ثقافة وفن

طانطان.. عرض مسرحية “بوريوس” ضمن فعاليات مهرجان العبور للمسرح

قدمت فرقة الدمليج للثقافات والفن، مساء أمس الجمعة، بطانطان، مسرحية “بوريوس” ضمن فعاليات مهرجان العبور للمسرح في نسخته الثامنة.

ومسرحية “بوريوس” التي تم عرضها بقاعة العروض بدار الشباب المسيرة، عمل سيكولوجي درامي يهتم بجوانب النفس البشرية ويعد بمثابة سفر روحي تتماوج فيه الأضداد النور / الظلام ، الحقيقة / الخيال ، الخير / الشر.

والمسرحية من تأليف عبد المجيد سعد الله، وإخراج وسينوغرافيا سامي سعد الله، والإدارة الفنية لأيوب بنهباش، وتشخيص كل من زينب زعبول، زكرياء حسني، سامي سعد الله، عبدالقادر الوردي، طارق مستقيم، والمهدي إيدري.

وعاش جمهور المهرجان طيلة 60 دقيقة، لحظات متعة جماعية خلال عرض مسرحية “بوريوس” التي أدتها بإتقان وحرفية عالية فرقة الدمليج للثقافات والفن .

وتتناول المسرحية، في قالب درامي فلسفي محبوك، البحث عن الحقيقة، أو بالأحرى رحلة نحو عالم مجهول، إنها رحلة بحث عن امرأة غير مرئية، فالميلودي الذي يعاني من اضطراب نفسي ووهمي يريد البحث عن زوجته “رهاب” وابنته، وسيساعده في ذلك صديقه “النوراني” الذي سيرافقه في رحلة البحث هذه حيث سيصادفان عدة صعوبات ومفاجآت.

وتبدو رسالة هذا العمل المسرحي واضحة وجلية لتبيان ما يدور في خاطر الإنسان ويمكن التعبير عنه بأدوات تعبيرية وأحاسيس إنسانية لفهم تناقضات المجتمع وتجلياته، فغاية الميلودي هو لقاؤه بزوجته رهاب، وغاية صديقه ومرافقه الروحاني هو علاج مرض رفيقه الميلودي من الاضطراب النفسي.

وهيمنت على العرض المسرحي أكسسوارات لها العلاقة بالموروث الثقافي المغربي من خلال خلق إشكالية فلسفية ووجودية في هذا العرض، حيث أصبح وجود الممثلين على الركح لا يكتمل إلا من خلال موسيقة كناوة وطقوس الحضرة والجذبة، وكذا ملابس تقليدية كلباس “القايد” و”الشيخ”.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال مخرج المسرحية سامي سعدالله، رئيس فرقة الدمليج للثقافات والفن، إن هذا العمل المسرحي يتناول داخل قالب درامي فلسفي البحث عن الحقيقة وطرح تساؤلات فلسفية ووجودية من طرف الميلودي كشخصية تعاني من اضطراب نفسي .

وأضاف أن المسرحية هي سفر روحي عبر الموروث الثقافي المغربي من خلال توظيف موسيقى كناوة والحضرة والملابس وكل ما هو روحاني ولغة جسدية وحركات تعبيرية نابعة من لاشعور الممثل، بالإضافة إلى استحضار تيمة “الشعوذة” من خلال شخصية “رهاب” وما تحمله من شر.

وأشار سعدالله، وهو حاصل على الماستر في علم النفس، إلى أن المسرحية “هي في الأخير قصة خيالية اشتغلت عليها عبر إسقاطات نفسية سيكولوجية”، مضيفا أن إعداد هذا العمل الدراماتولوجي تطلب منا وقتا طويلا أي منذ سنة 2019 سواء من حيث التأليف أو الحبكة الدرامية لاسيما وأنني اعتمد على الدراماتولوجيا أي الكتابة الركحية وذلك بعد أن تم تحويل نص المسرحية من نص أدبي إلى كتابة ركحية.

وقد تحاشى المخرج الإسهاب في ثنايا دلالات عنوان المسرحية “بوريوس”، تاركا للجمهور والنقاد حرية التأويل.

يشار إلى أن فرقة الدمليج للثقافات والفن (الدار البيضاء) تأسست سنة 2019 ، وهي عبارة عن مختبر للدراسات والأبحاث في فن الإبداع الذي يجمع بين العلوم الدرامية والعلوم النفسية أو فن العلاج النفسي الذي يعتمد على عناصر المواد الدرامية من حكي وتشخيص ومشاركة وبوح بالأحاسيس والمشاعر الداخلية.

وبالإضافة إلى “بوريوس” التي تم عرضها بالدالربيضاء، سبق للفرقة أن عرضت مسرحيتين هما “المجدوبية” (2018) ، و”طار لفريخ” (2021).

وتختتم، اليوم السبت، فعاليات مهرجان العبور للمسرح في نسخته الثامنة ، المنظم بمبادرة من جمعية العبور للمسرح والفنون الجميلة، بتنظيم ورشات حول “الماكياج الفني” و”إعداد الممثل” لفائدة الشباب والأطفال المهتمين بالمسرح، وعرض مسرحية “السباط” لجمعية منتدى أنفاي للثقافة والفن (أولاد تايمة)، لتختتم فقرات المهرجان بأمسية فنية تتخللها لوحات فولكلورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *