مجتمع

إبراهيم .. ذاك البسيط الذي يجاهد لتكون تافروات في أبهى حلة

اسمه إبراهيم وينحدر من دوار اكلاكال بنواحي تافراوت.. يشرع في عمله المعتاد كل يوم في الساعات الأولى من الصباح، ويقتصر على جمع كل النفايات المتطايرة بجنابات الحاويات البلاستيكية  “البركاصات “، وهو عمل جعله يكسب احترام الجميع بتافراوت.. أجرته قليلة جدا، حتى إنها لا تتعدى بضع دريهمات تضمن له العيش وليس رغده، مع أسرته الصغيرة المتكونة من أربعة أفراد.

يقطع إبراهيم شوارع المدينة النائمة في أحضان الأسد الذي يطل عليها عبر ما تبقى من مرتفعات الأطلس الصغير، ولا يأبه بالحر والقر والشتاء والصيف والشروق والغروب.. سألناه عن تيفاوين فقال نحن من يصنعها، نحن من يزين المدينة مع مطلع كل صباح، نحن من يسهر على جمع الأزبال والنفايات..

كان كلامه سريعا إلى حد أنك تظن نفسك أمام آلة لطحن الكلمات، فلا يبدأ جملة بمعنى ولا يختم أخرى بمدلول، فقط شذرات من الكلمات المتقاطعة التي يجب على المستمع ترجمتها وملأ الشبكة بها حتى يتضح المقصود والمغزى، فإبراهيم هذا إنسان رضع البساطة أبا عن جد، وتشبع بقيم الجمال والنظافة، محاولا بدوره أن يضع بصمته في مدينته وهي على أهبة استقبال الضيوف لحضور فعاليات الدورة الثامنة من فيستيفال تيفاوين.. فهنيئا لتافراوت بسواعدها وهنيئا لإبراهيم بإيمانه برسالته التي يجب على المسؤولين أن يفهموها، ويعملوا على تحسين وضعيته المادية، خاصة وأنه يبدو عليه بعض الاضطرابات النفسية التي تحتاج عناية خاصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *