وطنيات

النقل المدرسي بالعالم القروي: هل هو السبيل نحو عدالة تعليمية؟

عندما دخلت “مشاهد” فصلا دراسيا في قرية أزقور التابعة لجماعة ألنيف بإقليم تنغير، رفقة أستاذٍ يشتغل بهذه القرية، أول ما يثير الانتباه في الفصل هو عدد الإناث الذي يفوق الذكور بنسبة مهمة. وهذا أمر نادر الحُدوث في العالم القروي، وعندما استفسرنا عن السبب، أكّد الأستاذ أن أغلب الفتيات هنا يتغيبن عن امتحان آخر السنة الثالثة إعدادي رغبة منهن في مواصلة الدراسة في نفس المستوى لأن نجاحهن يعني مغادرة الدراسة خصوصا مع استحالة مغادرة القرية للدراسة في مركز ألنيف.

“فاطمة” تلميذة مجدة كما يؤكد أستاذها، تنهمك في إنجاز تمرين قالت أنها أنجزته ثلاث مرات من قبل بنفس الجدية والثقة. وبين حين وآخر ترفع رأسها وتقول: “أنا أفضل من كل الذكور الذين درسوا معي طيلة هذه السنوات لكن قدري أن أولد فتاة، وإلا كنت الآن إلى جانبهم في سلك البكالوريا نحضر معا لولوج الجامعة”.

وعندما سألناها عن السبب الذي يمنعها من الالتحاق بالداخلية إسوة بعدد قليل من فتيات القرية، أجابت بأسف وهي تؤطر نتيجة التمرين الذين انهمكت في الاجابة عنه: “لكل أسرة ظروفها و تقاليدها، أخي يستحيل إقناعه بهكذا حل، الحل الأنسب أن أدرس هنا أو تتوفر لنا وسيلة نقل يومية، من غير المعقول أن نغادر… “.

كيف يتابع التلاميذ دراستهم بعيدا عن أسرهم؟

يضطر تلاميذ دواوير كثيرة إلى توديع أسرهم عن سن مبكرة عند نجاحهم في الابتدائي، فيواجهون تحمل المسؤولية من إعداد الطعام وتنظيف الملابس والأواني وهم لا يتجاوزون بعد 12 سنة.

في السنة الابتدائية الأخيرة يعبئ أبناء القرى ملفا لطلب المنحة لولوج الداخليات، هذه الطلبات لا تستجاب لكل التلاميذ، فهي تتعلق بمعايير العوز وعدد المنح المتوفرة حسب الاسرة بالداخليات التي تعرف اكتظاظا مهولا وبالتالي يضطر جزء مهم من التلاميذ إلى كراء غرف و لتكفل بمصاريف ومسؤوليات العيش.

“لم تعد مشاكلنا الشوق والحنين إلى الأهل، ولم تعد اهتماماتنا كيف السبيل لحل تمرين أو إنجاز واجب، بل كيف نوفر أكلا، مشكلتنا كيف نعيش.” هكذا قال التلميذ “سعيد. ف” عندما سألته عن ظروف الدراسة بعيدا عن الأهل. ويضيف: أسكن رفقة 4 آخرين في غرفة بجانب الحقول، غرفة بدون مرحاض ولا مطبخ، وفي الليل ننام على إيقاع ضجيج السكارى بين الحقول.

عندما كان يحكي سعيد معاناته وأصدقاءه، قاطعه تلميذ آخر يقطن بالقسم الداخلي “كنت أعتقد أننا نعاني في الداخلية قبل أن أسمع معاناتكم، لكن الآن أكاد أجزم أن الجوع والبرد الذي نعاني منه أقل فظاعة مما تحكيه”.

وعندما سألناه عن وضع الفتيات ردا ضاحكا “إن لم تستطع مقاومة ظروف الداخلية، إن كانت ممنوحة، فالأفضل لها أن تنتظر زوجا في منزل أسرتها”.

10816223_873311546042284_287726791_n

قدر الفتاة القروية ليس فقط انتظار زوج قد لا يأتي

أليس من الضروري أن تدرس الفتاة القروية؟ سؤال نقلناه إلى مجموعة من الفاعلين والأسر بعد ملاحظة العزوف المستفحل في قرى الجنوب عن مقاعد الدراسة بعد الابتدائي. أجوبة كلها تنفي هذه الفرضية حتى من الذين منعوا فتياتهم من مواصلة الدراسة.

يقول ” ابراهيم” أب تلميذة من قرية أم الرمان التابعة لجماعة تزارين بإقليم زاكورة أنه “لم يعد الحديث الآن عن أهمية الدراسة من عدمها، بل بظروف التعلم والإقامة”، ويضيف “نحن مخيرون أمام خيارين أحلاهما مر: أن نحرم فلذات أكبادنا من الدراسة أو نرمي بهن عرضة لظروف سيئة”.

تتدخل عناصر كثيرة تحرم الفتاة القروية من حقها في متابعة الدراسة الإعدادية والثانوية، منها ما هو مرتبط بالتقاليد المحافظة للسكان ومنها ما هو جغرافي واقتصادي وأمني وغيرها تتداخل جميعها لتعطي نفس النتيجة: حرمان نصف المجتمع من نصيبه في التعلم.

وفي هذا السياق يقول الأستاذ المهتم بقضايا التربية يوسف أخالي: “مما لا يختلف فيه إثنان أن فتاة اليوم هي إمرأة الغد، الزوجة المربية، الرفيقة الأولى لمولود الغد، والإنسان المعول عليه لإنشاء جيل جديد نأمل فيه خيرا لينهض بالوطن والأمة، لهذا بات من الضروري الإهتمام أكثر من أي وقت مضى بتمدرس الفتاة عموما والقروية بالخصوص هذه الأخيرة التي عانت وتعاني ويلات الجهل والأمية بعد أن تعذرت وسائل وظروف تمدرسها بين ماهو جغرافي وثقافي وعرفي وديني أحيانا”.

وعن ضرورة تمدرس الفتاة القروية يضيف نفس المتحدث إن “تمدرس الفتاة القروية ضرورة ملحة للخروج بها من عتمة الجهل إلى نور العلم والمعرفة والوعي بعد أن تبين بالملموس أن أغلب المشاكل الإجتماعية والصحية والنفسية راجعة بالأساس إلى غياب التمدرس والوعي الذي لم تكتسبه في المدرسة”.

ويؤكد خويا باسو، طالب بكلية العلوم والتقنيات بالرشيدية وناشط جمعوي بجماعة حصيا القروية، أن حق تعلم الفتاة مشروع تضمنه الفطرة والمواثيق الدولية ويحقق العدالة الاجتماعية بين الجنسين. وتساءل الاستاذ يوسف أخالي: “أما آن الآوان أن لا تبقى الفتاة القروية عالة على أسرتها تنتظر شفقة الذكور، أو تنتظر زوجا قد يأتي أو لا يأتي؟”.

طالب من إحدى قرى “حصيا” حكى لنا كيف تعرضت فتيات قريته لحادث إتلاف عجلات دراجاتهن الهوائية ذات مساء من أيام الشتاء البارد حيث يكون وقت الخروج متأخرا ويقطعن مسافة طويلة من مركز الجماعة إلى الدوار، هذا الحادث عرضهن لمضايقة وتحرشات المراهقين في الطريق. هذا الحادث أيضا عجل بمغادرة العديد منهن وانتقال الباقي نحو وجهات أخرى لدى الأقارب.

وعن سؤال عدم التحاق الفتيات بدور الطالبات و الداخليات يرجعه العديد من الاباء إلى الخوف على مصير بناتهم بعيدا عن أعين الاسرة ومن رفيقات السوء وتعرضهن للمضايقات والتحرشات الجنسية في أوقات الفراغ بعيدا عن مراقبة المشرفات.

وحسب العديد من الجمعويين الذين التقيناهم بمناسبة التحقيق، فخوف الأباء مبرر خصوصا أن الفتيات في عمر المراهقة “يتأثرن بالإعلام والأفلام ويستفدن من هامش بسيط من الحرية بعيدا عن الأهل فيرغبن في خوض تجارب جديدة ومغامرات تجر عليهن المشاكل في وقت لاحق”.

و يقول الفاعل الجمعوي هشام مجدي في هذا الصدد “العياء بسبب الدراجة الهوائية، ومظاهر الانحراف الذي قد تلمسه الفتاة في الداخليات يعجلان بمغادرتها”.

layla

النقل المدرسي هو الحـــل؟

في مجتمع يصعب تغيير نمط تفكيره وتقاليده، ولكون مشكل تمدرس الفتيات مشكلا آنيا وجبت معالجته بشكل استعجالي يرى يوسف أخالي أنه “يجب التفكير في الحلول الكفيلة بهذه المهمة بتقريب المدرسة من التلميذة أو تقريب التلميذة إلى المدرسة، الأول بإنشاء مدارس وإعداديات بالمناطق النائية في سائر أرجاء الوطن، والثاني بتوفير سيارات النقل المدرسي اليومية للفتاة لتسهيل إلتحاقها بالمدرسة في ظروف آمنة “.

رأي يعتبره خويا باسو أقل الضررين بصفته كان قاطنا في الداخلية لسنوات، هذه الاخيرة يعتبرها “بدون أدنى ظروف العيش” أما النقل المدرسي فيوفر للفتاة ،على الاقل، أن تعيش في حضن أسرتها، و تعود إلى منزلها كل ليلة”.

هناك شبه إجماع على أن النقل المدرسي هو أفضل الخيارات المتاحة في الوسط القروي من أجل تمكين الفتاة من مواصلة دراستها و هذا ما استقيناه من العديد من الاباء الذين التقيناهم مؤكدين أنهم في المبدأ ليسوا ضد تمدرس الفتاة بل يبحثون عن شروط دنيا تطمئنهم على مصير بناتهم و تضمن لهن العودة للديار بتغيير واحد فقط هو وعي وعلم وثقافة.

هذا الامر أكده لنا اسماعيل بن يدير، الرئيس السابق لجمعية أيت زڭان نواحي ألنيف، هذه الجمعية التي لها شرف إيصال أول فتاة من القرية إلى المستوى الاعدادي قبل سنتين، أي عند بداية الانطلاق لتجربة النقل المدرسي.

أمثلة أخرى كثيرة وقفنا عندها أثناء إنجاز هذا التحقيق، كلها تؤكد أنه لولا النقل المدرسي ما استطاعت قرى بكاملها أن ترى بناتها في مقاعد الدراسة بعد الابتدائي، وهذا ما يحدث كذلك في قرية تنومريت بإقليم زاكورة، حيث أصبحت الفتيات يتابعن دراستهن للمرحلة الاعدادية بعد غياب تام، لكن سرعان ما ينقطعن مرة أخرى في المرحلة الثنوية لغياب نقل مدرسي في تجاه مركز النقوب حيث تتواجد الثانوية.

موحى بويري، مدير الثانوية الاعدادية بوكافر بألنيف، عدَّد إيجابيات النقل المدرسي وقال إنها تتجاوز محاربة الهدر المدرسي بكثير إلى إيجابيات مادية للدولة حيث أنه لاحظ في المؤسسة التي يديرها انخفاضا كبيرا في طلبات الاستفادة من الدراجات الهوائية التي توفرها الدولة لأبناء الضواحي، عدد الطلبات انتقل من أزيد من 40 سنويا إلى 6 طلبات فقط هذه السنة.

ليس هذا فقط بل إن طلبات الاستفادة من الاطعام المدرسي (وجبة الغداء) انخفض كذلك بنسبة مهمة، أي أنه لو توفر النقل المدرسي لكل أبناء الضواحي فلن تعود هناك حاجة لإطعام مدرسي. لهذه الأسباب حاولت جمعيات كثيرة، على امتداد الوطن، الاشتغال على النقل المدرسي ومحاولة توفيره. وحاولنا النبش في دوافعهم والصعوبات التي يواجهونها وأهمية ما يقومون به.

صعوبات قد تعصف بالتجربة، هل يمكن تجاوزها؟

تكون أولى العثرات التي يواجهها الجمعويون جهلهم بمساطر استقدام سيارة من الخارج، لأن أغلب سيارات النقل المدرسي المستعملة في هذه المناطق تكون على شكل هبات من جمعيات خارج المغرب أو من تبرعات العمال المهاجرين بدول أوروبا.

هذه الصعوبات تزداد كلما تعارضت مواصفات السيارة مع ما تسمح به الدولة. وهذا ما أكده النائب البرلماني عن إقليم تنغير أحمد صدقي بقوله أنه يتلقى شكايات في الموضوع من الجمعيات بعضها عبارة عن ملتمسات للحصول على حافلات للنقل المدرسي وبعضها مرتبط بمسطرة استقدام الحافلات والمشاكل التي تتعرض للجمعيات على مستوى الجمارك.

مندوب التعاون الوطني بإقليم تنغير أوضح أن التعاون الوطني يسهل الأمر ويتكلف بالاجراءَات والاعفاء الجمركي، وأن المسطرة المتبعة سهلة توفر فيها الجمعية بعض الوثائق كشهادة الهيبة موقعة من طرف الجهة المانحة ونسخة من الورقة الرمادية للسيارة وشهادة الفحص التقني تثبت جودة السيارة وترخيص من السلطات يجيز استعمال السيارة في النقل المدرسي وطلبا لمدير التعاون الوطني يتضمن تاريخ الدخول ونقطة العبور الجمركية.

مندوب التعاون الوطني بتنغير قدم إحصائياته التي توضح أنه على صعيد إقليم تنغير الذي يعرف شساعة كبيرة في العالم القروي استفادت 21 جمعية من تراخيص الاعفاء الجمركي، واستأثرت الجماعة القروية ألنيف بستة تراخيص، هذه الجماعة التي تنشط داخلها جمعيات كثيرة للنقل المدرسي أقدمها جمعية أشبارو للتنمية.

مشاكل المسطرة يهونها عبد العزيز الزيقي رئيس جمعية تنومريت بإقليم زاكورة، حيث أكد أن التعاون الوطني يقوم باللازم من أجل تسهيل عملية ولوج السيارات بدون أداء ضريبة جمركية، في المقابل يشرح عبد العزيز الزيقي مشكلا آخر يتعلق بعدم اعتراف وزارة التربية الوطنية بالسيارات على أنها مخصصة للنقل المدرسي رغم اعتراف السلطات الاخرى بها رغم التقدم بطلبات في هذا الشأن.

رئيس جمعية تنومريت، السباقة في جماعة تزارين إلى استقدام النقل المدرسي من الخارج، يؤكد دور النقل المدرسي في محاربة الهدر المدرسي، لكن الصعوبات الكبيرة التي تواجههم وتهدد استمرارهم في الجمعية متنوعة، تبدأ في التسيير ولا تنتهي في الصعوبات المادية التي يواجهونها، إذ أن أغلب أسر العالم القروي معوزة لا تتمكن من تأدية مصاريف تنقل أبنائهم خصوصا الاسر التي لها أكثر من ابن واحد متمدرس.

مشكل آخر يؤزم الوضع هو غياب أماكن يقضي فيها التلاميذ وقت الفراغ خصوصا الفتيات منهم، إذ أن النقل المدرسي يعرف رحلة واحدة في اليوم من الثامنة صباحا إلى السادسة مساءًا فيضطر التلاميذ، بما فيهم من سيلتحق بالفصل ساعتين فقط في اليوم، إلى “التسكع في الازقة، وتحمل البرد والشمس وتحرش التافهين”، وفق تعبير تلميذة التقيناها بمناسبة هذا التحقيق.

مشكل يرى عبد العزيز الزيقي أن الحل المناسب له هو توفير قاعات للمطالعة داخل المؤسسات التربوية وتوفير أطر للإشراف عليها، هذه القاعات سوف تحمي الفتيات من مشاكل متنوعة خارج أسوار المؤسسة وتفيد المتمدرسين على مراجعة وأداء واجباتهم في ظروف جيدة.

وفيما يخص الجانب المادي يرى عزيز الزيقي أنه من واجب الدولة و شركائها التكفل بتمدرس الفقراء و أنه من خلال تجربتهم في الجمعية ” نجزم أنه إذا وقع عطب كبير في سيارتنا ستتوقف عملية النقل المدرسي نتيجة العجز المادي الذي نواجهه خصوصا أن الطريق إلى قريتنا غير معبدة و تتعرض السيارة إلى مشاكل ميكانيكية شبه دائمة. و ما لم تتدخل وزارة التجهيز و المعنيون بإصلاح الطريق فستظل نفس المشاكل قائمة” وفق تعبيره.

في هذا السياق يضيف محمد عزوي رئيس جمعية أباء وأولياء التلاميذ بمؤسسة إعدادية بألنيف، و أمين مال جمعية واحة تيزي أن الدولة يجب أن تعين الجمعيات على مواصلة عملها في سبيل محاربة الهدر المدرسي للفتاة القروية، وأكد أن المشاكل التي تعيق مسيرتهم هي مشاكل مادية بالدرجة الأولى.

مصاريف النقل المدرسي يقدرها حسن بالمداني رئيس جمعية أشبارو للتنمية بحوالي ثمانين ألف درهم، يستحيل توفيرها من لدن جمعيات العالم القروي الفقيرة، خصوصا أن دعم الجماعة القروية لهم لا يتجاوز ثُمُن المصاريف، ودعا مؤسسات الدولة إلى المساهمة كالمجلس الاقليمي ووزارة التربية الوطنية ووزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية.

حلول أخرى اقترحها رئيس جمعية أشبارو للتنمية السباقة على مستوى ألنيف والنواحي إلى العمل على إيصال التلاميذ إلى مؤسساتهم عن طريق النقل المدرسي، حسن بلمدني قال أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعين الجمعيات على اقتناء حافلات النقل المدرسي لكن النسبة التي تساهم بها الجمعيات كبيرة جدا ( 30%) لا تتوفر للجمعيات بالوسط القروي، ولو تقلصت هذه النسبة سيكون بمقدور الجمعيات توفير ميزانية تساعدهم على تسيير الحافلة ربما لسنوات.

i3fa2

الحلم بوطن متعلم

إن حق التعلم للإناث و الذكور تدعو اليه الديانات السماوية و تضمنه المواثيق الدولية كما في المادة 26 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، لكن العديد من القرى في المغرب لا تزال إناثها بعيدة عن ممارسة هذا الحق وزالت هذه القرى تنتج نفس أنماط وعقليات الماضي بسبب غياب ممارسة الحق الطبيعي في التعلم.

نساء عاد الكثير منهم إلى مقاعد الدراسة بفصول محاربة الامية حسب كثير من منشطي التربية غير النظامية بعد أن مرت سنوات كثيرة على مغادرتهن المبكرة لمقاعد الدراسة.

ولما اسبشر الناس خيرا من ظاهرة النقل المدرسي الجديدة على العالم القروي، ارتطم الحلم بمستقبل مشرق بمشاكل مادية واجتماعية قد تعصف بالتجارب التي تخوضها الجمعيات على هذا الصعيد، وبهذا العمل فلسنا نقوم بشيء غير دق ناقوس الخطر لإنقاذ مستقبل الوطن من خلال الاهتمام بتعلم أبنائه وبناته، خصوصا أن الدولة وجدت شريكا يعمل في صمت وبجد من خلال الجمعيات التي يتبرع أعضاءها بوقتهم وجهدهم لكنهم يشكون شح الموارد المادية ولن يكون مفعول ما يقومون به شاملا إلا إذا تدخلت الدولة باستراتيجية واضحة تضع دعم النقل المدرسي ضمن أولوياتها دفاعا عن العدالة التعليمية وحدا لمزيد من الهجرة نحو المدن وبناء مجتمع تتوفر فيه النساء على قدر كبير من المعرفة من خلال دعم الجمعيات التي تشتغل في هذا المجال لأن اليد الواحدة، مهما بدت قوتها، لا تصفق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *