وطنيات

ضيوف كولحسن: الأحزاب رسبت في امتحان “ديبلوماسية الصحراء”

أجمع ضيوف جامع كولحسن في برنامج “مباشرة معكم”، ليلة الأربعاء، على أن الدبلوماسية التي تمارسها الأحزاب في قضية الوحدة الترابية مازالت تحتاج إلى مزيد من الدفع بميكانيزماتها لمسايرة التطورات الحاصلة في الملف وخاصة في ظل ما اعتبره الملك محمد السادس بأن “الأعداء يتحركون بسرعة كبيرة “.

وخلال تدخلات الحاضرين أجمعوا بالرغم من اختلاف توجهاتهم (السياسية والجمعوية والحقوقية) على أن الأحزاب فشلت في تبني قضية الصحراء والحضور بشكل قوي في المناطق الجنوبية، والذي ربطه أحد الضيوف بالانتخابات التي يغلب عليها طابع القبلية والتشنجات، معتبرا أن النفس السياسي غائب في الصحراء، في مقابل الحضور القوي للنفس الحقوقي والمتمثل في المجلس الجهوي لحقوق الانسان.

وقدم الضيوف وصفات جاهزة للأحزاب لتطوير أدائها بخصوص قضية الوحدة الوطنية والحضور في المناطق الصحراوية من خلال ممارسة دورها التأطيري للساكنة بصفة دائمة وأن لا يكون حضورها رهينا بالفترة الانتخابية وأن تهتم بالمرأة الصحراوية وأن لا تعتبرها فقط رقما فرضته “الكوطة” لإتمام المجالس الجماعية والجهوية ومقاعد البرلمان.

ومن جهة أخرى أجمع الحاضرون على أن الخطاب الأخير للملك كان مغايرا تماما لسابقيه نظرا لما يحمله من “صراحة” كانت كافية لقلب موازين اشتغال جل الأحزاب التي كانت تكتفي بالشد والجدب والطعن والتصريحات والتصريحات المضادة، وهو الأمر الذي استغله الخصوم وبدؤوا ببسط نفوذهم عبر هيئات تشتغل وفق مقاربة حقوقية في الظاهر وخدمة لأجندة خصوم الوحدة الترابية بدعم من الجزائر في الباطن، وأفضت تقاريرها “الوهمية” إلى تقديم وجه غير مشرف لحقوق الإنسان بالصحراء المغربية، وحتى الأحداث التي وقعت ببعض المدن الجنوبية كانت تقارير اللجن الموفدة من قبل البرلمان أو التي شكلتها وزارة الداخلية غائبة عن الرأي العام الوطني والدولي، لتتاح الفرصة لمنظمات وهيئات دولية بانجاز تقارير مغلوطة إذ أشار أحد الحاضرين أن تقريرا عن أحداث “اكديم ازيك” أكد وفاة 11 شخصا مع وضع نقطة النهاية دون تحديد هوية الضحايا الذين كان أغلبهم من صفوف قوات الأمن والقوات المساعدة والوقاية المدينة.

وفي وقت سابق كلف البرلمان الأوربي موظفا بإعداد تقرير حول “الإرهاب” وقضى 24 ساعة في المغرب، وهي الورقة التي لعيها عليها الخصوم، فطالبوا من الأمم المتحدة أن توسع من اختصاصاتها لتشمل مراقبة حقوق الانسان، وهو الإجراء الذي اعتبره أحد الضيوف من المجلس الوطني لحقوق الانسان “عودة صريحة إلى الحرب”، خاصة وأن المينورسو حين قدم إلى الجنوب المغربي كان هدفه هو تنفيذ قرار وقف إطلاق النار والإشراف على الاستفتاء، مما يقتضي معه الوضع من الديبلوماسية المغربية متابعة التقارير ومعرفة صياعتها ومضمونها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *