متابعات

القصة الكاملة لمحجوبة الداف .. الفتاة التي هزمت محمد عبد العزيز

تبلغ محجوبة  الداف من العمر 23 سنة، وهي من آلاف الأطفال الصحراويين الذين تم احتضانهم من طرف عائلات إسبانية وكوبية خلال مشاركتهم في برنامج “عطل  السلام”، حيث تم تبنيها سنة 2002 وهي طفلة لا يتجاوز عمرها 9 سنوات من طرف عائلة “باتيستي” الاسبانية والمقيمة بمقاطعة “فالنسيا”، التي أشرفت على تعليمها إلى أن حصلت على شواهد جامعية.

كما  كانت تعمل بمؤسسة “ميري كيري فوندايشن كير ” بلندن، وكانت تعتزم متابعة دراستها ببريطانيا للحصول على درجة الماجستير في العلوم اللسانية. وقد قامت محجوبة بزيارة لعائلتها الأصلية بالمخيمات في شهر يوليوز المنصرم، حيث تم احتجازها ومنعها من السفر، واحتجاز ومصادرة وثائقها بـ “ولاية العيون” بمخيمات تيندوف، كما قاموا بترحيلها إلى منطقة منعزلة عن المخيمات.

وبعد أن بلغ الخبر إلى العائلة الاسبانية التي تبنتها انتقل والدها بالتبني “باتيستي لوبيز” إلى تيندوف ليتم منعه من الدخول إلى المخيمات، وقام بالتنديد بالاحتجاز عبر وسائل إعلام اسبانية، ليقرر مجلس محافظة “فالينسيا” الإسبانية تعليق مساعداته الموجهة للاجئين الصحراويين، منذ يوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2014 وكل الاتفاقيات مع القيادة الصحراوية، كوسيلة ضغط لتحرير الشابة المحتجزة.

إثر ذلك قام مجموعة من المتضامنين والجمعيات الاسبانية بفتح صفحة خاصة على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، Free Mahyuba  من أجل دعم ومساعدة العائلة الاسبانية التي تطالب باسترجاع ابنتهما بالتبني محجوبة، في هذا الإطار، تم جمع أكثر من 4.000 توقيع لتقديمها لوزارة الخارجية الاسبانية كما دخل الرئيس السابق للحكومة الاسبانية، “خوسي لويس رودريكيث ثباتيرو” على الخط لتقديم المساعدة للعائلة.

هذا في الوقت الذي طالب فيه “فريديريكو مايور زراغوزا”، المدير العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة –المعروفة اختصارا بـ “ايونسكو”- بإطلاق سراح “محجوبة محمد” واعتبرها مثال حي على  الانتهاكات الجسيمة لحقوق لإنسان بالمخيمات.
كما علقت منظمة “هيومن رايتس ووتش” من خلال تقرير نشرته عن الموضوع، وأيضا عن حرية التنقل بالمخيمات وتندوف.

ويوم الثلاثاء 28 اكتوبر 2014 قامت محجوبة بطلب والدتها أن تسمح لها بالاطلاع على جواز سفرها الاسباني لتستغل إغفال العائلة وتلوذ بالفرار.

وحسب بعد الرويات القادمة من المخيمات فإن “محجوبة” عند فرارها من منزل عائلتها، كانت هناك سيارة بيضاء من نوع “ميرسيدس” في انتظارها وهي التي أمنت لها رحلة الوصول إلى مطار تندوف، ومنه انتقلت جوا عبر طائرة عسكرية إلى مطار بوفاريك نواحي العاصمة الجزائرية، حيث ربطت هناك الاتصال بالسفارة الإسبانية التي رحلتها إلى مدريد، إذ وصلت يوم الأربعاء 29 أكتوبر 2014، على الساعة الثانية عشرة وعشرون دقيقة بالتوقيت المحلي إلى مطار مدريد على متن طائرة قادمة من الجزائر العاصمة.

قامت العائلة البيولوجية بتنظيم وقفة في نفس يوم فرار محجوبة أمام “مقر ولاية العيون” وصبيحة اليوم الموالي بوقفة أخرى أمام مقر ما يسمى الكتابة العامة بمنطقة الرابوني، لتعرف جل المخيمات وقفات تندد بترحيل محجوبة قصرا من طرف قيادة البوليساريو التي تحملها المسؤولية الكاملة في هاته القضية.

كما قام أزيد من 560 متظاهر بمسيرات تم تفريقها بالقوة من طرف رجال الامن والدرك باستعمال الرصاص الحي، بالإضافة إلى اعتقال العديد من المتظاهرين وصل عددهم الى حوالي 50 معتقل، كلهم ينتمون الى قبيلة الرقيبات لبيهات التي تنتمي اليها محجوبة، وتشهد المخيمات إلى حدود الساعة حالة استنفار كثيف نظرا إلى أن قبيلة الرقيبات لبيهات هي التي تشكل غالبية ساكنة المخيمات، وبتحرك هاته القبيلة طبعا يتزعزع نظام جبهة البوليساريو بأكمله.

كما أن القيادة الصحراوية مرتبكة إلى درجة كبيرة وهي تبحث عن حلول من أجل تهدئة الوضع من خلال إرسال عناصر من القيادة ينتمون إلى نفس القبيلة قصد الضغط من جهتهم على أبناء عمومتهم، وثنيهم عن التظاهر، ويتعلق الأمر على سبيل المثال بحمادة سلمى الداف وزير العدل، وكذا مصطفى سيد البشير مدير الإمدادات بالجيش الصحراي وعضو أمانة جبهة البوليساريو.

كما أن قضية ‘‘محجوبة‘‘ عرفت امتداد حتى على المستوى الداخلي حيث تم تنظيم لقاءات بمدينة العيون من طرف قبيلة الرقيبات لبيهات  تندد بالقمع الوحشي لأبناء عمومتهم  بمنزل الادريسي محمد امبارك، وأيضا عائلة سلمى ولد سيدي مولود اللذين نددوا بالقمع واستعمال الرصاص الحي واعتقال العشرات من أبناء عمومتهم من طرف قيادة جبهة البوليساريو داخل مخيمات تندوف.

إن قضية الشابة الصحراوية “محجوبة”، ليست في الواقع سوى حالة من مئات حالات شبان ضحايا الحصار المطبق على فئات عريضة، والتي لم تصل بعد أصواتها خارج الطوق المضروب على مخيمات تندوف.

فهته الشابة التي هي أولا و قبل كل شئ إحدى بناتنا وهي كمئات الشبان والشابات ضحية جشع الطغمة المستبدة الجاثمة بالرابوني على  قلوب المحتجزين بالمخيمات تحصي أنفاسهم وتساوم بهم المجتمع الدولي والمنظمات قصد ابتزازهم.

فقد شجعت تلك  الزمرة الفاسدة وعن قصد، عمليات تبني أطفال المخيمات  من قبل الأجانب خاصة الاسبان والكوبيون تحت ذريعة تأمين دراستهم وبالتالي مستقبلهم لكن الهدف الحقيقي هو طمس هويتهم وبتر أي صلة بتاريخم وحضارتهم التي هي مكون لا يتجزأ من مقومات الهوية المغربية.

للتذكير فقد آن الأوان لإخواننا بالأقاليم الجنوبية المغربية من مثقفين وسياسيين وفاعلين من المجتمع المدني أن ينتبهوا لمؤامرات قيادة الرابوني المتسلطة وكشفها في كل المحافل، وذلك عبر الدفاع عن أبناء العمومة المحتجزين ومؤازرتهم باعتبار جلهم ضحايا خيانة مجموعة من أزلام جنرلات الجزائر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *