كواليس

تيزنيت: أطفال يمتهنون السعاية في مدينة “الفضة والملايير”

طفت إلى السطح بمدينة تيزنيت خلال هذه العطلة الصيفية ظاهرة بدأت تأخذ أبعادا أخرى؛ وتتمثل في امتهان عدد كبير من الأطفال لمهنة السعاية في مداراة المدينة وقرب المسبح البلدي وداخل ساحة المشور وأمام المقاهي.

ولعل الملفت للنظر في هذه الظاهرة أن الأطفال الذين يقدمون على هذه العادة التي لم تكن في المدينة يبدو عليهم أنهم يقومون بذلك بدون علم أولياء أمرهم.

وفي حديث مع “ح” وهو طفل في العاشرة من عمره أمام المسبح البلدي قال بأن والده الذي يعمل في إصلاح الدراجات العادية والنارية يحرمه من مبلغ 7 دراهم التي تخول له امكانية التمتع بثلاث ساعات من مياه أحواض المسبح، ويبقى هذا الطفل واقفا حسب قوله لساعات أمام المسبح موجها التوسل لكل من يدخل أبناءه “عمي عمي عاوني ندخل المسبح”، والغريب أن هذا الطفل لاحظناه لايفارق مكانه لساعات طوال.

وغير بعيد عنه وأمام أحد الفنادق المصنفة بمدارة تزنيت يظل الطفل (خ) هو الآخر يمشي جيئة وذهابا في محطة السيارات الخاصة بالفندق، ويبدو على هندامه أن “له منزل “يستغل وقوف سيارات زبناء الفندق من أبناء المدينة المقيمين بالخارج وضيوفها من داخل وخارج الوطن، ليتوسل درهما أو درهمين بحجة أن أمه مريضة.

حاولنا استدراجه بالكلام والإفصاح عن السبب الحقيقي لإمتهانه السعاية فاعترف في الأخير أنه يقطن عند خالته بالمدينة، ويستغل الفرصة بعد أن لاحظ آخرين من سنه يحصدون عشرات الدراهم يوميا في المدينة التي صنفت في المرتبة الأولى من حيث الجبايات واستخلاص الضرائب في المغرب.

وبمدخل ساحة المشور وأمام مسجد السنة وسط المدينة، يقف أطفال في عمر الزهور كلهم عيون وترقب لحركات المارة، يقتنصون الفرصة لمد يدهم نحو النساء قبل الرجال وخاصة العائلات التي يبدو عليها شيء من اليسر.

والغريب في أمر هؤلاء الاطفال أنهم ينتشرون في مناطق استراتيجية بالمدينة ولا تجد اثنان يتقاسمان نفس المكان، وبالتالي فالأمر يستدعي تدخل السلطات المختصة والبحث عن حقيقة التسول الذي اتخذ منحى احترافي بمدينة الفضة المعروف عن عائلاتها العفة والوقار والإحترام حتى لا يكون هؤلاء الأطفال ضحية شبكة متخصصة في السعاية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *