جهويات

توقيع الحماية على إفني والصحراء..إفضن يكتب: حقيقية “سايس” أبريل

اليوم تحل ذكرى توقيع الحماية على افني والصحراء في 6 ابريل 1934، ونظرا لأهمية الحدث الذي يتجاهله المؤرخون المغاربة والاسبان على حد سواء في إطار توجيه التاريخ بما يتماشى مع مصالح دولهما ، وحتى نفهم ثقل الحدث لابد من التذكير بمايلي :
اولا ، “سايس” ابريل ، كما يلقبه الاسبان نسبة إلى يوم 6 ابريل إلى درجة أنهم مازال الاسم يذكر لأهم شوارع مدينة افني ، ولأن سايس ابريل ترتبط باتفاق الحماية ليس فقط على افني بل على افني والصحراء ، وهو ما يحتاج منا سرد معلومات كثيرة لا يتسع المقال بذكرها، تم نشرها مؤخرا من بقايا الارشيف العسكري الاسباني ، وسنقتصر فيها فقط عن الأهداف التي كانت وراء توقيع الحماية على الصحراء من افني ، تم عن سر تواطؤ الجنرال فيرناندير في مقتل أحد وسطاء الباعمرانيين مع الاسبان ورميه في البحر، وايضا بمباركة من بشرايا ماء العينين ، وخاصة وأن الهدف كان هو اعتبار طرفاية جزءا من الأرض المفقودة ” تروميت “، أو سانتا كروز دي لمار بيكنيا ..غير أن وقوع معركة “تاولكت “، ستكون مناسبة للتواصل مع امازيغ كناريا، بمباشرة المحادثات مع كباس والاتفاق على خروجه لتوقيع اتفاق الحماية 6 ابريل 1934 بامزدوغ ، وهو مكان يعني وجود مدشر يسكنه سكان قبيلة امستيتن والمعرف في وثائقه ب ( ملك بي اضرفان، أو ابي الخطوط )، وحيث إن الاتفاق وما تضمنه كان في عين المكان بحضور زعماء القبائل السبعة ومن ضمن ماجاء في الوثيقة احترام أعراف القبائل وعادتها، وتقاليدها …
ثانيا : حكاية 6 ابريل ، وعلاقتها بالحماية الإسبانية على الصحراء ، فهي ترتبط باتفاق تطوان بعد هزيمة الجيش المغربي في معركة تطاوين 1860 ومن بين شروط الاتفاق ، البند الثامن الذي نص على منح السلطان عبد الرحمان بن هشام جيب سانتكروز دي لامار بكينايا، أي افني، إلى الاسبان مقابل التنازل عن الغرامة المالية التي فرضت على المخزن المغربي آنذاك من جراء تحميله مسؤولية الحرب، ولأن هذا البند لم يتم تنفيذه ولا التطرق إليه إلا بموجب الاستعادنة به من طرف الملك الراحل الحسن الثاني ، حيث تم تسليم افني بناء عن نفس البند سنة 1969..ولأن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن ويجعل منطق التاريخ يفرض نفسه: هو لماذا لم يتأت للاسبان الوصول إلى جيب افني أو سانتكروز دي لامار بيكنيا الا في 1933 ، ثم لماذا تم تسليم افني سنة 1969 على ضوء البند الثامن المرتبط باتفاقية تطوان سنة 1860؟ وفي هذا الإطار من حقنا أن نتساءل كيف تم فصل افني عن الصحراء في ملف الأمم المتحدة ..أسئلة كثيرة، والقائم أن ايت باعمران كانت قوة على طول ساحل المحيط الاطلنتي، ولها علاقات مع دول مرت من هناك في ظل ما عرف بالاكتشافات الجغرافية ..
ثالثا: تبقى ذكرى 6 ابريل حقيقة لا مفر منها خاصة للاسبانيين بحكم أن طمسها ومحاولة تجاوزها ينم عن بعد ديني وعرقي، خاصة وأن الاتفاق مرتبط بالجنرال كباص ذي الأصل الكونشي الأمازيغي ، والذي تم اغتياله بسجن بمدريد من طرف فرانكو بعد أن أظهر ميولاته من عاصمة الصحراء افني ، وكان يخطط للانقلاب على توجهاته ، وتبقى سايس ابريل في المتخيل الاسباني وصمة عار على عنصرية الاسبان خاصة وأنهم مازالوا يرفضون رفع السرية على أزيد من عشرة الف وثيقة سرية تخص المنطقة …ذكرى 6 ابريل تخص امازيغ الصحراء ورصيدهم في مجابهة قوى إقليمية ، غير أن هذه الحماية على الصحراء بدءا من إقليم افني سيتم الالتفاف عليها من طرف توجهات متطرفة، حيث تم تسخير التيار السلفي والبعثي للقضاء على خيرة الرجال في ايت باعمران بدعوة تجنيس ايت باعمران 1947، وتسبب ذلك في القضاء على وجودهم بتفكيك مرجعيتهم وقبائلهم، وبعد ذلك تم توزيعها إداريا بعد تسليم إقليم افني إلى المغرب بين عمالتي گلميم وتزنيت …
اجمالا، يبق حدث 6 ابريل رصيدا تاريخيا مهما ، يجعلنا اليوم نتساءل عن سر توقيع اتفاقه ، وعلاقته بالمجاعة وداء السل ، وبين هذا وذاك ، نستحضر تواطؤ الاسبان والفرنسيين في طمس مقتضيات الاتفاق ، خاصة بعد زرع فتنة عريضة التجنيس ، وتحديد الحدود الموروثة عن اسبانيا، والعمل على إسقاط المنطقة في حرب ضروس بدعوى أنها كانت نواة القومية البعثية …


بقلم: عمر افضن

باحث في التاريخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *