشعوب المختلفة من كل أنحاء الأرض. حيث ساعدت البوصلة كريستوفر كولومبوس، وماجلان في استكشاف العالم المجهول وقتها بالنسبة للبشر.

كما كان للبوصلة دور رئيسي في الحملات البحرية الاستعمارية لإسبانيا، والبرتغال، وهولندا في العالم الجديد (أميركا الشمالية والجنوبية)، وإنشاء مستعمراتهم هناك.

البنسلين:

الاختراع الذي أنقذ البشرية من العديد من الأمراض هو البنسلين، ففي عام 1928 اكتشف العالم الاسكتلندي ألكسندر فلمنج البنسلين، الذي أصبح بعد ذلك واحداً من أهم المضادات الحيوية المُستخدمة في علاج العديد من الأمراض مثل: مرض الزهري، والسل، وغيرها من الأمراض.

كما تحول البنسلين لواحد من أهم الأدوية التي يجب على الجنود في الحروب تناولها لتجنب الالتهاب الرئوي، واستخدمه الجنود في الحرب العالمية الثانية.

المصباح الكهربائي:

الاختراع الذي لم يجعل البشر مجبرين على العمل في ضوء النهار فقط، إنه المصباح الكهربائى.

في عام 1800، قام العالم الإنجليزي هامفرى دافي باختراع أول مصباح كهربائي (بشكل بدائي)، ولكن إضاءته لم تكن تدوم لفترات طويلة، ثم جاء الأميركي توماس إديسون في عام 1879 وقام بتطوير المصباح الكهربائي. وفي البداية كانت إضاءة مصباح إديسون لا تدوم أكثر من 40 ساعة، ولكنه طوره ليصل إلى 1500 ساعة متواصلة من الإضاءة.

بعد ذلك، أصبح المصباح الكهربائي جزءا أساسياً من حياة الناس، فلا يكاد يخلو منزل، أو شارع، أو أي مكان عمل من مصباح كهربائي.

الإنترنت:

يرى الكثيرون أن الكمبيوتر هو أهم اختراع في القرن العشرين، لكن بدون الإنترنت لم يكن الكمبيوتر ليحظى بقيمته وفائدته بالنسبة لنا الآن. فالإنترنت لم يقرب البشر من بعضهم البعض فقط، لكنه جعل بإمكان أي شخص فعل ما يريد، والحصول على أي شيء.

ظهر الإنترنت بشكل بدائي في العام 1969، حيث قامت مجموعة من علماء الكمبيوتر بتطوير شبكة تتواصل من خلالها أجهزة الكمبيوتر ببعضها في وزارة الدفاع الأميركية، وأطلقوا عليها اسم “ARPANET“. ثم قام العالم الأميركي لورانس روبرتس بتطوير تلك الشبكة، لتصبح فيما بعد نواة لشبكة الإنترنت.

ثم جاء الأميركي تيم بيرنرز لي عام 1991 واخترع نظام http المُستخدم الآن مع كل مواقع الإنترنت. وفي عام 1992 تم تصميم أول متصفح للإنترنت، وكان هذا المتصفح من الأسباب الرئيسية لزيادة مستخدمي الإنترنت في العالم إلى ملايين البشر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *