متابعات

بالحجج الدامغة .. أبيتم أم قبلتم الصحراء مغربية

عندما نتعامل مع فرضية لسنا من أهل المكان، كوننا لزاما علينا مناقشة الاختلاف من وجهة نظر علمية وعملية، فقضية الصحراء المغربية لازالت تثير لعاب العديد من الساسة الدوليين وبعض المقتاتين على فتات اطروحة الانفصال والعديد من الجاهلين لمنطق التاريخ والجغرافيا والقانون وباقي العلوم الإنسانية.

وحتى نترك للقراء فضيلة النطق بالحكم، ولكون وجوب الحياد في مجمل العلوم، سنبتدئ في تفصيلنا لمشكل الصحراء من وجهة النظر التاريخية الذي يبقى شئنا أم أبينا الحقيقة الأسمى.

ففي القرن 12 الهجري كبر شأن المهدي بن تومرت الذي قاد قبائل مصمودة بهدف الإطاحة بالمرابطين على أساس كونهم خرجوا عن الملة الصحيحة، وكان قد سمى أتباعه بالموحدين الدين تمكنوا من السيطرة علي المغرب الأقصى، وهنا كانت قد تأسست أكبر امبراطورية منذ الامبراطورية الرومانية لتصل حدودها في زمن المنصور الذهبى إلى حدود نهر السنغال جنوبا، وهذا ما يؤكد أنه إلى حدود اليوم لازالت العديد من الزوايا بالسنغال تدين بالبيعة لأميرالمؤمنين بالمغرب.

وخلال كل مراحل التاريخ كانت القبائل الصحراوية تدين بالبيعة للسلاطين كما تطلب يد المساعدة في مختلف سنوات الجفاف والأوبئة التي عرفها المغرب عموما.

إن الباحثين عن حقيقة القضية لابد لهم من الاطلاع على كتاب ‘’Histoire du maroc des origines a nos jours ‘’ لكتابه المؤرخ « bernard lugan » والذي يبين تاريخيا وسياسيا ولغويا وثقافيا وحتى دينيا أنه لا يوجد علي الإطلاق أي أثر لما يسمى بالشعب الصحراوي في تاريخ المنطقة، محتجا بالاتفاقية السرية التي كانت بين فرنسا وبريطانيا وهي الموثقة بتاريخ 5 غشت 1890 م التى تنص اعتراف متبادل بالحماية البريطانية على جزر ” زنجبار ” ”وبومبا” لصالح بريطانيا مقابل الاعتراف لفرنسا على احتلال الصحراء الوسطى الغربية قصد الحصول على منفذ فى اتجاه النيجر على أساس الزامية احترام السيادة المغربية الممتدة من فكيك إلى الرأس الأبيض نواذيبو حاليا، مما يعني بديهيا أن الصحراء التي كانت تحت الحماية الاسبانية هي مغربية أصلا.

أما المنطق الديني فإن قيام الدعوى للسلطان في المساجد والتوحد المذهبي المالكي وكذا انتظام وتعدد الاتصالات بالسلاطين المغاربة ليقطع الشك باليقين، ولعل المراسلة التي راسل بها سكان ” تجكانت” السلطان” الرسالة مؤرخة بتاريخ 24 رجب 1314 الموافق ل 29-12-1896 رسالة موجهة من الشيخ ماء العينين إلى السلطان مولاي عبد العزيز ” يستأذنونه لبناء مسجد تبقى الحجة الدامغة على اعتبار أهمية المنطق الديني والذي سبقه المنطق التاريخي.

أما المنطق السياسي فلا أحد يستطيع أن ينكر نزول السلطان المولى عبد الله مرتين إلى ” دياني ” وهي منطقة تقع بالقرب من تمبكتو من أجل استخلاص الضرائب، مما يؤكد على التبعية السياسية والاقتصادية لمجمل الصحراء وارتباطها الوثيق بالمغرب.

وفي القرن 19 الميلادي اتجه السلطان مولاي الحسن الأول لمنطقة الصحراء قصد العمل على الحد من تسربات الاستعماريين للمنطقة، وقد عين في رحلته هاته مجموعة من العمال والبشوات قصد الاستشارة والعمل بأوامره، ويتأكد الارتباط مرة أخرى في الرحلة الثانية للسلطان قصد تعيين ابراهيم ابن علي بن محمد التكني لحراسة الشواطئ المغربية بمنطقة الصحراء.

بعد استعراض كل هاته الادلة والحجج الدامغة في التاريخ والتي يجهلها من لا تاريخ له سيكون منطقيا معالجة الموضوع بمنطق القانون ولو إيجازا.

فكل القوى العظمى الاوربية كانت تعترف بمغربية الصحراء حتى قبل الحرب العالمية الأولى، وحتى إن الأمر تجاوز اعتراف الدول ليتاكد أن السلاطين كانوا دائما يملكون القوة القانونية لتعيين وعزل القواد في مختلف المناطق الصحراوية، وحتى اسبانيا فالاتفاقيات الموقعة بينها وبين المغرب أو بينهما وبين الدول الاستعمارية تعترف بأن الحدود المغربية تمتد الى ماوراء وادي درعة، وحتى في عهد السلطان مولاي عبد العزيز الذي راسل القائد ” عبد الله بن سعيد” الذي كان عضو المخزن في طنجة باعتبارها منطقة دولية انداك يحتج فيها على اختراق القوى الاستعمارية منطقة الصحراء.

كما تم تكليف الشيخ ماء العينين بتعيين عمال على مجمل مناطق الصحراء ويكون صلة وصل بين الجنوب و السلطان ويستمد نفوذه من السلطان.

ولعل تاريخ البيعات الذي يبتدئ ببيعة المولى إسماعيل من طرف أهل الساحل والقبلة وأولاد دليم، وحتى بيعات أهل الشيخ ماء العينين دون أن ننسى بيعة إمام تندوف الشيخ محمد المختار ابن الأعمش الجنكي إلى السلطان محمد الرابع ليؤكد أن الجهل بالعلوم أو عدم الاطلاع وقصور الفهم يدفع بأشخاص إلى نسيان وتجاهل الأدلة والتحجج بحجج واهية غير أن الأغلبية من الأشخاص يبقون غير مدركين أن من بينهم من يراكم ثروات على ظهور الأغبياء، واختصارا فان الذين يزعمون أنهم على حق من قضية الصحراء المغربية وينسون منطق العلوم ويستغلون البسطاء ويراكمون الثروات ويدعون بحقهم في الانفصال يحتاجون في الواقع إما إلى غبي يصدقهم ويصدق نفسه ولا يرقى بينهم على أية حال، أو يحتاجون إلى كاذب منافق يعمل بعملهم ويدفع نفسه عكس التيار وفي نفس الوقت يستغل الساذجين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *