ثقافة وفن

كتاب لبويعقوبي يبحث في أصول “السنة الأمازيغية”

صدر للأستاذ الحسين بويعقوبي، الباحث بكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية، بأيت ملول (جامعة ابن زهر-أكادير)، ورئيس المختبر متعدد التخصصات في اللغات والديناميات الفنية والاجتماعية (LILDAS) بذات الكلية، كتابا يُعتبر الأوّل من نوعه في هذا الموضوع، حيث يطرح للتفكير احتفالات “ءينّاير”، المعروفة أيضا بتسميات أخرى مثل “حاكوزا” و”تابّورت ن ءوسكّاس” و”ءيخف ن ءوسكّاس” و”العام العجْمي” ثم تسمية “السنة الفلاحية”، المعروفة في يومية بوعيّاد الشهيرة، إيذانا بدخول رأس السنة الفلاحية.

سعى الكاتب من خلال مؤلفه الجديد للنّبش في الأصول البعيدة ل “ءينّاير” وعلاقته بالديانات التوحيدية، وكذا أشكال الاحتفال بهذه المناسبة في الأندلس، كما عمل على تفصيل الطقوس والمعتقدات المرتبطة بهذا التقليد، قبل أن يرتبط بالهوية الأمازيغية ويتم الاعتراف به رسميا يوم عطلة مؤدى عنه في الجزائر (2017) والمغرب (2023). وتكمن أهمية الكتاب في كونه يتجاوز طرح المعلومات المعروفة في الموضوع والمتوارثة أبا عن جدّ، وكذا العديد من المعلومات غير الصحيحة، إلى البحث في بعض الإشكالات المعرفية والعلمية من قبيل أصول التقويم الأمازيغي ومقوماته وأسماء أشهره، وطبيعة التأثير والتأثر مع التقويم اليولياني منذ 46 قبل الميلاد، قبل إصلاحه وظهور التقويم الغريغوري ابتداء من 1582، ثم علاقته بالتقويم الهجري منذ مجيء الإسلام لشمال إفريقيا، كما يطرح الكتاب سيرورة تحول هذه الاحتفالات من الاحتفاء بالأرض وخيراتها إلى الاحتفاء بالهوية الأمازيغية، نتج عنه التفكير في تحديد سنة بدايته (950 ق م)، خلقت نقاشا بين المؤرخين. وبعد أن أصبح “ءينّاير” رمزا هوياتيا، جعل العديد من الشعراء فيما بعد يتغنّون به باعتباره رأس السنة الأمازيغية الموافق ل 14 يناير ميلادي، كما جعلت منه جمعيات المجتمع المدني مطلبا ضمن مطالب الاعتراف بالهوية الأمازيغية منذ أواخر القرن الماضي، الشيء الذي تحقق في المغرب بقرار الديوان الملكي ليوم 3 ماي 2023 الذي يعترف برأس السنة الأمازيغية يوم عطلة مؤدى عنه مثل فاتح السنة الميلادية وفاتح السنة الهجرية.
اعتمد الكاتب على ما يقارب سبعين مرجعا من كتب ومقالات وأطروحات جامعية ومراجع إلكترونية إلى جانب خلاصات متابعاته الميدانية، وهو ما يجعل منه عصارة أهم ما كُتب في الموضوع، وبذلك يُقدم للباحثين المُهتمين لائحة بيبليوغرافية غنية تساعدهم في تعميق البحث في جذور وأصول السنة الأمازيغية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *