متابعات

الغلوسي: ملف “كازينو السعدي” يحتاج لعصا سحرية لفك شيفراته

أعرب رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، محمد الغلوسي، عن تساؤلات همت أسباب تعطيل العدالة والقانون في ملف “كازينو السعدي”، وعدم صدور قرار محكمة النقض بعد أزيد من ثلاث سنوات من توصلها بالطعن في قرار محكمة الاستئناف.

وقال الغلوسي في تصريح ليومية “المساء”, إن قضية “كازينو السعدي” بمراكش، التي تورط فيها سياسيون كبار وآخرون، وأدينوا قضائيا من طرف غرفة الجنايات الاستئنافية بمراكش بعقوبات سجنية تصل إلى خمس سنوات سجنا نافذا، مازالت محكمة النقض تحتجزها لمدة تفوق ثلاث سنوات، مضيفا: “نحتاج حقا إلى عصا سحرية لفك شيفرات هذه القضية”.

وتفجرت القضية في وجه المستشار البرلماني عن حزب الاستقلال عبد اللطيف أبدوح، الذي شغل منصب رئيس بلدية المنارة جليز بين سنتي 1997 و2003، عقب شكاية رفعتها الهيئة الوطنية لحماية المال العام بمراكش عن طريق رئيس فرعها مراكش سابقا محمد الغلوسي، حول عملية تفويت للأرض التي يقوم عليها فندق السعدي المشهور بمراكش.

تم تشييد “فندق السعدي” من طرف “الشركة الشريفة للتشتية”، في الحي الشتوي بمراكش خلال فترة الاستعمار الفرنسي، بناء على اتفاق بين باشا مراكش التهامي الكلاوي والشركة الفرنسية على منحها 12 ألف متر مربع مقابل سعر رمزي قدره فرنك فرنسي واحد للمتر المربع.

ونصت الاتفاقية الموقعة سنة 1930 على أن تقوم الشركة بتجهيز منطقة الحي الشتوي، وعلى استرجاع مدينة مراكش ملكية العقار والبنايات والتجهيزات بعد 75 عاما على توقيعها، وهي المهلة التي انتهت سنة 2005.

غير أن مجلس بلدية المنارة قرر سنة 2001 في عهد الاستقلالي عبد اللطيف أبدوح، تفويت الأرض التي أقيم عليها “كازينو السعدي”، لأصحابه بثمن حدده في 600 درهم للمتر مربع، في الوقت الذي كان ثمن المتر المربع بالمنطقة يتجاوز مبلغ 15 ألف درهم.

واندلعت الشرارة الأول للقضية، على يد الجماعي لحسن أوراغ، عندما سرب إلى الصحافة شريطا صوتيا ينقل بعضَ تفاصيل كواليس عملية التفويت والحديث الذي دار بين أطراف “الغنيمة”، حيث يتحدث الرئيس عبد اللطيف أبدوح في الشريط، رفقة بعض نوابه وأعضاء في المجلس، عن كيفية تدبير هذا الملف بطريقة “تُرضي” الجميع و”تعود بالنفع عليهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *