متابعات

لماذا سارع المغرب إلى دعم المعارضة في فنزويلا؟

أبدى المغرب تأييده لرئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية، خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد.

وذكر بلاغ صدر الثلاثاء عن الخارجية المغربية أن وزير الخارجية المغربي أبلغ غوايدو “دعم المملكة المغربية لكل التدابير المتخذة من أجل الاستجابة للتطلعات الشرعية للشعب الفنزويلي للديمقراطية والتغيير”.

ونقل البلاغ عن خوان غوايدو تأكيده خلال هذه المباحثات على “إرادته لاستئناف علاقات التعاون بين المغرب وفنزويلا على أسس سليمة وواضحة، ورفع المعيقات التي حالت دون تطورها”.

عامل نزاع الصحراء 

يبرر أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، خالد يايموت، موقف المغرب بتوقع وقوف المعارضة الفنزويلية “حاجزا أمام مصالحه الاستراتيجية عند وصولها إلى الحكم” في حال لم يدعمها بها منذ البداية.

ويرى الأستاذ الجامعي أن المغرب عانى كثيرا من نظام رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو، موضحا أن الأخير كان له موقف مخالف للطرح المغربي في قضية الصحراء.

في المقابل، تتبنى المعارضة الفنزويلية، وفق يايموت، موقفا مختلفا بشأن ملف الصحراء.

ويقول المتحدث: “المعارضة تتبنى هذا الموقف منذ سنوات في نشاطها السياسي، وليس مستبعدا أن تسحب اعتراف فنزويلا بالبوليساريو إذا وصلت إلى السلطة”.

ويضيف يايموت عاملا آخر يفسر موقف المغرب من وجهة نظره، يتجلى ذلك في “محاولة المغرب الانسجام مع حلفائه الإقليميين والدوليين الذين يتبنون الموقف نفسه” بدعم غوايدو، خاصة فرنسا والولايات المتحدة الأميركية.

“موقف المغرب يأتي أيضا في سياق تغييره لسياسته الخارجية، إذ كان قبل حوالي 10 سنوات ينأى بنفسه عن التدخل في بعض قضايا الدول الأجنبية، لكنه وعى أن عليه تبني موقف معين تجاه التحولات التي تشهدها الدول المهمة مثل فنزويلا، لأن تلك المواقف هي المحدد الرئيسي للعلاقات المستقبلية مع أي نظام جديد”، يستطرد المتحدث.

ويتوقع يايموت أن يكسب المغرب من هذا الموقف “شراكات جديدة مع قوى من منظومة جنوب أميركا”، على حد قوله، بالنظر إلى “الموقف السلبي الذي تتبناه هذه الدول من نظام مادورو”.

“إذا أراد المغرب أن يكسب حلفاء في تلك الرقعة الجغرافية، فعليه أن يتبنى آراءَ بلدانها في ما يتعلق بأحداث فنزويلا”، يردف المتحدث.

مصالح اقتصادية

أما مدير مختبر الدراسات الدولية في جامعة القاضي عياض بمراكش، إدريس الكريني، فيفسر موقف المغرب بسعيه إلى التأكيد على “رفضه للسياسات الفاشلة للحكومات الفنزويلية المتعاقبة، والتعبير عن اصطفافه إلى جانب الشعب الفنزويلي الذي اختار المعارضة”.

ويرى الكريني أن المغرب يريد كسب ودّ المعارضة الفنزويلية أيضا “للاستفادة من الموارد الطبيعية التي تزخر بها فنزويلا، وعلى رأسها النفط”.

ويضيف المتحدث: “من بين الأسباب الأخرى التي جعلت المغرب يؤيِّد المعارضة المواقف العدائية لنظام مادورو تجاه المغرب في ما يخص قضية الصحراء”.

ويعتبر الكريني أن ملف الصحراء يعد “مقياسا بالنسبة للمغرب لتطوير العلاقات مع الدول”، لذلك يرى أن “مسارعة المغرب للاعتراف بحكومة المعارضة أمر طبيعي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *