المشهد الأول

انبهار لم يكن في محله !

ساهم المرور المتكرر لعدد من قياديي حزب العدالة والتنمية في وسائل الإعلام الوطنية والأجنية في تكوين صورة وردية عن هؤلاء الفرسان الجدد الذين يمكن بواسطتهم حالة تحملهم مسؤولية الشأن العام الوطني أن يخلصوا البلاد والعباد من شرور الفساد وموبيقات الاستبداد، وأن يحولوا المغرب إلى واحة ترفل في نعيم الازدهار والديمقراطية.

وقد انتظر المنبهرون شهورا طويلة لم يستعجلوا فيها الحكم على هؤلاء الفرسان، والذين تحولوا إلى وزراء يركبون السيارات الفخمة ويحضرون الولائم الباذخة ويلبسون أرقى الثياب، إلا أنه مع مرور أزيد من نصف ولاية حكومة بن كيران تبين للمنبهرين أن الفرسان الذين كانوا يصدحون بالشعارات الرنانة ويعدون المواطنين بفتوحات مبينة حال وصولهم إلى سدة الحكم قد تحولوا إلى كائنات مكتبية بيروقراطية، تدبر الشأن العام بمنطق رتيب بعيد عن الإبداع والابتكار والتجديد.

وهكذا انصرف الناس عن ملاحقة أخبار هؤلاء الوزراء، وأصبحت بعض خطاباتهم تمتح من محبرة اللغة الخشبية، وانخرطوا ضمن جوقة المسؤولين الذين كانوا يرددون دائما لازمة: «مافي الإمكان أبدع مماكان»، إلى درجة أن عددا كبيرا من المواطنين أصبحوا يشيدون بالماضي ويتأسفون عما لحق بعض القطاعات الوزارية من تراجع وتقهقر.

فهي كثيرة القطاعات الوزارية التي لم تشهد أي إصلاح، بل إن وضعية ميادين اجتماعية واقتصادية أصابها الوهن والتردي.

فهل يحق لنا أن نقول مع القائلين إنه «ليس في القنافذ أملس»؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *