آخر ساعة

مستقبل واعد ينتظر التعاون المغربي البرتغالي في مجال الطاقة

ينتظر التعاون المغربي البرتغالي مستقبل واعد في مجال الطاقة والطاقات المتجددة اللذين يعتبران قطاعين استراتيجيين بالنسبة لهذين البلدين المتوسطيين وذلك حسب ما خلص اليه لقاء جمع بلشبونة وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة عبد القادر اعمارة ونظيره البرتغالي خورخي مورييرا دا سيلفا.

وأبدى الوزيران، في هذا اللقاء الذي انعقد على هامش الاجتماع الوزاري الثاني حول البيئة والطاقات المتجددة في إطار الحوار الغربي المتوسطي 5+5 الذي جرى على مدى اليومين الماضيين بلشبونة، تفاؤلهما ورغبتهما المشتركة في تعميق التعاون وتبادل التجارب.

وقال مورييرا دا سيلفا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب هذا اللقاء، إن “جميع الظروف متوفرة لتقاسم التجارب وتعميق تعاوننا مع المغرب”.

وأشار الوزير البرتغالي إلى أن الطاقات المتجددة تمثل قطاعا استراتيجيا بالنسبة للبرتغال والمغرب، البلدين المنخرطين في مسلسل تنمية هذه الطاقات.

من جانبه، أكد اعمارة أن هذا اللقاء كان مثمرا، مبرزا أن المغرب أثار مسألة تطوير الربط على اعتبار أن المملكة منخرطة في استراتيجية طاقية كبرى يشكل اندماج الأسواق الأوروبية الطاقية ولاسيما الكهربائية أحد أهدافها.

وأكد اعمارة أنه تم خلال هذا اللقاء التطرق إلى إمكانية تطوير الربط بين البلدين، “وهو ما سيمكننا من الارتباط بالسوق الإيبيري، ومن ثم بأوروبا، وذلك في انتظار تسوية الربط الفرنسي الاسباني بطبيعة الحال”.

وأشار اعمارة إلى أن هناك ربط فيزيائي (مادي) مع إسبانيا، و”نرغب في تعزيزه والانتقال إلى خط ثالث خلال السنوات القليلة المقبلة.

وأضاف “إننا مرتبطون مع الجزائر، وسنطلق قريبا الدراسات التقنية المفصلة حول ربط محتمل بين موريتانيا بين الداخلة ونواذيبو. المغرب إذن يوجد على الطريق الصحيح ليصبح ملتقى طاقيا حقيقيا”.

وأكد الوزير أن الأمر يتعلق بموضوع مهم على اعتبار أن المغرب معني به على أكثر من مستوى “فهناك أولا مجال التزويد وكذا المستوى الاستراتيجي، علما أن المغرب اتخذ كهدف له ان يصير ملتقى طاقيا”.

ومن المرتقب أن يجري اعمارة خلال مقامه بالبرتغال، زيارات لمحطة للغاز الطبيعي المسال، ومحطة للطاقة الشمسية.

وأبرز اعمارة أن المغرب يطمح أيضا إلى تعزيز التعاون مع الجار المتوسطي في مجال الغاز والاستفادة من تجربته البارزة في هذا المجال، مذكرا بإطلاق خريطة طريق لإدخال الغاز الطبيعي إلى المغرب باستثمار بقيمة 4,6 مليار دولار.

وقال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء “أنا مرتاح جدا لكون الطرف الآخر تحدوه الرغبة نفسها. فالبرتغال ينظر إلى المغرب كبلد يمكن الاعتماد عليه، ولاسيما من أجل الانفتاح على أسواق أخرى”.

يشار إلى أن حوالي ثلثي الكهرباء المستهلك بالبرتغال سنة 2014 (63 بالمائة) تم إنتاجها انطلاقا من الطاقات المتجددة، متجاوزا الحجم المستهلك خلال السنة التي سبقتها بـ 10 بالمائة، وذلك حسب الجمعية البرتغالية للطاقات المتجددة.

وتتمثل المصادر الرئيسية لإنتاج الكهرباء في الطاقة المائية (29,4 بالمائة)، متبوعة بالطاقة الريحية (23,7 بالمائة)، والفحم (22,2 بالمائة).

ونظم الاجتماع الوزاري الثاني حول البيئة والطاقات المتجددة في إطار الحوار الغربي المتوسطي 5 +5، يومي 2 و3 مارس الجاري، تحت الرئاسة المشتركة للمغرب والبرتغال في حيت سيحتضن المغرب الدورة المقبلة لهذا الاجتماع.

ويشكل منتدى الحوار لدول غرب المتوسط، المعروف أيضا بـ (حوار 5+5)، فضاء للحوار السياسي غير الرسمي يجمع عشرة بلدان مطلة على غرب البحر الأبيض المتوسط، ممثلة في بلدان المغرب العربي الخمسة (الجزائر، ليبيا، المغرب، موريتانيا وتونس)، وخمسة بلدان أعضاء في الاتحاد الأوروبي (إسبانيا، فرنسا، إيطاليا، مالطا والبرتغال).

وكان قد تم إطلاق هذه المبادرة في فرنسا سنة 1983، وتم إرساؤها بشكل رسمي في روما سنة 1990. وتهدف إلى تعزيز وإغناء الحوار السياسي، الاقتصادي والثقافي بين ضفتي الحوض المتوسطي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *