منوعات

رمضان في مصر..ليس المسلسلات من تنصع “البوز”، ولكن فتاوى مفتي الديار

يبدو أن الاثارة والتشويق في شهر رمضان الكريم بمصر لاتتوقف عند الدراما الرمضانية إذ يبرز نجم المشايخ والعلماء بتصريحاته وفتاواه والترند في السباق الرمضاني هذا العام للشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عبر برنامج “نور الدين” والذي يبث على فضائية CBC، وتقوم فكرته على حوار مفتوح يجريه الشيخ مع الحضور من الأطفال والكبار، حيث يستمع لأسئلتهم حول الله والدين، ويتناول مشاكل الناس الحياتية ويرد على استفساراتهم بكيفية التغلب عليها.

في تاريخ مصر القديمة، لعب الدين دورًا محوريًا في حياة المصريين وفي هويتهم الوطنية. وكانت المعتقدات الدينية جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية والثقافة المصرية. ولم يقتصر دور الدين على العبادة فحسب، بل ألقى بظلاله على السياسة والاقتصاد والفن والأدب. وأدرك المصري القديم أن الآلهة قد نظمت الكون وكان لكل فرد مكانه في ذلك النظام منذ ميلاده وحتى بعد مماته.

فتاوى مثيرة للجدل للشيخ جمعة

وكان من أبزز الفتاوى التي اثارها الشيخ على جمعة ببرنامجه: أن “دخول الجنة لا يقتصر على المسلمين فقط، بل يدخلها أصحاب الديانات الأخرى طالما كانوا موحدين بالله ،كما أنه أفتى بجواز وجود الصداقة بين المرأة والرجل بشرط أن تكون علاقة عفيفة، وخالية من المحرمات والأسرار، كما أن العلاقة بين الجنسين طبيعية في مرحلة المراهقة إذا كانت بعلم والد الفتاة، وفقا لرأي الشيخ .

وتطرق جمعة لموقف الدين من ملابس النساء بغرض السباحة :” إن البوركيني أفضل من البكيني، وأن المكياج جائز لأنه تجميل وليس تغييرً لخلق الله ويمس سطح الجلد فقط وليس طبقاته وكذلك الحال في الوشم إذا امتد للدم فهو حرام وإذا كان ظاهريا فلابأس فيه”.

ويعرف الشيخ علي جمعة بدعمه الكبير للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منذ الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، ووصفه لمعارضي الانقلاب العسكري في مصر بالخوارج، وله جملة شهيرة بوصفهم “عالم نتنة ، ريحتهم وحشة، طوبى لمن قتلهم وقتلوه” وهي فتوى أثارت جدلا باعتبارها تعطي الضوء الأخضر للنظام بتصفية معارضيه، باعتبارهم فئة ضالة وخوراج ويستباح دمها.

ومن أغرب فتاواه كذلك اعتبار طاعة السيسي من طاعة الرسول الكريم، ويبني فتواه هذه على الحديث النبوي الذي جاء فيه أن الرسول قال “من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني”، ويضيف:” إذا كان الأمير هو رأس الدولة، والرئيس السيسي في منزلة الأمير فلابد من طاعته”.

ومن أكثر الآراء غرابة التي وردت على لسان الشيخ علي جمعة وهو الرجل الذي شغل منصب مفتي الديار المصرية سابقا، ويعد من أرفع المناصب الدينية في مصر، هي فتواه التاريخية بزعمه أن جد ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث هو من آل بيت رسول الإسلام محمد عليه السلام، وتعود القصة – وفقا للشيخ إلى رجل جاء من آل هاشم إلى إنجلترا وكان لا يسمح لأي شخص آنذاك أن يعتنق الإسلام، ويشهد أن لا اله إلا الله، فتم كشفه وعذبوه وأجبروه على ديانة النصرانية، فعاش بعدها وتزوج وملكة بريطانيا إليزابيث هي حفيدته.

وأفاد الشيخ جمعة أن هذا الجد المسلم للملكة اليزابيث كان هاشميا ( نسبة لآل هاشم) ولكنه قد يكون ترك الإسلام ظاهريا بعد تعرضه للتعذيب الشديد، ولم يتسن لنا التأكد من صحة الواقعة تاريخيا.

