ثقافة وفن

برامج رمضان على القناة الأمازيغية..هجوم متحامل على الخيار الإصلاحي للمدير الجديد

عادة ما يفتح النقاش أكان إيحابيا أو سلبيا غداة كل إعلان عن البرامج التلفزيونية لقنوات القطب العمومي، المنتقاة من قبل اللجنة المكلفة للبث في طلبات العروض المقدمة من قبل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون “Snrt” ، نقاشات تتفاوت حدتها سواء من حيث مضمونها وأساليب تبليغها خاصة فيما يتعلق ببرامج شهر رمضان، والتي تعرف كل سنة تباينا في الأراء و التحاليل من قبل الإعلاميين و النقاد و عامة الجمهور…وهو أمر صحي لكل إنتاج إعلامي بغية الوقوف على مكامن الخلل للرقي به نحو الأفضل وتحقيق نسبة مشاهدة عالية في زمن تطبعه المنافسة الشرسة.
المتتبع لما يروج حول القناة الأمازيغية الثامنة، خاصة خلال هذا الشهر المبارك سيرى عكس كل ما سبق فهو خارج عن كل القواعد المعروفة في نقد أي مننتوج إعلامي كيفما كان نوعه، إلى كونه هجوم غير بريء و مجاني مدفوع بخلفيات لجهات لم يعد يروقها الخط والطريق الجديدين لهذه القناة، والذي إختارهما مديرها الجديد عبد الله الطالب علي منذ تعيينه بداية السنة الماضية خلفا لسابقه المحال على التقاعد.
فمسؤولو دار البريهي الذين وضعوا ثقتهم في إبن الدار لم تكن وليدة الصدفة بل بناءا على ما راكمه الرجل من خبرة و مهنية أزيد من ثلاثين سنة في القطب العمومي خاصة منه الإعلام الأمازيغي السمعي والبصري، فكانت رغبة الذين عينوه مديرا للقنوات الأمازيغية إذاعة وتلفزة تحسين جودة منتوج القناة الامازيغية وإعطائها نفسا جديدا، وهو ما وضعه الطالب علي ضمن استراتيجيات مهمته الجديدة منذ الوهلة الأولى من تعيينه، مسلحا في ذلك بتجربته الكبيرة وخزانه المعرفي والمعلوماتي بخصوص كل ما يخص الإعلام العمومي والأمازيغي منه بالتحديد، وما راكمه من معطيات طيلة 13 سنة من إنطلاق القناة الثامنة، فكانت القراءة المثأنية و العميقة لشبكة برامج القناة وتجديدها وفق الإمكانيات المتوفرة أولى خطواته في عملية الإصلاح التي باشرها عبد الله الطالب علي، خطوة ثمنها الجميع من داخل ال”snrt” وخارجها من المهتمين بالاعلام الأمازيغي مبدين دعمهم لذلك، كما انخرطت لجنة إنتقاء البرامج الخارجية في هذه الدينامية الجديدة بكل جدية و مسؤولية، فكانت معركة التنويع و التشبيب والتجديد على مستوى البرامج الرمضانيه وكدا إعادة النظر في البرامج التي تجدد وتمدد لها عقود الإنتاج خارج طلبات العروض، و تشجيع المقاولات الشبابية التي تتوفر على طاقات و كفاءات تقنية وفنية و إبداعية خريجة أعلى المعاهد المخصصة لذلك من أجل إعطائها فرصة إستثمار مخزونها الإبداعي، كل هذا شكل خيار لا محيد عنه للمدير الجديد عبد الله الطالب علي و لإدارة الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة..
فشكلت شبكة البرامج الجديدة لقناة تمازيغت قفزة نوعية حين لامست طموحات وتطلعات مختلف شرائح المجتمع محققة نسب متابعة قوية والدليل على ذلك ملايين المشاهدات المسجلة على قناة يوتوب الخاصة بقناة تمازيغت والتي لم تكن تتوفر عليها الثامنة الى حين قدوم المدير الجديد والذي أشرف على إنشائها جاعلا لها مكانا في وسائل التواصل الإجتماعي، وهذه المسألة أيضا أزعجت بعض المتعاملين مع القناة والذين كانوا يستغلون إنتاجات القناة بدون حسيب أو رقيب لفائدة حساباتهم.
هذا النهج الجديد عرض قناة تمازيغت في رمضان هذه السنة لهجوم جبان وحملة مسعورة استهدفت كل من مديرها و لجنة الانتقاء بغية خلخلة و زعزعة خطوات الإصلاح التي سار فيها ربان القناة وكانت سدا منيعا أمام الراغبين في بقاء الأمور على ماهو عليه والسائرين في فلكهم ممن جعلوا من القناة الثامنة بقرة حلوب لا أقل ولا أكثر.

عمر المفضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *