متابعات

حكاية ومصير أكبر مستشفى مغربي للأمراض الصدرية والتنفسية بإفريقيا      

يعتبر  مستشفى  بن صميم، بمنطقة ازرو باقليم افران، أكبر مستشفى لعلاج الأمراض الصدرية والتنفسية في القارة الإفريقية،خلال مرحلة الأربعينيات من القرن الماضي، شيد بموقع غابوي ضواحي قرية زاوية بن صميم، شمال شرق منطقة ازرو باقليم افران،عُولج به آلاف المرضى من مغاربة  وفرنسيين وأفارقة.

“مشاهد” زارت هده المعلمة، التي تحولت، إلى أطلال بعد تخريبها ونهب أجهزتها ومحتوباتها.ولم يبق منها سوى بنايات من 8 طوابق منها طابقين أرضيين، على مساحة حوالي 30 هكتار. يحرسها حارسين، تأكدنا فيما بعد أنهما تابعين لوزارة الداخلية.

ومن أجل  الوقوف على أسباب بناء هذه المؤسسة  الاستشفائية بهذا المجال الغابوي الجبلي، والأدوار التي  كانت  تقوم بها  وكيفية  تدبيرها وأسباب اغلاقها ومآلها؟. انتقلنا إلى مقر المصالح التابعة لوزارة الصحية والرعاية الاجتماعية بآزرو، حيث أدلى لنا  مصدرنا بالمعطيات الآتية:

بخصوص رواية البناء: إنه بعد فرض الحماية الفرنسية على المغرب، زار المنطقة مواطن فرنسي، كان يعاني من ضيق في التنفس، وبعد أن مكث بها مدّة أحسّ بتحّسن حالته ثم شُفي لاحقا،لكون علاج داء السل أنذاك كان يعتمد على الهواء والتغذية المتكاملة لتقوية جهاز المناعة، فقررت إدارة الحماية الفرنسية، بعد إجراء أبحاث، تشييد هذا  المستشفى لعلاج الأمراض التنفسية. والذي استغرقت عملية بنائه أزيد 10 سنوات من 1934 الى 1945و تطلبت أزيد من  3000 عامل بناء يعملون بشكل مسترسل بواسطة أفواج الليل والنهار.

وأضاف المصدر ذاته أنه إبتداء من 1945 شرع الطاقم الطبي،في عمليات العلاج،حيث كان يعمل به 32 ممرضا و4 اطباء متخصصين وطبيب رئيسي واحد، كلهم يقيمون بالمستشفى. وكان المرضى يأتون من كافة مناطق المغرب ومن دول افريقيا وفرنسا نفسها.

واوضح المصدر ذاته، أن هذه المؤسسة الإستشفائية، ونظرا لتواجد  المسلمين والمسيحيين بها قصد العلاج،توجد بها مساجد وكنائس وقاعة للسينما وشكلت نموذجا  للتسامح  الديني.

واسترسل المصدر نفسه قائلا: إنه نتيجة اعتبار التغذية  المتكاملة من عوامل العلاج بالمستشفى الى جانب الهواء النقي، كان المرضى يستهلكون أطنانا من اللحوم، وبكيفية مجانية.

وعن أسباب إغلاق هذا المستشفى التي تمت أواخر السبعينات من القرن الماضي،أكد لنا مصدرنا الطبي، أن الأمر يتعلق أساسا، باكتشاف الأدوية الناجعة لمعالجة داء السل، والتي اصبحت معها  الطرق والوسائل المعتمدة بالمستشفى غير ضرورية وباهضة التكاليف وتتطلب ميزانية ضخمة، مقدما نموذجا من قبيل قطاع التدفئة الذي وحده يكلف ميزانية المستشفى 200 طن من خشب التدفئة اسبوعيا، إضافة إلى تكاليف التغذية، أي ما يعادل شاحنة من اللحوم  اسبوعيا.

كما كشف ذات المصدر،انه بعد إغلاق المستشفى وتفويته لوزارة الداخلية، شكلت لجنة من الوزارة الوصية كلفت بالبحث عن  طرق إعادة تشغيل  هذه المؤسسة في إطار مشروع سياحي يعود بالنفع  على ساكنة  المنطقة.

وارتباطا بالموضوع، وحسب الإفادات التي حصلت عليها الجريدة، بمنطقة بن صميم ، فإن وزير الصحة آنذاك الرحالي، و المنحدر من منطقة عين اللوح، لعب دورا مهما  في انخراط  شباب المنطقة في قطاع السياحة، وتوزيعهم على مختلق مستشفيات المغرب.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *