متابعات

حزب أردوغان يتصدر بلديات تركيا بنتيجة تخرس معارضيه

تصدر حزب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان نتائج الانتخابات البلدية في تركيا متقدما على المعارضة حسب النتائج الجزئية الاولية التي نشرتها وسائل الاعلام.

وحصل حزب العدالة والتنمية على ما بين 48 و49,6% من الاصوات على المستوى الوطني بعد فرز نحو 18% من الاصوات حسب شبكتي ان.تي.في وسي.ان.ان تورك الاخباريتين.

والنتائج متقاربة في اسطنبول وانقرة، اكبر مدينتين في تركيا واللتين ستكون نتيجتهما حاسمة بالنسبة لحزب العدالة والتنمية او منافسه الرئيسي حزب الشعب الجمهوري (وسط يسار).

واتخذ هذا الاقتراع المحلي شكل استفتاء على اردوغان الذي يحكم البلاد بلا منازع منذ 12 عاما وان كان يواجه حاليا حركة احتجاج قوية وتهم فساد.

واقبل الاتراك بكثافة الاحد على المشاركة في انتخابات بلدية حاسمة لمستقبل رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الذي يامل في ان يسكت عبر صناديق الاقتراع حركة الاحتجاج التي تهدده واتهامات الفساد التي تحوم حوله.

وفي ختام حملة انتخابية حادة ترافقت مع اخبار الفضائح والجدالات والتظاهرات العنيفة، تحولت هذه الانتخابات المحلية الى نوع من الاستفتاء على الرجل الذي يحكم تركيا بلا منازع منذ اثني عشر عاما.

ولا يزال اردوغان، وهو في الستين من العمر، الشخصية الاكثر جاذبية وقوة وحضور لكنه بات الشخصية الاكثر اثارة للجدل. فالذين يرون فيه صانع النهضة الاقتصادية في تركيا يدعمونه بقوة اما الاخرون فيرون فيه “ديكتاتورا” اسلاميا.

وايمانا بدعم اغلبية الشعب له اعرب رئيس الحكومة عن تفاؤله التام وهو ينتخب في اسطنبول.

وقال اردوغان للصحافيين بعدما اقترع مع زوجته امينة في اقليم اوسكودار على الضفة الاسيوية من اسطنبول “رغم كل التصريحات والخطابات التي القيت خلال الحملة الانتخابية فان شعبنا سيقول الحقيقة اليوم” مضيفا “ما سيقوله الشعب هو الحقيقة ويجب احترام قراره”.

من جانبه اعرب زعيم اكبر احزاب المعارضة كمال كيليتشدار اوغلو عن ارتياحه للانتخابات قبل ساعات من ظهور النتائج.

وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري في العاصمة انقرة حيث يأمل ان ينتزع مرشح حزبه رئاسة البلدية من حزب العدالة والتنمية الحاكم “يجب دعم وتطهير ديموقراطيتنا، سنبني ديموقراطية نظيفة، وانا واثق في بلدي”.

من المتوقع ان يحافظ حزب العدالة والتنمية، الذي فاز في كل الانتخابات منذ 2002، على موقعه كاول حزب سياسي في البلاد من خلال الفوز ايضا في هذه الانتخابات لكن مع نسبة تقل كثيرا عن الخمسين بالمئة التي حصل عليها في الانتخابات التشريعية في 2011.

حجم النتائج التي سيحققها حزب العدالة والتنمية ومصير اكبر مدينتين في البلاد اسطنبول وانقرة سيحددان الاستراتيجية التي سيتبعها مستقبلا اردوغان الذي تنتهي ولايته الثالثة والاخيرة على رأس الحكومة في 2015.

وفي هذا المناخ الشديد التوتر، توافد الناخبون الاتراك الذين يزيد عددهم عن 52 مليونا منذ ساعات الصباح الاولى على مكاتب الاقتراع بكثافة ولكن وسط حالة من الانقسام الشديد.