وللشيخ جمعة فتوى لاتقل طرافة عن هذه القصة فيما يخص حكم الحشيش والأفيون ويرى أن كلاهما من الأشياء الطاهرة التي لا تنقض وضوء متعاطيها، ويفضل المضمضة للفم قبل الصلاة لكنها لا تفسد الوضوء، أما الذي يصلي وفي جيبه أفيون أو حشيش فصلاته صحيحة، لكن الأمر يختلف عند شارب الخمر فيجب عليه غسل فمه بالماء جيدا لأن الخمر شيء نجس. وإذا كان في جيبه زجاجة خمر فصلاته باطلة والحرمة شيء والطهارة شيء آخر.

ومن الطريف أن المسلسل الأكثر جدلا في الموسم الرمضاني هذا العام جاء باسم الحشاشين، بطولة الفنان كريم عبد العزيز، ويتناول قصة حسن الصباح الملقب بشيخ الجبل وقيل أن سبب تسمية هذه االجماعة يرجع إلى استخدامهم نبات الحشيش في جذب الاتباع وايهامهم بأنهم يذهبون إلى الجنة.

وتداول مستخدموا مواقع التواصل الاجتماعي فتوى سابقة للشيخ في أغسطس الماضي خلال درسه في سلسلة بعنوان “الأتيكيت الإسلامي” قال فيه:” إنه على الرجل الاتصال بزوجته قبل الرجوع إلى المنزل، لعلها تكون مع أحد الرجال فيعطيه فرصة للانصراف” وهو ما ادى لهجوم شديد عليه باعتبار هذا الرأي مخالف للفطرة والتقاليد المجتمعية، لكن الشيخ رد على هذا الهجوم في بيان إعلامي أكد أن المقطع مجتزء من سياقه وكان اثناء درس له في مسجد السلطان حسن منذ أكثر من عشر سنوات، وهناك من استغل المقطع لما يخدم هدفه المريض وروج لها بشكل يوحي بالدياثة.

وأثارت فتوى سابقة للشيخ جمعة فيما يخص النظر للمرأة المتبرجة جدلاً واسعًا حيث قال “لا يأثم الرجل عند النظر إلى المرأة المتبرجة لأنها أسقطت الرخصة التي منحتها الشريعة الإسلامية لها “. بينما المرأة المحجبة لها رخصة ولا يجوز النظر إليها إلا بإذنها، وفقا لتعبيره. كما اعتبرت فتواه بأن الزواج يكون أيضا صحيحا بدون ورقة رسمية أو مأذون ويستمر 3 أيام دون شهود لحين الإشهار وإلا بطل بعد ذلك” معتبرًا أن “الإشهار في الزواج يقع باثنين فقط”.

أفتى جمعة بأن ارتداء المرأة المسلمة للنقاب في بلد أجنبي لا يصح مفسرًا ذلك من غير عادة أهل البلد، الأمر الذي قد يُسبب مشكلة سياسية. فعادات البلد الذي نقيم فيه هي التي ينبغي أن نستند إليها” مستشهدًا بالإمام مالك ” حتى لاتعتقد المنتقبة في بلد لا نقاب فيه أنها تفعل أدين من قرينتها”.

أضاف جمعة أن النقاب هو عادة ناتجة عن أصوات من شرق البحر الأحمر ( يقصد أهل الجزيرة العربية) تقدم العادات على أنها عبادات مؤيدة بنصوص من التراث وليس من المذهب النبوي.

إن الذكر يشعل القلب، ولذا فمن المحبب عدم شرب الماء فورًا بعد الذكر لمدة ثلت ساعة حتى تنعقد حرارة الذكر فى القلب بالماء. وأكد إنه يستند في فتواه إلى أن تجربه قام بها أثبتت أن مرددي الذكر كثيرا إذا شربوا الماء بعد جلسة الذكر تنطفئ حرارة الذكر والإيمان في قلوبهم ،مبينًا أن التجربة تعد أحد مصادر الفتوى لأنها مستقاة من الوجود الذي هو أحد مصادر المعرفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *