حال تدخل السلطات الأمنية بمدينة زاكورة، دون القاء عزيز غالي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان لعرض حول “الغلاء و الحريات بالمغرب الى أين؟”،كان من المنتظر تنظيمه مساء يوم السبت 9 يونيو 2023 ابتداء من الساعة السابعة والنصف مساء بدار الثقافة.
وقد حضرت القوات الأمنية بمختلف تلاوينها، وأكد رئيس فرع الجمعية بزاكورة ابراهيم رزقو للجريدة،”أنهم تقدموا بطلب الترخيص باستعمال مقر دار الشباب في الوقت القانوني وقاموا بكل الاجراءات المتعلقة بذلك،إلا أنهم تفاجؤوا بهذا المنع من استغلال قاعة دار الشباب الدي اعتبره خرقا سافرا للدستور و ضرب واضح للحقوق المدنية، مشددا على أن هذا الأمر يندرج ضمن مسلسل التضييق على الجمعية المغربية لحقوق الانسان في المغرب عامة وفي زاكورة خاصة “.
وتأتي هذه الندوة التي كان من المزمع تنظيمها، في اطار برنامج الجمعية المغربية لحقوق فرع زاكورة الهادف للاحتفال بمضي44 سنة على تأسيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان بالمغرب.
وبسبب المنع ،التجأ المنظمون للندوة الى مقر الكونفدرالية الديموقراطية للشغل بمدينة زاكورة ، الا ان انتقال الجماهير التي كانت تنوي الحضور للندوة من امام دار الشباب، الى مقر”كدش” رافقه “احتكاك” و”تدافع ” قوي بين باشا المدينة وقائدا الملحقتين الاداريتين بزاكورة من جهة و مجموعة من الاطارات السياسية والنقابية والحقوقية من جهة ثانية بسبب ما اعتبرته السلطة المحلية عرقلة للسير بالشارع العام، وكادت الامور ان تتحول الى “مواجهة”. حيث ظهر” ارتباك “و”تشنج”واضح لدى عناصر السلطة المحلية في تدبير هده اللحظة. في حين ابانت الاجهزة الامنية عن “تريث”و”تعقل” و”رزانة”في تعاملها مع الحدث من خلال “مراقبة وتتبع مختلف “الملاسنات بين الاطراف”مع الالتزام بعدم التدخل،ربما لكونها اعتادت مثل هذه الموافق خصوصا وانها صادرة من سياسيين وحقوقيين ونقابيين وأساتذة … تعرفهم جيدا.
وبمقر الكونفدرالية الديموقراطية للشغل بمدينة زاكورة،قام عزيز غالي بالقاء عرضه حول الغلاء وواقع الحريات بالمغرب ، حيث قام بشبه “تشريح مخبري” معزز بأرقام واحصائيات رسمية لواقع الحريات بالمغرب خصوصا بعد سنة 2017.والوضع الاجتماعي ( الصحة والحماية الاجتماعية واسعار الادوية والتشغيل ) بالمغرب وانعكاسات ذلك على مختلف شرائح وطبقات المجتمع المغربي، التي أجمع عزيز غالي على تاثرها سلبا من خيارات الحكومة باستثناء فئة الاثرياء.
وقد تفاعل الحضور مع عرض رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان، من خلال الحضور الكبير و المكثف والمناقشة الراقية و الجادة لما جاء في عرضه من افكار وقضايا .
وختم غالي عرضه بالتزام “اخلاقي”، انه ابتداء من شهر شتنبر المقبل، سيشرع في القيام بسلسلة من التكوينات لفائدة ساكنة زاكورة حول الحق في الصحة، على اعتبار ان التكوين يعتبر نواة العمل للدفاع عن الحق في الصحة وبديل عن النضال التقليدي حسب رأيه.