وقالت نورجان جليشكان “نحن هنا لنؤكد بأصواتنا ان اردوغان قادر على مواجهة كل الهجمات”. واضافت ربة المنزل التي تبلغ الثامنة والثلاثين من العمر بينما كانت تدلي بصوتها في حي سيسلي باسطنبول “لا اعتقد انه سرق اموالا. وحتى لو كان فعل، فأنا على ثقة انه فعل ذلك من اجل مصلحة البلاد”.

في المقابل قال عارف دوكوماتشي وهو طالب في الثانية والعشرين “اردوغان اثبت انه على استعداد لاي شيء من اجل البقاء في السلطة” مضيفا “اليوم لدينا فرصة لنقول وداعا للاستبداد، لكنها قد تكون الاخيرة”.

وقالت غونجا غورسيس التي صوتت في الحي نفسه ان “كل صوت ضد اردوغان وحزبه هو صوت من اجل تركيا افضل”. واضافت هذه المديرة المالية التي تبلغ الثامنة والعشرين من العمر “لقد اساء الى الديموقراطية وكذلك الى حرية التعبير”. وقالت “لو كان حريصا فعلا على مصلحة الاتراك لكان استقال منذ فترة بعيدة”.

قبل سنة وهو في اوج قوته تلقى اردوغان، “الرجل العظيم” كما يسميه انصاره او “السلطان” كما يلقبه خصومه ساخرين، اول انذار في يونيو 2013 عندما نزل ملايين الاتراك الى الشارع مطالبين باستقالته.

وازدادات عليه الضغوط منذ اكثر من ثلاثة اشهر مع اتهامات خطيرة بالفساد طالت جميع المحيطين به.

ردا على ذلك شن اردوغان هجوما مضادا مشددا نبرة خطابه لحشد انصاره. واعلن الحرب على حلفائه السابقين اعضاء جمعية فتح الله غولن “الخونة” الذين اتهمهم باقامة “دولة موازية” وبث تسريبات هاتفية على الانترنت لتشويه سمعة نظامه.

هذه الحرب بين الحليفين السابقين بلغت اوجها الخميس بعد تسريب تسجيل لمضمون اجتماع “سري للغاية” تحدث فيه اربعة مسؤولين كبار منهم وزير الخارجية احمد داود اوغلو ورئيس جهاز الاستخبارات حقان فيدان عن مبرر لتدخل عسكري في سوريا دون اخفاء اهدافهم الانتخابية.

وردت الحكومة ورئيسها اللذان شعرا بالحرج لهذا التسريب، بحملات تطهير واجراءات استبدادية وخصوصا حجب موقعي التواصل الاجتماعي يوتيوب وتويتر، مما اثار موجة انتقادات حادة وخاصة في الخارج.

وتظات الاحد اثنتان من حركة فيمن النسائية ضد هذه القيود التي فرضت على شبكات التواصل الاجتماعي وكشفتا امام مكتب اقتراع في اسطنبول عن صدريهما عارييين وقد كتب عليهما “احجبوا اردوغان” قبل ان يتم اعتقالهما.

ويرى العديد من المحللين ان انتخابات الاحد لا تعني نهاية الازمة السياسية في تركيا. وقال الصحافي الشهير حسن جمال ان “شرعية اردوغان ستبقى موضع شك بعد الانتخابات ايا كانت النتائج”.

وقد يدفع فوز كبير اردوغان الى الترشح للانتخابات الرئاسية في آب/اغسطس المقبل التي ستجرى للمرة الاولى بالاقتراع العام المباشر. اما تقلص الفارق مع المعارضة فسيقنعه بالعمل على البقاء على رأس الحكومة في الانتخابات التشريعية في 2015 مع تعديل في النظام الداخلي لحزبه.

وقال برينتي ساسلي الباحث في جامعة تكساس “سواء بقي اردوغان بعد 2015 او لم يبق، الاضرار التي نجمت عن هذه الازمة هائلة ولا يمكن اصلاحها بسهولة”. واضاف ان “سياسة الخوف والتآمر تبدو راسخة في الحياة السياسية التركية اليوم اكثر من اي وقت مضى”.

وبعيدا عن الرهانات السياسة ادت المنافسات المحلية التي تتخلل عادة الانتخابات التركية الى سقوط ثمانية قتلى على الاقل ونحو 20 جريحا في بلدتين في جنوب شرق وجنوب البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *